يُعدّ فيروس ب أو ما يُعرف بفيروس التهاب الكبد ب (بالإنجليزية: Hepatitis B virus)؛ أحد الفيروسات التي تهاجم الكبد وتسبّب التهاباً حاداً أو مزمناً فيه، وحسب تقديرات منظمة الصحة العالمية لعام 2015 ميلادي؛ فإنّ عدد المصابين اللذين يعيشون مع مرض التهاب الكبد ب يقارب 257 مليون مصابٍ حول العالم. وتجدر الإشارة إلى أنّ معظم حالات الإصابة بالعدوى لدى البالغين تستمرّ لمدّةٍ زمنيّةٍ قصيرةٍ وتزول دون أن تتسبّب بأيّ ضررٍ دائم، بينما تتطوّر الحالة إلى عدوى مزمنةٍ في ما يتراوح بين 2-6% من المصابين البالغين. أمّا بالنسبة للأطفال؛ فيمكن القول إنّ الأطفال الذين تقلّ أعمارهم عن 6 سنواتٍ والذين يصابون بالفيروس هم الأكثر عرضةً لتطور الحالة إلى عدوى مزمنة، حيث تتطور الإصابة إلى عدوى مزمنةٍ في ما يتراوح بين 80-90% من الرضع المصابين الذين تقلّ أعمارهم عن السنة، وبين 30-50% من الأطفال المصابين دون عمر 6 سنوات. وفي الحقيقة، قد تؤدي العدوى المزمنة بفيروس التهاب الكبد ب إلى مضاعفاتٍ صحيّةٍ خطيرةٍ، مثل تشمّع الكبد، وسرطان الكبد، وقد قدّرت منظمة الصحة العالمية عدد الوفيّات الناجمة عن مضاعفات التهاب الكبد الفيروسي ب عام 2015 ميلادي بما يقارب 887 ألف حالة وفاةٍ. ومن الجدير بالذكر أنّه تمّ تطوير لقاحٍ فعّالٍ بنسبة 95% في الوقاية من عدوى فيروس التهاب الكبد ب، والمضاعفات الصحيّة الناجمة عنه. ويعود الفضل لهذا اللقاح في انخفاض معدل الإصابة بفيروس الالتهاب الكبدي الفيروسي ب المزمن لدى الأطفال دون سنّ الخامسة في الوقت الحالي.
تتراوح الأعراض المصاحبة للإصابة بعدوى فيروس التهاب الكبد ب بين الخفيفة والشديدة، وفي بعض الحالات، لا تظهر أيّة أعراضٍ واضحةٍ على المصاب، خصوصاً الأطفال الصغار منهم. ويمكن للأعراض أن تظهر في وقتٍ مبكرٍ بعد أسبوعين من الإصابة بالعدوى، إلّا أنّها تظهر عادةً بعد فترةٍ تتراوح بين 1-4 أشهرٍ من الإصابة بالعدوى، وفي ما يأتي بيانٌ لبعض هذه الأعراض
في الحقيقة، يمكن لفيروس التهاب الكبد ب العيش خارج الجسم لمدّةٍ لا تقلّ عن 7 أيّام، ويكون الفيروس خلال هذه الفترة قادراً على التسبّب بالعدوى في حال دخوله إلى جسم شخصٍ غير محميٍ باللّقاح، ويمكن الكشف عن الفيروس في الجسم خلال فترةٍ تتراوح بين 30-60 يوماً من الإصابة بالعدوى، وتجدر الإشارة إلى أنّ الفيروس ينتقل عبر سوائل الجسم الملوثة بالفيروس كالدم والسائل المنويّ، إلّا أنّه لا ينتقل عبر السعال أو العطاس، وفي ما يأتي بيانٌ لبعض طرق انتقال عدوى فيروس التهاب الكبد ب:
بعد أن يكشف الطبيب عن علامات تضرّر الكبد؛ كاصفرار الجلد وألم البطن، يمكن اللجوء إلى عددٍ من الاختبارات التشخيصيّة التي تساعد على الكشف عن الإصابة بعدوى فيروس التهاب الكبد ب، والمضاعفات الصحيّة الناجمة عنها، ونذكر منها الآتي:
في حال شكّ الفرد بتعرّضه لعدوى فيروس التهاب الكبد ب تجدر مراجعة الطبيب خلال 24 ساعةً من التعرّض للفيروس، ففي حال عدم حصوله على اللقاح بشكلٍ مسبق، قد يكون ممكناً حمايته من العدوى من خلال حصوله على اللقاح، بالإضافة إلى حقنه بالجلوبيولين المناعيّ لالتهاب الكبد ب (بالانجليزية: Hepatitis B immune globulin)، وهو عبارةٌ عن محلولٍ يتكون من مجموعةٍ من الأجسام المضادّة المخصّصة لمحاربة فيروس التهاب الكبد ب، وفي ما يأتي بيانٌ لبعض الطرق العلاجيّة التي يمكن اللجوء إليها للقضاء على عدوى فيروس التهاب الكبد ب الحادّة أو المزمنة: