في مُعظم الأحيان، لا يُحدِث هذا التسبب في حدوث قلق. ومع ذلك، فهناك أوقات يُشير فيها البول الذي يحتوي على رائحة الأمونيا إلى وجود مشكلة صحيّة.
يُمكن أن يُسبب الجفاف رائحة الأمونيا. يحدث الجفاف عندما يفشل شخص في شرب كمية كافية من السوائل أو يُعاني من فقد كبير للسوائل، بسبب القيء أو الإسهال. تحدث رائحة الأمونيا عندما تتركّز المواد الكيميائية في البول بسبب نقص الماء.
بالإضافة إلى وجود رائحة تشبه الأمونيا، هناك علامة أخرى على الجفاف وهي فقاعات في بول الشخص. وإذا كان شخص ما يُعاني من الجفاف، فإنّ لون البول يكون داكناً أو يكون لونه بني داكن، وليس أصفر باهت أو ذهبي.
وفقاً لبحث أجرته كلية الطب بجامعة واشنطن في سانت لويس، تُعَدّ التهابات المسالك البولية أو عدوى المسالك البولية هي أكثر أنواع العدوى البكتيرية شيوعاً في جميع أنحاء العالم، حيث تصيب ما يصل إلى 150 مليون شخص كل عام.
تميل عدوى المسالك البولية إلى التأثير على النساء والفتيات أكثر، لكن الرجال والفتيان يمكنهم أيضاً تطوير عدوى المسالك البولية. هذه الالتهابات هي نتيجة دخول البكتيريا في المسالك البولية. البكتيريا تجعل رائحة البول كريهة وقد تُسبب في أن تكون عينة البول مُعكّرة أو دموية (يوجد دم في البول).
النساء الحوامل لديهن مخاطر أعلى من غيرهن بالتهاب المسالك البولية، ممّا يزيد من فرصهن في الحصول على بول رائحته أمونيا.
التهاب المسالك البولية يُمكن أن يُسبب مضاعفات الحمل الخطيرة، بما في ذلك الولادة المُبكّرة، وانخفاض الوزن عند الولادة، والتهابات الدم. وبالتالي، يجب على النساء الحوامل إخبار أطبائهن إذا ما عانين من بول كريه الرائحة، خاصة إذا كانت الرائحة تشبه رائحة الأمونيا.
يمكن لفيتامينات الحمل أيضاً أن تخلق رائحة الأمونيا في البول. عادة ما يزول البول ذو الرائحة الكريهة من تناول الفيتامينات بعد وقت قصير.
في حالة عدم وجود أعراض أخرى، مثل الألم الناتج عن التبوّل أو لون البول الغامق أو التردد غير المُعتاد للتبوّل، عادة ما يكون هناك سبب صغير للقلق. لكن تكرار رائحة الأمونيا أثناء الحمل يجب إخبار الطبيب عنها.
يُمكن أن يُؤدي انقطاع الطمث أيضاً إلى زيادة خطر الإصابة بالتهاب المسالك البولية ورائحة الأمونيا، وينتج عن انخفاض هرمون الإستروجين الأنثوي وفقدان البكتيريا المهبلية، وهي البكتيريا الطبيعية والصحيّة التي تعيش في المهبل. كل من هذه التغييرات قد تُسبب رائحة الأمونيا للبول.
الاحتمال الآخر هو تغيير النظام الغذائي أثناء انقطاع الطمث، والذي يُمكن أن يُسبب رائحة الأمونيا.
النظام الغذائي هو السبب الأكثر شيوعاً لرائحة بول الأمونيا لدى جميع الأشخاص. بعض الأطعمة والأدوية والفيتامينات يُمكن أن تُسبب تغيّرات في رائحة البول ولونه.
يرتبط الهليون عادة برائحة الأمونيا، وكذلك كميات كبيرة من فيتامين ب 6. وبالمثل، فإنّ الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من البروتين يُمكن أن تزيد من خصائص البول الحمضية وتُسبب رائحة الأمونيا.
عندما يكون النظام الغذائي سبباً لرائحة بولونيا التي تنبعث منها الأمونيا، تختفي الرائحة بمجرد أن يتخلّص الشخص من محفّزات الغذاء من نظامه الغذائي.
عندما تمر الحصى عبر المسالك البولية، يزداد خطر الإصابة بالتهاب المسالك البولية ويُمكن أن يُسبب وجود رائحة للأمونيا في البول.
يتسبب مرض الكلى في تركيز المواد الكيميائية الموجودة في البول وتُسبب رائحة تشبه الأمونيا. ويُمكن أن يتسبب خلل الكلى أيضاً في ارتفاع مستويات البكتيريا والبروتين في البول، ممّا سيساهم في حدوث رائحة كريهة للأمونيا.
الكبد، على غرار الكلى، هو المسؤول عن إزالة السموم من الجسم ويساعد على هضم الطعام. يُمكن أن تُسبب التهابات وأمراض الكبد مستويات عالية من الأمونيا في البول والرائحة النفاذة المُصاحبة له.
ستزداد مستويات الأمونيا في الدم والبول عندما لا يعمل الكبد بالطريقة التي يجب أن يعمل بها. يجب فحص أيّ رائحة للأمونيا مستمرة في البول من قبل الطبيب.
في حالة حدوث رائحة في البول الرائحة وتُشمّ مرة واحدة كل فترة، فنادراً ما يكون ذلك سبباً يدعي القلق. ومع ذلك، إذا كانت رائحة الأمونيا مصحوبة بألم أو أعراض للعدوى، بما في ذلك الحمى، فقد حان الوقت لرؤية الطبيب. سوف يرغب الطبيب في معرفة:
يتم فحص البول للكشف عن الدم والبكتيريا وقطع حصوات الكلى أو المثانة. عادةً، يُمكن أن يُساعد فحص البول وفحص الدم في إجراء التشخيص. قد يطلب الطبيب أيضاً إجراء دراسات تصويرية لاختبار تشوهات الكلى أو المثانة أو الكبد.
العلاجات تعتمد على الأسباب. التغييرات الأساسية في نمط الحياة والنظام الغذائي يُمكن أن تبقي رائحة البول لتبدو صحيّة.