يُعرّف البلغم (بالإنجليزية: Sputum أو Phlegm) على أنّه مادة مُخاطية يتمّ إفرازها عن طريق الجهاز التنفسي؛ تحديدًا الجزء السّفلي منه المُتمثل بالشُعب الهوائية (بالإنجليزية: Bronchi) والشعيبات (بالإنجليزية: Bronchioles)، ومن الجدير ذكره أنّ البعض يستخدم مصطلح "المُخاط" للإشارة إلى البلغم؛ وحقيقةً إنّ البلغم يُشير تحديدًا إلى المُخاط الذي يتمّ إفرازه عن طريق الجهاز التنفسي، في حين أنّ المُخاط قد يُفرز عن طريق أجزاءٍ أخرى من الجسم؛ كالجهاز الهضمي، والجهاز البولي، والجهاز التناسلي، ومن الجدير ذكره أنّ البلغم يختلف عن اللعاب؛ إذ إنّ الأخير منها يتمّ إنتاجه في الفم، وحقيقةً يلعب البلغم دورًا في التّصدي للعدوى، وذلك من خلال التقاط البكتيريا، وعلاوةً على ذلك فإنّ محتواه من خلايا الدم البيضاء ذي دور أيضًا في التّصدي للعدوى، وحول تركيبة البلغم فهو يحتوي أيضًا على خلايا ميتة وحُطامات مصدرُها الجهاز التنفسي السّفلي،وعادةً ما يقوم الجسم بالتخلّص من البلغم عن طريق السّعال، وقد تكون هذه العملية مصحوبةً بأعراضٍ أخرى؛ كاحتقان الأنف، والسيلان الأنفي، والتهاب الحلق، وفي هذا السّياق يُشار إلى أنّ البلغم بحدّ ذاته لا يُعتبر ضارًا، عدا الحالات التي يقوم الجهاز التنفسي فيها بإفراز البلغم بكمياتٍ كبيرةٍ مُسبّبةً انسداد المجاري الهوائية.
يُفرِز المُخاط بشكلٍ عامّ من الغدد تحت المخاطية (بالإنجليزية: Submucosal glands) خلايا تُعرف بالخلايا الكَأسية (بالإنجليزية: Goblet cells) الموجودة في البطانة الداخلية للمسارات الهوائية في الجهاز التتفسي،ويخرج البلغم خارج الشعب الهوائية عن طريق ابتلاعها من قِبل الأهداب والتي تُمثل شعيراتٍ صغيرة تُبطّن الشعب الهوائية وفي سياق الحديث عن البلغم، يُشار إلى أنّ المُخاط عامّةً يتمّ إفرازه عن طريق الجسم بصورةٍ طبيعيةٍ حتّى لدى الأشخاص الأصحّاء للقيام بمهامٍ عدّة؛ إذ يلعب دورًا في الحفاظ على نظافة الرئتين وحماية الأنسجة التي تُبطّن الرئتين، والحلق، والممرات والجيوب الأنفية، وعليه فإنّه يُساهم في ترطيبها والحدّ من جفافها، ويتكوّن البلغم من جزءٍ لزج وجزءٍ مائي، بحيث إنّ طبيعة البلغم التي تتّصف بكونها لزجة وذات قِوامٍ أشبه لِقوام الهُلام من شأنها تمكين البلغم من التقاط أيّ مواد غريبة قد تدخل الجسم عن طريق الأنف؛ بما في ذلك البكتيريا ومُسبّبات الحساسية؛ كحبوب اللقاح والغبار، بالإضافة إلى الحدّ من انتشارها إلى أجزاء الجسم الأخرى وتسبُّبها بالأمراض، أمّا الجزء المائي فهو يحتوي على مجموعةٍ من المكونات التي من شأنها تدمير بعض الجراثيم التي تصِل المناطق العميقة من الرئتين، وحول مكونات الجزء المائي من البلغم فهي تتضمّن الأجسام المُضادة، والإنزيمات، وأنواعًا أخرى من البروتينات.
