ما هو مرض الخُدار

الكاتب: نور الياس -
ما هو مرض الخُدار

ما هو مرض الخُدار.

 

 

مرض الخُدار

 

يُعرف مرض الخُدار Narcolepsy بأنه عبارة عن اضطرابات تؤدي إلى وهن عام؛ حيث يُصاب المرء بموجات شديدة من النعاس في أي ساعة من النهار مما يجعل المرء ينام أثناء الجلسات والمحادثات والاجتماعات والوجبات وأثناء تأدية أي نشاط يومي عادي.  ونظرًا لذلك، فإن هذا المرض يُعتبر المقابل لمرض الأرق، فالمصاب بالأرق يتعرض إلى اضطرابات في أثناء الخلود إلى النوم، ويعاني مريض الخُدار من مشكلة بقائه متيقظًا.  ولكن كما ترى فهناك الكثير مما يرتبط بمرض الخُدار فيما يتعلق بأعراضه الفريدة وكيفية انتقال أجسامنا من النوم إلى اليقظة.

 

أسباب مرض الخُدار

 

مرض الخُدار عبارة عن خلل مزمن في الجهاز العصبي المركزي يؤدي إلى فشل في المخ في ضبط الدائرة اليومية للنوم واليقظة.  وهذا التصور الوظيفي يؤدي إلى اضطرابات في نوم حركة العين السريعة وكذلك في توقيت النوم واليقظة.  وبدلاً من الظهور بشكل طبيعي- بعد تقدم ثابت خلال المراحل الأخرى للنوم- يبدأ نوم حركة العين السريعة في أوقات غير عادية وغير مستحبة، ونرى ذلك عندما يرقد المرء ليغفو قليلاً، وفي لحظات ما بعد بدء النوم أو وسط الأنشطة التي يؤديها المرء بالنهار.  ولا يوجد علاج لهذا المرض في الوقت الحاضر.

هناك شخص من كل ألفين يعاني من مرض الخُدار.  ويؤثر هذا الاضطراب على الجنسين بالتساوي.  ويعد هذا المرض وراثيًا، فوجود شخص من الأقارب مصاب بالمرض يزيد من فرصة إصابة المرء بنفس المرض بنسبة تتراوح من 20 إلى 40 مرة.  ويبدو مرض الخُدار واضحًا في مرحلة المراهقة أو البلوغ المبكر بالرغم من إمكانية ظهور أعراض المرض في الطفولة المبكرة أو أواسط العمر.

 

في أواخر التسعينيات، اكتشف الباحثون أن العديد من حالات مرض الخُدار تنشأ من نقص مادة كيميائية بالمخ يطلق عليها الهيبوكرتين (ويطلق عليها أحيانًا اسم الأرويكسين).  وهذه المادة تقوم عادة بعملية الاستثارة الطبيعية وتساعد على تنظيم عملية النوم.  ويميل المصاب بهذا المرض إلى فقد الخلايا التي تصنع الهيبوكرتين.  والسبب في ذلك غير واضح؛ فربما يكون مرض الخُدار عبارة عن خلل بالمناعة الذاتية مثل مرض الذئبة أو مرض التصلب المتعدد؛ حيث تقوم خلايا المناعة الذاتية بالجسم بتدمير بنياتها الضرورية.  ولقد نجح الباحثون في تحديد الجين المسئول عن صنع الهيبوكرتين ومكان صنعه بالجسم.  ومن الممكن أن يؤدي الفهم المتطور للدور الذي يلعبه الهيبوكرتين في مرض الخُدار إلى التوصل إلى علاج لهذا المرض في يوم من الأيام.

 

أعراض مرض الخُدار

 

هناك خمسة أعراض لهذا المرض هي:

 •           النعاس المفرط أثناء النهار

•           فقدان القوة العضلية المفاجئ (الصدمة التخشبية)

•           شلل النوم

•           الهذيان

•           الأرق والنوم المتقطع

 

يعاني معظم مرضى الخُدار أكثر من عَرَض مما هو مذكور أعلاه، والبعض يعاني من الأعراض الخمسة جميعًا.

 

النعاس المفرط أثناء النهار

 

عادة ما يظهر العرض الأول للمرض، وكل مريض يعاني من الخُدار يظهر به هذا العرض.  وهذا العرض ليس عبارة عن حالة بسيطة من النعاس الذي يسبب التثاؤب مرة أو مرتين؛ فالمصابون بالنوم القهري يشعرون برغبة جامحة نحو النوم في الأوقات التي يجب أن يكونوا متيقظين فيها.  وعادة ما تتراوح مدة النوم من 5 إلى 10 دقائق.

وغالبًا ما يظهر معظمها عندما يكون الشخص جالسًا أو واقفًا.  وبعض الأفراد يشعرون بقرب هجمة النوم، والبعض الآخر يرى أن النوم يأتي بدون إنذار.  وتصل هجمات النوم إلى ذروتها عند الشعور المستمر بالإجهاد.

 

فقدان القوة العضلية المفاجئ (الصدمة التخشبية)

 

يعاني أكثر من نصف المصابين بمرض الخُدار من فقدان القوة العضلية المفاجئ.  وهذا العرض عبارة عن نوبات خفيفة من الفقدان المفاجئ لوظيفة العضلات أثناء الاستيقاظ.  وهذا العرض هو جانب للقصور الوظيفي لحركة العين السريعة، ويظهر عندما تصبح آلية المخ، التي تحدث شلل العضلات أثناء نوم حركة العين السريعة، نشيطة أثناء النهار.  ويمكن أن يظهر هذا العرض خلال عدة سنوات من الإصابة  بمرض النوم أثناء النهار.  

ويمكن أن ينشأ هذا العرض بسبب نوبات من الضحك والغضب أو المشاعر القوية الأخرى.  ففي الحالات البسيطة، يمكن أن تثني ركبتا المريض أو ربما تصاب عضلات الفك والرقبة بالضعف ويضعف السيطرة عليها.  أما في الحالات الشديدة، فتصاب العضلات بالشلل التام، وربما يسقط المريض على الأرض.  والمريض هنا عادة يكون متيقظًا تمامًا، ولكنه غير قادر على التحدث، ويبدو في حالة نعاس.

 

شارك المقالة:
91 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook