يتمثل هبوط السكر أو نقص سكّر الدم (بالإنجليزية: Hypoglycemia) بانخفاض مستوى سكر الجلوكوز في الدم تحت المستوى الطبيعي لذلك، ويُشار إلى أنّ الجلوكوز يُمثل المصدر الرئيسيّ للطاقة في جسم الإنسان، وقد تُصيب حالة هبوط السكر الأشخاص السليمين أو المُصابين بمرض السّكري، إلا أنّ مُعظم الحالات ترتبط بمرضى السكّري الذين يُعانون من مشاكلٍ مُعينة؛ بما في ذلك تلك المُتعلّقة بالأدوية، أو النظام الغذائيّ، أو التمارين الرياضية.
قد لا يشعر بعض الأشخاص بأيّ أعراض عند حدوث هبوط السكر لديهم، ومن النادر أن تتطوّر الأعراض حتّى ينخفض مستوى سكر الجلوكوز في الدم إلى أقلّ من 60 ملغ/ديسيلتر، وفي حال ظهورها فإنّها تختلف من شخصٍ لآخر، وتتّصف الأعراض بسرعة حدوثها، وبشكلٍ عامّ تتفاوت شدّتها بين الخفيفة والمتوسطة، ومع أنّ الشخص قد يُصبح قادراً على تحديد الأعراض المُرافقة لهبوط السكر لديه في حال تكرار تعرُّضه للحالة؛ إلّا أنّ تلك الأعراض قد تتغيّر مع مرور الوقت، وفي الحقيقة يعتمد الخبراء على الأعراض في تحديد مدى شدّة حالة هبوط السكر أكثر من اعتمادهم على قراءة السكر ذاتها، وفي سياق الحديث عن شدّة هبوط السكر؛ فيُشار إلى أنّ الحالات الطفيفة التي تحدث لدى مرضى السكّري يُمكن علاجها من قِبل الشخص نفسه، أمّا المتوسطة فيكون المُصاب يقِظًا ولكن تتطلّب الحالة استعانته بشخصٍ آخر للحصول على المُساعدة المُناسبة، أمّا الحالات الشديدة فإنّ الأمر يستلزم الحصول على عناية طبية مُناسبة ويكون المُصاب غيرُ قادرٍ تمامًا على الحصول على العلاج الذاتي، وقد يكون يقِظًا أو فاقدًا للوعي، ويُمكن بيان أعراض هبوط سكر الدم بشيءٍ من التفصيل فيما يأتي.
تتمثل حالة هبوط الدم غير الملحوظ (بالإنجليزية: Hypoglycemia unawareness) بعدم تطوّر أو إدراك العلامات التحذيرية المُبكّرة للإصابة بحالة انخفاض سكّر الدم، ويحدث ذلك في الحالات التي يُعاني فيها الشخص من انخفاض سكّر الدم بشكلٍ مُنتظم بما يجعله غير مدرك لتطوّر الحالة أو زيادتها سوءًا عند حدوثها بالفِعل، وإنّ إبقائها دون علاج قد يؤدي إلى حدوث المزيد من انخفاض سكّر الدم، وبالتالي المُعاناة من مُضاعفاتٍ خطيرة أو قد تودي هذه الحالة بحياة الشخص، وفي الحقيقة؛ قد لا يتمّ إدراك حدوث هبوط فعلي في مستوى سكر الدم إلّا بعد انخفاض مستواه بشكلٍ كبير وظهور أعراضٍ خطيرة؛ كنوبات التشنّج (بالإنجليزية: Seizures) والغيبوبة، ومع ذلك فإنّ هذه الحالة قابلة للسّيطرة عليها وعكس مسارها، كما أنّ الحرص على تنظيم مستوى سكر الدم وإبقائه ضمن المدى الموصى به لفترةٍ زمنيةٍ مُعينة قد يُعيد قدرة المُصاب على التنبُّه بأعراض هبوط السكر، وبشكلٍ عامّ تُعدّ حالة هبوط السّكر غير الملحوظ شائعة الحدوث، وتزداد احتمالية حدوث لدى فئاتٍ مُعينةٍ أكثر من غيرها، ونذكر من أبرز هذه الفئات ما يأتي:
