ذكر الله -تعالى- في سورة الحجرات حُجرات النبي -عليه الصلاة والسلام- التي كان يسكنها مع أمهات المؤمنين رضي الله عنهنّ، ولذلك سميت السورة بسورة الحجرات، وهي سورةٌ مدينةٌ، من السور المثاني، تتألف من ثمانية عشر آيةً، وكان نزولها بعد نزول سورة المجادلة، في الترتيب التاسع والأربعين، في الجزء السادس والعشرين، الحزب الثاني والخمسين، بدأت بأسلوب النداء، وتحدّثت عن عددٍ من الأخلاق والأسس الفاضلة، حتى أطلق عليها بعض المفسّرين سورة الأخلاق.
ورد عن ابن كثير -رحمه الله- في سبب نزول قول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)، أنّ النبي عندما بعث الوليد بن عقبة بن أبي معيط لجمع صدقات بني المصطلق، وعندما سار الوليد في طريقه رجع منه إلى الرسول، وادّعى أنّ الحارث بن ضرار الخزاعي أراد قتله، فأرسل الرسول في طلب الحارث، وعندما اجاب النداء وقدم إلى الرسول مع أصحابه، وأخبروه أنّه منع الزكاة ولم يؤدّها للوليد بن عقبة، فأنكر الوليد ذاك وبيّن بأنّ الحارث لم يأته، فنزلت الآية المذكورة آنفاً.
دلّت سورة الحجرات على عددٍ من الأمور المهمة للمسلم، منها:
موسوعة موضوع