تُعرَّف متلازمة نقص المناعة المكتسبة أو السيدا أو التَنَقْصُم أو ما الإيدز (بالإنجليزية: Acquired immunodeficiency syndrome) واختصاراً AIDS على أنَّها حالة مرضيَّة مزمنة مُهدِّدة للحياة في بعض الحالات، وتحدث بسبب الإصابة بفيروس نقص المناعة البشريَّة (بالإنجليزية: human immunodeficiency virus) وهو أحد الأمراض المنقولة جنسياً، ويُعدُّ الإيدز المرحلة المتقدِّمة من الإصابة بفيروس نقص المناعة البشريَّة التي تنتج عن التضرُّر الشديد للجهاز المناعي الذي يحدثه الفيروس في الجسم، ومن الجدير بالذكر أنَّ الإصابة بفيروس نقص المناعة البشريَّة لا تعني بالضرورة الإصابة بمرض الإيدز، فقد يساعد الالتزام بأدوية فيروس نقص المناعة البشريَّة على خفض نسبة الإصابة بالإيدز، إذ إنَّها تحدُّ من تطوُّر المرض.
يهاجم فيروس نقص المناعة البشريَّة الجهاز المناعي في الجسم ويضعفه، وذلك من خلال ارتباطه بنوع محدَّد من خلايا الجهاز المناعي التي تحمي الجسم من الإصابة بالعدوى والفيروسات يُطلق عليها اسم خلايا كتلة التمايز 4 (بالإنجليزية: 4 cluster of differentiation) واختصاراً CD4، وبمجرَّد ارتباط الفيروس بهذه الخلايا فإنَّه سرعان ما ينشء آلاف النسخ لنفسه لتهاجم خلايا كتلة التمايز 4، وبالتالي ينخفض عددها حتى لا يتمكَّن الجهاز المناعي من أداء عمله بصورة طبيعيَّة في نهاية المطاف، وبالتالي يكون المصاب أكثر عرضة للإصابة بالعدوى وبعض أنواع السرطانات التي تُهدِّد الحياة، لكن يجدر التنبيه إلى أنَّ هذه العمليَّة تستغرق فترات طويلة قد تمتدُّ إلى 10 سنوات أو أكثر، ولا يشعر خلالها المصاب بالمرض وسيبدو بصحَّة جيِّدة، ومن الجدير بالذكر أنَّ الإصابة بفيروس نقص المناعة البشريَّة قد تتطوَّر إلى مرض الإيدز إذا تُرك المصاب دون علاج، ويُعدُّ المريض مصاباً بالإيدز إذا كان عدد خلايا كتلة التمايز 4 يقلُّ عن 200 خليَّة لكلِّ ملليمتر مكعب من الدم -يجدر العلم بأنَّ عدد خلايا كتلة التمايز 4 في الجهاز المناعي الصحِّي يتراوح ما بين 500 و1600خلية لكلِّ ملليمتر مكعب من الدم- أو في حال إصابة المريض بعدوى انتهازيَّة (بالإنجليزية: opportunistic infections) أو أكثر بغضِّ النظر عن عدد خلايا كتلة التمايز 4، ويجدر القول بإنَّ العدوى الانتهازيَّة هي العدوى التي تصيب الأشخاص الذين يمتلكون جهازاً مناعيّاً ضعيفاً، أو تكون أكثر حدَّة عند إصابة هؤلاء الأشخاص بها مقارنة بالأشخاص الذين يمتلكون جهازاً مناعيّاً صحِّياً.
ويجدر التنبيه إلى أنَّ فيروس نقص المناعة البشريَّة ينتقل من شخص لآخر من خلال سوائل الجسم مثل الدم، والسائل المنوي، والسوائل المهبليَّة، وسوائل المستقيم والشرج، وحليب الثدي، إذ ينتقل الفيروس إذا لامست هذه السوائل المناطق الآتية:
كما يمكن أن ينتقل فيروس نقص المناعة البشريَّة من الأم إلى طفلها أثناء الحمل والولادة، ويجدر التنبيه إلى أنَّه لا يمكن أن ينتقل من خلال الاتصال اليومي العادي، مثل: المعانقة، أو المصافحة، أو مشاركة الأشياء الشخصيَّة، أو الطعام، أو الماء.
يختلف خطر تحوُّل الإصابة بفيروس نقص المناعة البشريَّة إلى مرض الإيدز اختلافاً كبيراً من شخص إلى آخر ويعتمد على عدَّة عوامل، ومنها ما يأتي:
يمكن أن يصاب أيُّ شخص من أيِّ عُمر أو عرق أو جنس بفيروس نقص المناعة البشريَّة، وبالإضافة إلى ذلك توجد مجموعة من العوامل التي تزيد من خطر الإصابة بفيروس نقص المناعة البشريَّة، ويمكن ذكرها فيما يأتي: