يحمل مجرى الدم في جسم الإنسان مقدار من السكر ينتج عن عملية تكسر الكربوهيدرات التي يحصل عليها من النظام الغذائي، ليتم توزيعه لأنحاء الجسم المختلفة بهدف إمداده بالطاقة اللازمة للقيام بمهامه الحيوية وإبقائه على قيد الحياة، ويُسمّى السكر المحمول في الدم بالجلوكوز (بالإنجليزية: Glucose)، ومن الجدير بالذكر أنّ الجلوكوز يُمثل سكّر بسيط ويُمكن تحويله لطاقة بسهولة؛ لأجل ذلك يُعّد من مصادر الطاقة الأساسية والهامّة في الجسم، ومن الجدير ذكره اختلاف نسبة السكر في الدم بناءً على الوقت من اليوم، حيثُ تزداد بعد تناول وجبة الطعام وتنخفض بعد مرور حوالي ساعة، وتكون بأدنى قيمها في الصباح الباكر قبل تناول الطعام، وبالرغم من ذلك التذبذب في مستويات السكر إلّا أنه ومن الضروري أن تبقى مستويات السكر ضمن المدى الطبيعي لها وأن لا تزيد أو تنخفض عن الحدود الطبيعية بشكلٍ كبير.
من الهام أن تبقى مستويات السكر في الدم ضمن النطاقات الصحية ففي حال كانت المستويات منخفضة للغاية ينتج عنه فقدان المقدرة على العمل والتفكير بشكلٍ طبيعي، وفي المقابل قد ينتج عن ارتفاع مستوياته لتتجاوز الحدود الطبيعية مضاعفات صحية من شأنها التأثير في الجسم وخاصةً اذا استمر الارتفاع وتسبب بفرط سكّر الدم والإصابة بمرض السكري (بالإنجليزية: Diabetes)، لأجل ذلك تُعّد مراقبة مستويات السكر في الدم طريقةً أساسية وهامّة في الكشف عمّا إذا كان كانت ضمن المستويات المقبولة أم لا، بالإضافة إلى دورها الهام في تشخيص الإصابة بمرض السكري ومدى السيطرة عليه، ويمكن مراقبة نسبة السكر في الدم بعدة فحوصات مخبريّة، وفيما يأتي بيان لأبرزها:
قد ترتفع نسبة سكر الدم لتتجاوز المعدلات الطبيعية نتيجة عواملٍ عدّة، وتُعتبر الإصابة بالسّكري أبرز هذه العوامل، وقد تحدث زيادة في مستويات السّكر في حال تفويت مريض السّكري أحد جرعات أدوية السّكري أو نسيانها، ويُمكن بيان المُسبّبات الأخرى التي تكمن وراء حدوث ارتفاع سكّر الدم فيما يأتي:
تُوصف حالة تدني مستوى السكر في الدم إلى قيمٍ أقل من 70 ملغرام/ديسيلتر بانخفاض السكر في الدم (بالإنجليزية: Hypoglycemia)، وبالرغم من ذلك إلّا أنّ بعض الفئات قد تكون قراءة مستوى سكر الدم الأقل من 70 ملغرام/ديسيلتر طبيعية لديهم؛ كالفتيات ذوات البُنيّة النحيفة، وبشكلٍ عامّ تحدث حالة انخفاض نسبة السكر في الدم لأسبابٍ عدّة؛ من بينها تلك المُرتبطة بمرض السكري، وتكون هذه الحالة أكثر شيوعاً لدى الأشخاص المصابين بمرض السكري من النوع الأول، ولدى مرضى السكري عامّةً الخاضعين للعلاج بالإنسولين وأدوية السكري وخاصةً في حال قام المريض بأخذ جرعات أعلى من الموصى بها، وتجدر الإشارة إلى ضرورة إخبار مقدم الرعاية الطبية عن أيّ أدوية يتمّ تناولها قبل الخضوع للفحص نظرًا لأنّ بعض العقاقير قد تؤثر في قيم مستوى السكر في الدم، وبالإضافة لما تم ذكره سابقاً فإن هناك بعض الأسباب الأخرى التي تكمن وراء انخفاض مستوى السكر في الدم، وفيما يلي بعضاً منها:
أوصت الجمعية الأمريكية للسكري (بالإنجليزية: American Diabetes Association) بضرورة الاهتمام بإجراء فحوصات روتينية للكشف عن مستوى السكر لمن تجاوزت أعمارهم 45 عام، وفي حال كانت النتائج طبيعية فيُنصح بإعادة تكرار الفحص مرة كلّ ثلاث سنوات على الأقل، وهُناك بعض الحالات التي تستلزم الخضوع لفحوصات الكشف عن السكري بشكلٍ منتظم حتّى قبل بلوغ سنّ 45 عامًا؛ تحديدًا في حال وجود أيٍّ من عوامل خطر الإصابة بمرض السكري، مثل: السمنة، أو وجود تاريخ عائلي للإصابة بالسكري من النوع الثاني، أو الإصابة بسكري الحمل في السابق، أو الانحدار من أعراق مُعينة؛ كالأفارقة الأمريكيون أو الأمريكيون الآسيويون وغيرهم، وللحفاظ على نسبة السكر في الدم ضمن مداها الطبيعي يُنصح باتباع ما يأتي: