يُعدّ التهاب المثانة (بالإنجليزية: Cystitis) النوع الأكثر شيوعاً لعدوى الجهاز البولي (بالإنجليزية:Urinary Tract Infections) والمعروفة اختصاراً UTI، ففي الغالب يُصنّف التهاب المثانة كحدثٍ ثانويّ ينجم عن الإصابة بعدوى بكتيريّة في البول، ويعد هذا النوع من الالتهابات من المشاكل الشائعة عند الإناث، حيث إنه مُعظم الإناث يتعرّضن للإصابة بالتهاب المثانة على الأقل مرة واحدة في العمر، وتجدُر الإشارة هنا إلى أنّ هذا النوع من الالتهابات لا يستدعي القلق؛ فهو غير مُعدٍ وعادة ما يكون بسيطًا غير خطير، وفي الحقيقة يعود سبب انتشار التهاب المثانة عند الإناث إلى العديد من الأسباب، لعلّ أبرزها قِصَر طول مجرى البول المعروف بالإحليل (بالإنجليزية: Urethra)، إضافةً إلى قُرب المسافة بين مجرى البول والمهبل وفتحة الشرج حيث توجد البكتيريا بكثرة، كما أنّ الإناث في فترة الحمل يُصبحنَ أكثر عرضةً للإصابة بالالتهاب وذلك لأن الحمل يُعيق عمليّة تفريغ المثانة لديهنّ بشكل تامّ، وقد ذكرت دراسة أجريت في معهد (Institute for Quality and Efficiency in Health Care) في عام 2011 م أنّ الإناث أكثر عرضةً للإصابة بالتهاب المثانة من الرجال، فبحسب الدراسة؛ تُصاب 10 إناث من بين كلّ 100 أُنثى على الأقل مرة كلّ عام بالتهاب المثانة، وخمسة منهنّ يُصَبنَ أكثر من مرّة في العام الواحد، وما يجدُر ذكره؛ أنّ الأعراض المُرافقة لالتهاب المثانة غالباً ما تختفي في غضون أسبوع دون اللجوء إلى أي علاج، ولكن يمكن اتباع بعض النصائح للتخفيف من الأعراض، وقد يصف الطبيب في بعض الحالات نوعاً من المضادات الحيوية،
يمكن تقسيم أعراض التهاب المثانة بحسب الفئة كما يأتي:
يرافق التهاب المثانة ظهور العديد من الأعراض الطفيفة وفي بعض الحالات قد لا يرافق هذه الحالة ظهور أي أعراض، حيث إنه يتم الكشف عنه لدى كبار السن صدفة أثناء إجراء فحوصات أخرى متعلقة بالبول؛ وذلك بسبب عدم ظهور أي أعراض متعلقة بعملية التبول، إذ تظهر أعراض أخرى مثل ارتفاع درجة الحرارة والارتباك، أما بالنسبة للبالغين من غير كبار السنّ فقد تظهر لديهم بعض الأعراض، والتي يرتبط أغلبها بعملية التبول، مع التذكير بانّ هناك العديد من الحالات الصحية التي قد تُسبب أعراضًا مشابهة، وعليه لا يمكن اعتماد تشخيص التهاب المثانة بالاستناد إلى هذه الأعراض فقط، وعلى أية حال يمكن بيان أهمّ أعراض التهاب المثانة لدى البالغين فيما يأتي:
ليس من السهل الكشف عن إصابة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين بالتهاب المثانة، وذلك لأنه لا يرافق هذه الحالة ظهور علامات في بعض الأحيان، بالإضافة إلى أن الطفل لا يستطيع التعبير، حيث إنّ الطريقة الوحيدة للكشف عن وجود التهابٍ في المثانة وتمييزها عن أنواع الالتهابات الأخرى هي إجراء فحوصات البول، وبشكلٍ عام قد تظهر بعض العلامات التي تدل على إصابة الطفل بالتهاب في المسالك البولية عامة، نذكرها فيما يأتي:
يرافق إصابة الطفل بالتهاب المثانة ظهور بعض الأعراض، وفيما يأتي ذكرٌ لبعضها:
ويُذكَر أنّ التهاب المثانة قد ينتقل إلى الحالب ثمّ إلى الكِليَتين في حالة طبيّة تُعرَف بالتهاب الحويضة والكلية (بالانجليزية: Pyelonephritis)، وهي حالة أشدّ خطورةً، يُرافقها الأعراض المُرافقة لالتهاب المثانة، إضافةً إلى إصابة الطفل بالحمّى المصحوبة بقشعريرة في بعض الأحيان، والشعور بالتعب الشديد، والتقيُّؤ، ووجود آلام في منطقة الظهر والخواصر.
تزيد احتماليّة الإصابة بالتهاب المثانة في فترة الحمل، وذلك بسبب التغيّرات الحاصلة في جسم المرأة نتيجة هرمونات الحمل، إذ يحدث توسُّع وارتخاء في الحالب الذي ينقل البول إلى المثانة، وغالباً ما يحدث الالتهاب دون ظهور الأعراض، لذا يوصى بإجراء فحص البول للحوامل بشكلٍ دوريّ لتحرّي وجود أيّ عدوى أو التهاب، وفي بعض الحالات قد تشعر الحامل بزيادة الرغبة للتبوّل، مع الشعور بالحرقة في البول، أو ارتفاع في درجة الحرارة، وفي هذه الحالة يتوجّب مراجعة الطبيب لاتّخاذ الإجراء اللازم، ووصف المضادّ الحيويّ المُلائم عند تشخيص الإصابة بالتهاب المثانة، وذلك تجنباً للمضاعفات التي قد تحدث بسبب الإصابة بهذا الالتهاب، ولتلافي الإصابة بالتهاب المثانة يُنصَح بشُرب كمّيّات كافية من الماء، والإنتباه لتفريغ المثانة فورَ الشعور بالحاجة للتبوّل.
يجب طلب المساعدة الطبية عند حدوث تغيّرات مُتعلّقة بعمليّة التبوّل، كتغيُّر رائحة البول، وظهور الدم فيه، والشعور بالألم أثناء التبوّل، وكثرة الحاجة للتبوّل، كما يجب على النساء خلال الحمل إجراء فحوصات البول اللازمة، حتى في حال عدم ظهور أي أعراض ترتبط بالتهاب المثانة، وذلك للتأكّد من عدم وجود البكتيريا، كما يجب على الأشخاص الذين سبق وأُصيبوا بالتهابٍ في المسالك البولية مراجعة الطبيب عند ظهور أعراضٍ مُشابهة لأعراض الإصابة السابقة لديهم، كما أنّ ظهور الأعراض مُجدّداً بعد الانتهاء من تناول الجُرعات المُقررة من المُضادّ الحيويّ؛ تستدعي زيارة الطبيب، وبالحديث عن الأطفال والرجال؛ تجب مُراجعة الطبيب فور مُلاحظة أيّ أعرَاض مرتبطة بالتهاب المثانة، وذلك لأن هذا النوع من الالتهابات غير شائع في هذه الفئة، وقد يكون أكثر شدة لديهم.
في الواقع؛ تتوجّب مراجعة الطبيب فوراً في حال ظهور أعراضٍ مُشابهة لأعراض التهاب الكلى، والتي تتضمّن الإصابة بالحمّى مع القشعريرة، والشعور بآلام في الظهر أو في الخواصر، بالإضافة إلى الغثيان والتقيُّؤ.
نذكر فيما يأتي بعضًا من النصائح الطبية التي يمكن اتباعها للتخفيف من الأعراض المرافقة لالتهاب المثانة: