إنّ الوقوف على مفهوم المسكين في الفقه الإسلامي، يكشف مدى حاجته للإطعام والإحسان ومدّ يد العون، كما يدرك المرء عناية الإسلام بهذه الفئة من خلال التشريعات الفقهية الكثيرة.
المسكين في اصطلاح الفقهاء هو صاحب الحاجة، الذي لا يكفيه ما بين يديه، واختلفت آراء المذاهب في بيان حدّه؛ فالحنفية والمالكيّة، قالوا: هو من لا يملك شيئاً، وذهب الشافعية إلى أنّه من يقدر على اكتساب أو تحصيل مالٍ يسدّ به جزءاً من كفايته، وتوسّع الحنابلة في حدّه؛ فقالوا: من يجِد معظم كفايته أو نصفها من كسبٍ أو من غيرِ كسبٍ يعدّ مسكيناً، والعلماء على أنّ المسكين كالفقير يجتمعان في العوز والحاجة، وإن اختلف بيان حدّ كلٍّ منهم عند الفقهاء.
تناول الفقهاء مسألة مقدار الإطعام للمسكين بقدرٍ وافٍ من التفصيل، وبيان ذلك على النحو الآتي:
موسوعة موضوع