ما هي أضرار المضادات الحيوية

الكاتب: نور الياس -
ما هي أضرار المضادات الحيوية

ما هي أضرار المضادات الحيوية.

 

 

العوامل المنشطة للحيوية في مقابل المضادات الحيوية

 

إن ما يصل إلى8,1 كجم( 4 أرطال) من وزن جسمك يتكون من البكتريا و الشخص المتوسط لديه حوالي 400 نوع مختلف من البكتريا الصديقة ( أي النافعة أو المفيدة) و تسمى منشطات الحيوية، و هي تسكن أساساً في القناة الهضمية و تتكاثر باستمرار و هذه البكتريا هي الخط الدفاعي الأول لنا ضد البكتريا غير الصديقة( أي الضارة) و غيرها من الميكروبات المسببة للأمراض بما فيها الفيروسات و الفطريات كما أنها تصنع بعض الفيتامينات و تهضم الألياف النباتية مما يتيح لنا الحصول على بعض المغذيات من أطعمة تعتبر أصلاً غير قابلة للهضم.

و في داخل كل خلية من خلايا أجسادنا توجد" مصانع للطاقة" تسمى الحبيبات الخيطية أو الميتوكوندريا؛ و هي تشترك في تصميمها أو تركيبها مع البكتريا، فهي بالتأكيد تعتبر أصلاً من البكتريا التي تعلمت على مر الأجيال، و منذ عصور أسلاف خلايانا أن تعيش في داخل الخلايا و تتعايش معها لذا فإننا في الظروف السليمة و في واقع الأمر نعيش في تناغم مع البكتريا !.

و أما المضادات الحيوية أو العقاقير المضادة للحيوية فهي تشبه المبيدات الحشرية في أن الغرض منها هو قتل الحياة( كما يبدو من اسمها) و لكن تلك المضادات الحيوية، بالإضافة إلى كونها تقضي على البكتريا المسببة للأمراض فإنها أيضاً تقضي على الأنواع الصديقة من البكتريا و يمكنها بالتالي أن تتلف الميتوكوندريا. و كلما كان المضاد الحيوي واسع الطيف أي واسع المدى زادت سلالات البكتريا النافعة التي يمكنه قتلها بل إن إعطاء فترة علاجية واحدة من المضادات الحيوية يمكن أن يمحو السلالات النافعة من البكتريا لمدة ستة أشهر أو تزيد ـ ـ و يقول الباحث الطبي جيوفري كانون حينما تتعاطى المضادات الحيوية فإنك بهذا تفعل بجسدك ما يفعله المُزارع حينما يرش حقوله بالمبيدات".

 

هل المضادات الحيوية تضر أكثر مما تنفع ؟

 

تبعاً لآراء البروفيسور ريتشارد ليسي أستاذ علم الميكروبيولوجيا، فإن الإفراط في استخدام المضادات الحيوية على نطاق واسع هو السبب الرئيسي للتغيرات التي لوحظت في العقد الماضي فيما يتعلق بالتوازن البكتيري في الأمعاء فهذا الإفراط لا سيما في استخدام الأمبيسلين و مركبات التتراسيكلين يؤدي إلى نشوء أجيال متعاقبة من البكتريا فائقة القدرات التي اعطيت اسم Super bugs ( أي الميكروبات الفوقية أو السوبر – ميكروبات)؛ و هي بكتريا مقاومة لنفس العقاقير التي اخترعت لكي تقضي عليها. و يقول الباحث الطبي دكتور ستوارت ليفي من جامعة تفتس إن هذه التغيرات " ليس لها مثيل في التاريخ البيولوجي المسجل". و هذه المشكلة هي من الخطورة لدرجة أنه يوجد الآن الكثير من السلالات المعدلة الجديدة المقاومة للعقاقير من البكتريا المسببة للأمراض. فبكتريا السل العصوية المقاومة للعقاقير، على سبيل المثال ، تسبب اليوم حالة من كل سبع حالات جديدة من السل.

كذلك، لإإن المضادات الحيوية لها تأثيرات ضارة حادة قصيرة الأمد، تتراوح من حالات الطفح الجلدي إلى الإسهال و تأثيرات ضارة مزمنة طويلة الأمد و هذه الأخيرة هي الت يتثير القلق أكثر فأي شخص يتعاطى المضادات الحيوية باستمرار على مدى سنوات عدة يصير ضعيفاً مهيض الجناح و معرضاً بدرجة بالغة للغزو من قبل كائنات دقيقة أخرى مثل الفطريات و الفيروسات و تبعاً لما قاله " كانون" فإن " المضادات الحيوية تتهم بكونها سبباً لنشوء أمراض جديدة يتم بطريقة ما التعرف عليها مع اكتشاف وجود أنواع من البكتريا الضارة بالجسم؛ و التي لا تعيش في الجسم في الأحوال الطبيعية و أما البكتريا النافعة التي تطورت معنا فتعتبر هي وسائل الدفاع المناعية الخارجية و بالتالي فإن أي شيء تفعله يؤدي إلى تدمير البيئة البكتيرية الطبيعية شديدة التعقيد في الجسم لا بد و أن يجعلك نهبأ لأمراض عديدة " و يعتقد " كانون" أنه ليس من الحكمة أن تستخدم المضادات الحيوية إلا في الحالات التي يكون فيها سبب حقيقي للاعتقاد بأن حالة العدوى التي أنت بصددها تهدد حياتك أو يمكن أن تؤدي إلى مرض أشد خطورة إذا لم تستخدم المضاد الحيوي لقهرها.

 

شارك المقالة:
65 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook