قد يظن البعض عند سماع مصطلح إنفلونزا الطيور ( بالإنجليزية: Avian flu)؛ بأنّه فيروس ينشأ في الطيور وينتشر بينها فقط؛ ولكن في حقيقة الأمر يعود أصل منشأ هذا الفيروس إلى الطيور؛ ولكنّه من الممكن أن يصيب الإنسان بالعدوى أيضاً، ففي شهر ثمانية لعام 2015 المنصرم؛ سُجلت 844 إصابة بفيروس إنفلونزا الطيور من نوع H5N1؛ تركّز معظمها في آسيا الشرقية، و631 إصابة بفيروس إنفلونزا الطيور نوع H7N9، سُجلت أغلبها في الصين؛ مما شكل قلقاً عالمياً من خطورة تطور طفرة جينية في الفيروس تسهّل انتقاله بين البشر، مُحدثةً وباءً عالمياً.
لا بدّ من الذكر أنَّ هناك أربعة أنواع فرعية لفيروس الإنفلونزا وهي إنفلونزا A (بالإنجليزية: Influenza A viruses)، وإنفلونزا B (بالإنجليزية: Influenza B viruses)، وإنفلونزا C (بالإنجليزية: Influenza C viruses)، وإنفلونزا D (بالإنجليزية: Influenza D viruses)، وسنستزيد في الحديث عن أكثر هذه الأنواع خطورة على الصحة العامة وهو فيروس إنفلونزا A الذي يصيب البشر والعديد من الحيوانات، وقد ظهرت منه مؤخراً أنواع جديدة سهلة الانتقال بين البشر والحيوانات، وهي المسؤولة عن حدوث أوبئة الإنفلونزا وانتشارها.
تُصنَفُ أنواع فيروسات إنفلونزا A اعتماداً على نوعي بروتيني نورامينيداز (بالإنجليزية: Neuraminidase) واختصاراً NA وهيماغلوتينين (بالإنجليزية: Hemagglutinin) واختصاراً HA الظاهرين على سطحه وبالاعتماد على منشئها الحيواني، حيث إنَّ أنواع فيروس إنفلونزا A المختلفة تصيب العديد من الحيوانات كالطيور، والخنازير، وغيرها، ويصبح الفيروس قادراً على الانتقال من الحيوانات المصابة إلى الإنسان عن طريق حدوث تغيرٍ في المحتوى الجينيّ للفيروس، ونذكر أنّ أكثر ثلاثة أنواع من فيروس إنفلونزا الطيور كانت مدعاة للقلق في السنوات الأخيرة هي فيروس H5N1، وكذلك فيروس H7N9، وفيروس H5N6.
على الرغم من تشابه الأعراض التي تظهر على المُصابين بأنواع الفيروسات المختلفة المُسبّبة لإنفلونزا الطيور، إلّا أنّ هذه الأعراض تتفاوت في شدتها ومضاعفاتها، وكذلك قد يُرافق بعض أنواع الفيروسات المُسبّبة لإنفلونزا الطيور ظهور أعراض خاصّة، فمثلاً غالباً ما تظهر أعراض شديدة في حال كان المسبّب فيروس H5 أو فيروس H7N9، وأعراض أخفّ وطأة في حال الإصابة بفيروس H7N7 أو فيروس H9N2، وفيما يلي ذكر لبعض الأعراض التي ترافق الإصابة بإنفلونزا الطيور بشكلٍ عام:
تمتدّ فترة حضانة الفيروسات المسبّبة لإنفلونزا الطيور لفترة أطول من فترة حضانة الفيروسات المسبّبة للإنفلونزا العادية، التي لا تتجاوز يومين في العادة، وتختلف فترة حضانة إنفلونزا الطيور تبعاً لنوع الفيروس المسبّب لها فمثلاً فيروس H5N1 تستمر فترة حضانته لمدّة يومين إلى خمسة أيام في الغالب، إلّا أنّها من الممكن أن تصل إلى 17 يوماً، أمّا فيروس H7N9 فتتراوح فترة حضانته بين يوم واحد إلى عشرة أيام.
إنَّ تشخيص الإصابة بإنفلونزا الطيور لا يتمّ فقط عن طريق مراقبة الأعراض، فلا بُدّ من أخذ مسحة من إفرازات الأنف أو الحلق خلال عدة أيام من الإحساس بالأعراض، وقد يحتاج الأمر لاستخدام الأشعة السينية (بالإنجليزية: X-rays ) لتَفقُّد حالة الرئتين مما يساعد على أخذ الإجراءات اللازمة في العلاج، وتجدر الإشارة إلى أنَّ الأخصائيين ينصحون باستخدم مضادات الفيروسات (بالإنجليزية: Antiviral drugs) نذكر منها: أوسيلتاميفير (بالإنجليزية: Oseltamivir) وزاناميفير (بالإنجليزية: Zanamivir)، ويمكن ذلك خلال يومين من بداية ظهور الأعراض.
وفيما يتعلق بتجنّب الإصابة بالفيروس، لا بدّ من اتباع مجموعة من الإجراءات الوقائية، ونذكر منها ما يلي: