تُعدّ صلاة الجماعة سنّةً نبويّةً عن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم-، فقد داوم عليها إلى أن لحق بالرفيق الأعلى، كما حرص -عليه الصلاة والسلام- على الترغيب فيها، وأخبر أنّ صلاة الرجل مع الرجل أفضل، كما أنّ صلاته مع الاثنين أفضل من صلاته مع الواحد، وكلما زادت الجماعة زاد الأجر والثواب، وذلك لكثرة الفوائد المترتّبة على صلاة الجماعة، فهي سببٌ في توحيد المسلمين واجتماعهم على كلمةٍ واحدةٍ، سيّما أنّ لقاءهم لها يتكرر خمس مرّاتٍ كُلّ يومٍ وليلةٍ، فيقفون في مساجدهم صفوفاً متراصّةً، متوجهين جميعاً لله سبحانه، خلف إمامٍ واحدٍ يقومون بقيامه ويجلسون بجلوسه، ويتابعونه في كُلّ ركنٍ من الأركان، ولا شكّ أنّ هذا مظهرٌ عظيمٌ من مظاهر الوحدة.
يُشترط للإمام في صلاة الجماعة ما يأتي:
تُعتبر قراءة سورة الفاتحة ركناً من أركان الصلاة، فلا تصحّ صلاة المسلم دون أن يقرأها، ويستوي في ذلك الإمام والمأموم، وسواءً أكانت الصلاة جهريّةً أم سريّةً، فرضاً أم نفلاً، فيظهر من ذلك وجوب قراءة سورة الفاتحة في حقّ المأموم وأنّها لا تسقط عنه إلّا إذا كان مسبوقاً وقد أدرك الإمام أثناء ركوعه، فحينئدٍ يتحمّلها الإمام عنه، ولا يعذر المأموم إذا لم يترك الإمام فسحةً لقراءة الفاتحة ألّا يقرأها، بل يقرؤها سريعاً، ولا يضرّه مقدار ما ترك من الإنصات لقراءة الإمام أثناء ذلك، فهو قدرٌ يسيرٌ.
موسوعة موضوع