ما هو معنى الوتر

الكاتب: مروى قويدر -
ما هو معنى الوتر

ما هو معنى الوتر.

 

 

مصطلح الوتر

 

ينصرف الذهن عند سماع كلمة الوتر إلى أمورٍ عدّةٍ، ترجع في دلالاتها إلى الفرديّة، وأهمّ ما يحضر في بال المسلم: ذات الله سبحانه؛ فالوتر اسم من أسماءه الحسنى، ودلالته أنّه المتفرّد بكمال الصفات، فله الخلق والأمر، سبحانه وتعالى عمّا يصفون، ثمّ يحضر معنى صلاة الوتر، وحكمها وكيفيتها وفضلها، وهي بهذا المسمّى لها اتصالٌ بأصل المعنى في اللغة العربية، فما معنى الوتر لغة، وما دلالة معناه على ذات الله العليا، وما هي صلاة الوتر، وما مجمل أحكامها؟

 

معنى الوتر

 

الوتر في اللغة

الوتر مفردٌ، من الجذر الثلاثي وَتَرَ، وجمعها: أوْتار ووِتَار، والوَتر مصدر، ويقال: وتَّرَ الصلاة، بمعنى وتَرَها؛ أي أفردها وجعلها وِتْرًا، والوَتْر والوِتْر -بفتح الواو وكسرها-، بمعنى: فرد، وهو عكس الشَفع، ومنه صلاة الوِتْر: وهي ركعةٌ أو ركعاتٌ بعد الشفع إثر صلاة العشاء، والوَتْرُ والوِتْر -بفتح الواو وكسرها-: اسم مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ الْحُسْنَى، بمعنى أنّ الله هو الفَرْدُ الفذّ، وسمّي يوم عرفة بالوِتر.

 

الوتر في الاصطلاح الشرعي

ترد كلمة الوتر في اصطلاح الشرع للدّلالة على أمورٍ عدة:

  • الوتر اسم من أسماء الله الحسنى: وقد ورد هذا الاسم في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، حيث قال: (للهِ تسعةٌ وتسعون اسمًا، مائةٌ إلَّا واحدًا، لا يحفَظُها أحدٌ إلَّا دخل الجنَّةَ، وهو وِترٌ يحبُّ الوِترَ)، وقال أهل العلم، الله وترٌ أي: واحدٌ، وقال الخطابي: الوتر هو الفرد، الذي لا شريك له ولا نظير، وقال غيره: هو وترٌ؛ لأنّه لا قديم غيره، ولا إله سواه، ولأنّه لا يصحّ لشيء من الموجودات أن يُضمّ إليه؛ فيُعدّ معه، فيصبح مع المعدود شفعاً، وهذا مُحال، فالفردية صفةٌ يستحقّها بذاته، فلا شبيه في صفاته، ولذا هو الله الوتر.
  • صلاة الوتر: هي الصلاة التي يؤدّيها المسلم بعد صلاة العشاء، وتمتدّ مشروعيتها إلى طلوع الفجر، وسمّيت بالوتر؛ لأنّها تُصلى وتراً، أي: بعدد ركعات فردي، ركعة واحدة، أو ثلاث ركعاتٍ أو أكثر.

 

كيفية دعاء الله باسم الوتر

 

الوتر اسمٌ من أسماء الله تعالى، وله دلالاتٌ عظيمةٌ، وقد ورد به الخبر في الحديث الصحيح: (وهو وِترٌ يحبُّ الوِترَ)، ومن دلالاته ومعانيه العظيمة ما يأتي:

  • من معانيه أنّه سبحانه المتفرّد عن خَلقه، البائن منهم بصفاته العليا؛ فكلّ خَلقه شفعٌ، قال تعالى: (وَمِنْ كُل شيءٍ خَلَقْنَا زَوْجين).
  • الوتر صفة لله -سبحانه وتعالى- وهو اسمٌ من أسماءه، كما جاء عن بعض أهل العلم.
  • يسأل العبدُ اللهَ -سبحانه وتعالى- بهذا الاسم؛ فهو -عز وجل- يحبّ من عبده أن يُفرده بألوهيّته وربوبيّته، وأن يدعوه بأسمائه الحسنى وصفاته العُلا، فلا يجعل لله شفعاً، ولا ندّاً، ولا شريكاً.
  • يمكن للداعي أن يُضمّن دعاءه بأسماء الله تعالى وصفاته باسمه الوتر، فيقول مثلاً: اللهم إنّي أسألك بأنّك أنت الله الواحد الأحد الفرد الوتر الصمد، أن تغفر لي ذنبي، وتصلح لي شأني، أو يقول: اللهم يا وتر، أعنّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، ونحو ذلك.
  • على المسلم حينما يدعو الله باسمه الوتر أن يستحضر معناه، ودلالاته العظيمة، ويتوسّل بين يدي الله -سبحانه وتعالى- بما يتضمّنه هذا الاسم من معاني الوحدانية والفردية، ويستحضر قوله تعالى: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا).
شارك المقالة:
116 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook