حَيْض لغةً (مفرد): مصدر حاضَ، دمٌ يسيل من رحم المرأة البالغة في أيّام معلومة من كلِّ شهر.
الحيض اصطلاحاً: (دم يُرخيه رحم المرأة بعد بلوغها في أوقاتٍ مُعتادةٍ، وأصله من حاض السّيل وفاض إذا سال)
تثبتُ طهارة المرأة من الحيض بأحد أمرين: إمّا جفاف الدَّم وانقطاعه، وإمّا القصَّة البيضاء؛ وهي ماء أبيض رقيق يكون في نهاية الحيض، وقد رُوِي عن أم المُؤمنين عائشة رضي الله عنها أنَّ النّساء كُنَّ يُرسِلن إليها الدُّرجة فيها الشّيء من الصُّفرة فتقول: (لا تعجلن حتّى ترين القصّة البيضاء).
وهذا يعني بأن يبدأ الحيض ثمّ ينقطع مدّة زمنيةً ثم يعود، وقد اختلف الفقهاء في هذا على رأيين:
اختلف العُلماء في اشتراط النيّة للطّهارة من الحيض، ويُمكن تلخيص أقولهم على النحو الآتي:
اختلف الفقهاء في الدّم الذي تراه الحامل هل هو دم حيض أم لا؛ فذهب الحنفيّة والحنابلة إلى أنّ دم الحامل دمُ علّةٍ وفساد، وليس بدم حيض، وأنّ الحامل لا تحيض، وقد استدلّوا بما رواه أبو سعيد الخدري رضي الله عنه أنَّ النبيّ عليه الصّلاة والسّلام قال في سَبِيْ أوطاس: (لا توطأ حامل حتّى تضع، ولا غير ذات حمل حتى تحيض)؛ ووجه الاستدلال: أنّه جعل الحيض دلالةً على براءة رحم المرأة، وبناءً على هذا لا يجتمع الحيض مع الحمل؛ أي أن تكون المرأة حاملاً وحائضاً في نفس الفترة، وعلى هذا يكون الدّم دم علّةٍ وفساد، واستدلّوا أيضاً بقول النبيّ عليه الصّلاة والسّلام في حقّ ابن عمر لمّا طلّق زوجته وهي حائض: (مُره فليراجعها ثمّ ليُطلّقها طاهراً أو حاملاً)؛ فجعل وجود الحمل عَلَماً ودلالةً على عدم الحيض كالطّهر، أي كما أنّ الطُّهر دلالةٌ على عدم وجود الحمل أيضاً، ودلالة على عدم وجود الحيض.
وقد ذهب المالكيّةوالشافعيّة إلى أنّ دم الحامل حيض، وقد استدلّوا بعمومِ الأدلّةِ، منها قول النبيّ عليه الصّلاة والسّلام: (دم الحيض أسود يُعرَف)، واستدلّوا أيضاً بإجماع أهل المدينة عليه
موسوعة موضوع