ينصرف الذهن عند سماع كلمة الوتر إلى أمورٍ عدّةٍ، ترجع في دلالاتها إلى الفرديّة، وأهمّ ما يحضر في بال المسلم: ذات الله سبحانه؛ فالوتر اسم من أسماءه الحسنى، ودلالته أنّه المتفرّد بكمال الصفات، فله الخلق والأمر، سبحانه وتعالى عمّا يصفون، ثمّ يحضر معنى صلاة الوتر، وحكمها وكيفيتها وفضلها، وهي بهذا المسمّى لها اتصالٌ بأصل المعنى في اللغة العربية، فما معنى الوتر لغة، وما دلالة معناه على ذات الله العليا، وما هي صلاة الوتر، وما مجمل أحكامها؟
الوتر مفردٌ، من الجذر الثلاثي وَتَرَ، وجمعها: أوْتار ووِتَار، والوَتر مصدر، ويقال: وتَّرَ الصلاة، بمعنى وتَرَها؛ أي أفردها وجعلها وِتْرًا، والوَتْر والوِتْر -بفتح الواو وكسرها-، بمعنى: فرد، وهو عكس الشَفع، ومنه صلاة الوِتْر: وهي ركعةٌ أو ركعاتٌ بعد الشفع إثر صلاة العشاء، والوَتْرُ والوِتْر -بفتح الواو وكسرها-: اسم مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ الْحُسْنَى، بمعنى أنّ الله هو الفَرْدُ الفذّ، وسمّي يوم عرفة بالوِتر.
ترد كلمة الوتر في اصطلاح الشرع للدّلالة على أمورٍ عدة:
الوتر اسمٌ من أسماء الله تعالى، وله دلالاتٌ عظيمةٌ، وقد ورد به الخبر في الحديث الصحيح: (وهو وِترٌ يحبُّ الوِترَ)، ومن دلالاته ومعانيه العظيمة ما يأتي:
موسوعة موضوع