يُنتج الجسم كميةً يوميةً من المُخاط تتراوح ما بين 1-1.5 لتر تقريبًا، وبشكلٍ عامّ فإنّ إنتاج المُخاط بكمياتٍ طبيعية يُعتبر غيرُ ملحوظٍ مالم تحدث تغيّرات قد يُستدلّ من خلالها على الإصابة بالأمراض أو الاضطرابات المُختلفة، ومن هذه التغيّرات حدوث زيادة في كمية إنتاج البلغم أو تغيّر جودته وطبيعته، وتُعزى الزيادة في إنتاج المُخاط إلى عوامل عدّة؛ من بينها اعتلال وظائف الغدد تحت المخاطية والخلايا الكأسية، أو التعرّض للعدوى، أو حدوث التهاب، أو تهيّج، أو تشكّل حُطامات في الجهاز التنفسي، ومن الجدير ذكره أنّ زيادة إفراز البلغم قد لا تكون ملحوظة، مالم يُعاني الشخص من السّعال كأحد الآثار الجانبية لعدوى الجهاز التنفسي؛ كما هو الحال في حالات الإصابة بالالتهاب الرئوي (بالإنجليزية: Pneumonia)، كما قد يكون ذلك ملحوظًا في حالات إصابة الشخص بأمراض أو اضطراباتٍ مُعينة من شأنها إنتاج كمياتٍ كبيرةٍ منه أو إنتاج أنواعٍ مُعينةٍ من البلغم؛ كحالات التليف الكيسي (بالإنجليزية: Cystic fibrosis) أو الربو (بالإنجليزية: Asthma)، وسيتمّ بيان مُسبّبات إفراز البلغم بصورةٍ غير طبيعيةٍ والتفاصيل المُتعلقة بكمية البلغم التي يتمّ إفرازُها فيما يأتي:
تُعتبر عدوى الجهاز التنفسي أحد أكثر الأسباب الشائعة التي تكمن وراء كلٍّ من إفراز كمياتٍ كبيرةٍ من البلغم والسّعال الذي يُصاحبه البلغم، وقد يحدث البلغم مع الأشكال المُختلفة من عدوى الجهاز التنفسي بغضّ الّنظر عن شدّتها؛ بما في ذلك العدوى البكتيرية والفيروسية، وعند إصابة الشخص بأحدّ أشكال هذه العدوى فسيُلاحظ بأنّ لون البلغم أصبح أغمق وأكثر كثافةً من الطبيعي، وقد يظهر بلونٍ أصفر مُخضر في بعض الحالات، وإنّ تغيّر طبيعة البلغم في هذه الحالات تحول دون قدرة الجسم على إزالته كما هو الحال في البلغم الطبيعي، وكما تمّت الإشارة سابقًا فإنّ ذلك قد يكون مصحوبًا بأعراضٍ أخرى، وحول التغيّرات التي تطرأ على البلغم، فيُشار إلى أنّه يظهر بلونٍ أخضر داكنٍ في المراحل الأولى من العدوى، ومن ثمّ يُصبح لونه أفتح مع تقدّم المرض وتطوّر المراحل الأخرى من العدوى، وفي هذا السّياق يُشار إلى أنّ لون البلغم الأخضر يُعزى إلى وجود نوعٍ من الإنزيمات المعروفة بالميلوبيروكسيديز (بالإنجليزية: Myeloperoxidase) والتي تتواجد خلال فترات العدوى، وقد تتسبّب بعض أشكال العدوى الأخرى بظهور البلغم بلونٍ أصفر، أو رمادي، أو شبيه بلون الصدأ، ويُشار إلى أنّ البلغم المُصاحب لعدوى الجهاز التنفسي البكتيرية قد يكون ذي قِوامٍ كثيف ورائحة سيئة، وفيما يأتي بيان لأبرز أشكال عدوى الجهاز التنفسي
قد يُعزى حدوث البلغم لأسبابٍ أخرى عدا عن العدوى، وفيما يأتي بيان لأبرز المُسببات الأخرى:
يُساهم اتباع مجموعة من النّصائح والإرشادات في الوقاية من تراكم البلغم لدى الشخص، وفيما يأتي بيان لأبرزها