تعمل قناة فالوب (بالإنجليزية: Fallopian tube) على حمل البويضات من المبيض إلى الرحم، وتمتلك كل امرأة قناتين اثنتين بشكلٍ طبيعيّ، إلّا أنّها قد تتعرّض لبعض الظروف والمشاكل الصحية التي من الممكن أن تتسبّب بفقدان إحدى هاتين القناتين؛ مثل وجود تشوه خلقيّ، أو الخضوع لعمليّة جراحيّة مُعينة، أو الحمل خارج الرحم (بالإنجليزية: Ectopic pregnancy)، وفي الغالب يجري تخصيب البويضة بواسطة الحيوان المنويّ في الأمبولة (بالإنجليزية: Ampulla) التي تُمثل أحد أجزاء قناتيّ فالوب، ثمّ تنتقل البويضة الملقّحة إلى الرحم لاستكمال مراحل النمو حتى الولادة.
يُعدّ انسداد قناة فالوب مسؤولاً عمّا نسبته 80% تقريباً من حالات العُقم التي تُعاني منها النّساء، ويُعزى حدوث هذا الانسداد إلى العديد من العوامل والأسباب، وفيما يلي بيان لبعض منها:
يمكن تقسيم انسداد قناة فالوب إلى ثلاثة أنواع بناءً على الجزء الذي يحدث فيه الانسداد من القناة على النحو التالي:
في الحقيقة قد لا تظهر أيّ أعراض تدلّ على الإصابة بانسداد قناة فالوب باستثناء صعوبة حدوث الحمل، ويُمكن تعريف ذلك على أنّها مُحاولة حدوث حمل لمدّة عام دون تحقيق ذلك، في بعض الحالات قد يؤدي انسداد قناة فالوب إلى ظهور أعراض مُعينة؛ مثل الشعور بالألم في منطقة الحوض أو البطن، إذ إنّ هذا الألم قد يحدث بشكل منتظم؛ كحدوثه خلال الفترة القريبة من موعد الدورة الشهرية، أو قد يكون الشعور بالألم مستمرّاً، وفي عدّة حالات قد يؤدي الانسداد إلى حدوث الحمل خارج الرحم والذي يتمثل بالتصاق البويضة المخصّبة في قناة فالوب، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الحالة قد لا تكون مصحوبة بأيّ أعراض أيضاً، ويتمّ الكشف عنها في العديد من الحالات أثناء إجراء الفحص الروتيني، وقد تظهر عدد من الأعراض في بعض الحالات مثل الشعور بألم المعدة في جانب واحد من الجسم، أو النّزيف المهبليّ.
يصعب الكشف عن انسداد قناتي فالوب في بعض الحالات، بسبب انغلاقهما بشكلٍ طبيعيّ في بعض الأوقات ممّا يؤدي إلى صعوبة التمييز بين الحالات الطبيعيّة والانسداد، وتوجد عدد من الاختبارات التي يمكن إجراؤها للمساعدة على تشخيص انسداد قناة فالوب، نذكر منها ما يلي:
يمكن علاج مشكلة انسداد قناة فالوب في بعض الحالات من خلال إجراء عملية تنظير البطن (بالإنجليزية: Laparoscopic surgery) بهدف إزالة الانسداد وفتح الأنابيب في الحالات التي يكون فيها انسداد قناتيّ فالوب ناجماً عن وجود كميات صغيرة من الأنسجة الندبية أو الالتصاقات، وتُعتبر الجراحة أحد الخيارات التي يتمّ اللجوء إليها بهدف إصلاح تلف القنوات الناتج عن الحمل خارج الرحم، أو التّعرض للعدوى، أمّا في الحالات التي يكون فيها الانسداد ناتجاً عن تلف جزء صغير من قناة فالوب مع سلامة باقي أجزاء القناة فيُمكن أن يقوم الطبيب بإزالة الجزء التالف وتوصيل كلا الجزأين السليمين مع بعضهما البعض.