عندما تضاعف عدد سكان العالم ثلاث مرات في القرن العشرين ازداد استخدام موارد المياه المتجددة ستة أضعاف، في غضون الخمسين سنة القادمة سيزداد عدد سكان العالم بنسبة 40 إلى 50٪ أخرى، وسيؤدي هذا النمو السكاني مقترنًا بالتصنيع والتحضر إلى زيادة الطلب على المياه والتي سيكون له عواقب وخيمة على البيئة.
تحدث أزمة المياه عندما لا يكون هناك ما يكفي من مياه الشرب للسكان مما يؤدي بدوره إلى الجفاف والمجاعة والموت، أصبحت مياه الشرب المأمونة اليوم رفاهية للأشخاص الذين يعيشون في المناطق المتضررة من الجفاف وشبه القارة الأفريقية، حيث يمكن رؤية الناس يمشون أميالًا ويقضون اليوم بأكمله في البحث عنها، حتى لو حصلوا عليها فعليهم محاربة الأمراض المنقولة بالمياه الناتجة عنها.
كما أن أزمة المياه هي عبارة عن أزمة صحية، حيث يموت ما يقرب من مليون شخص كل عام بسبب الأمراض المتعلقة بالمياه والصرف الصحي والنظافة التي يمكن الحد منها من خلال الوصول إلى المياه الصالحة للشرب أو الصرف الصحي، على سبيل المثال كل دقيقتين يموت طفل من مرض متعلق بالمياه.
يساهم الوصول إلى المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي في تحسين الصحة ويساعد على منع انتشار الأمراض المعدية، وهذا يعني خفض معدلات وفيات الأطفال والأمهات ويعني تقليل الإصابة الجسدية من الرفع المستمر وحمل كميات كبيرة من الماء.
كما أن الوقت الذي يتم قضاؤه في جمع المياه أو البحث عن الصرف الصحي الآمن فهذا يمثل مليارات الدولارات من الفرص الاقتصادية الضائعة، حيث يُفقد 260 مليار دولار على مستوى العالم كل عام بسبب نقص المياه الأساسية والصرف الصحي.
كما يحول الحصول على المياه المأمونة والصرف الصحي في المنزل الوقت الذي يتم قضاؤه إلى وقت يتم توفيره مما يمنح العائلات مزيدًا من الوقت لمتابعة التعليم وفرص العمل التي ستساعدهم على كسر حلقة الفقر والمحافظة على المياه.