تتمثل حالة هبوط السكّر الخفيف بالمُعاناة من أعراضٍ مُعينة مع انخفاض سكّر الدم إلى أقلّ من 70 مليغرام/ديسيلتر، وسُرعان ما تختفي هذه الأعراض عند تناول الأطعمة التي تحتوي على السكّر، وتجدُر الإشارة إلى أنّ العديد من حالات هبوط السكر الخفيف قد لا تكون مصحوبةً بالأعراض؛ كحالات مرضى السّكري المُصابين بالمرض منذُ عدّة سنوات، ويُمكن بيان أبرز الأعراض المُصاحبة لخالات هبوط السكر الطفيف فيما يأتي:
تجدُر الإشارة إلى ضرورة اقتناء الأهل لجهاز فحص السكّر المنزليّ عند وجود أطفال مُصابين بالسّكري لديهم، فقد يصعُب على بعض الأطفال إدراك أعراض هبوط السكّر لديهم، ويُنصَح الأهل بإجراء الفحص بشكلٍ فوري في حال اشتباههم بانخفاض مستوى السكر عند الطفل.
يُصاحب حالة هبوط السكر المتوسط حدوث تغيرّاتٍ سلوكية وذلك عند انخفاض مستوى السكر في الدم إلى أقل من 40 مليغرام/ديسيلتر، وفيما يأتي بيان أبرز الأعراض المُصاحبة لذلك:
تتّصف الإصابة بهبوط السكر الشديد بأنّها الحالة التي يصبح فيها مستوى الجلوكوز في الدم منخفضًا لدرجة يفقد فيها المُصاب قدرته على مُساعدة نفسه ممّا يستدعي اتخاذ إجراءٍ فوريّ من قِبل الأشخاص المُحيطين به لرفع مستوى سكر الدم لديه، وتحدث هذه الحالة بصورةٍ أكبر لدى مرضى السّكري الذين يستخدمون دواء الإنسولين أو أدوية فموية مُعينة؛ مثل السلفونيل يوريا (بالإنجليزية: Sulfonylureas)، وبشكلٍ عامّ يُعزى حدوث هبوط السّكر الشديد لدى مرضى السّكري الذين يستخدمون عقاقير السّكري إلى التغيّرات التي تطرأ على النظام الغذائي، أو مستوى التمارين الرياضية، أو الأدوية الأخري التي يستخدمونها، ومن الجدير ذكره أنّ هذه الحالة تحدث بشكلٍ أكثر شيوعًا لدى مرضى النّوع الأول من السّكري نظرًا لكونهم يستخدمون عدّة حقن من الإنسولين بشكلٍ يومي، ولكن قد تحدث هذه الحالة لدى المُصابين بالنّوع الثاني من السّكري؛ تحديدًا أولئك الذين يستخدمون دواء الإنسولين، وتتضمّن أعراض حالة هبوط السكر الشديد ما يأتي:
قد تحدث حالة هبوط السّكر ليلًا أثناء النّوم لدى العديد من الأشخاص دون إدراكهم لحدوث ذلك، وقد يكون ذلك ملحوظًا من قِبل أفراد العائلة بحيث يُستدلّ على ذلك من خلال الأعراض، ومن الجدير ذكره أنّ حالة هبوط السكر الليليّ شائعةً لدى المُصابين بمرض السّكري بشكلٍ عامّ؛ ويُمكن اعتبارها حالةً شائعةً للغاية لدى المُصابين بالنوع الأول من السكري ومنتشرةً إلى حدٍّ ما لدى المُصابين بالنوع الثاني من السّكري، ويُمكن بيان أبرز الأعراض والعلامات التي قد تدلّ على حدوث هبوط السكر الليلي فيما يأتي:
هناك بعض حالات انخفاض سكر الدم تستدعي التوجّه للطوارئ وطلب المساعدة الطبية الطائرة، ونذكرها فيما يأتي: