ما هي أنواع الغريزة في علم النفس؟
أول من ناقش مفهوم الغريزة وتطرق إليه في علم النفس هو عالم الأعصاب النمساوي سيجموند فرويد في نظريته للتحليل النفسي، حيث غلب الطابع البيولوجي على هذه النظرية وقال فرويد أن الطفل يولد وهو مزود بطاقة غريزية قوامها الجنس والعدوان وهي ما أطلق عليه فرويد اسم اللبيدو "Libido" بمعنى الطاقة واعتبرها المحرك الأول للسلوك البشري.
وهذه الطاقة تدخل في صدام مع المجتمع وعلى أساس شكل الصدام ونتيجته تتحدد صورة الشخصية في المستقبل.
مكونات الشخصية عند فرويد ثلاثة : الأنا ، الأنا الأعلى والهو، ويصف الهو بأنه منبع الغرائز في الإنسان والتي تنقسم إلى غريزتين :
1. غريزة الحياة بكل ما يندرج تحتها
2. غريزة الموت بكل ما يندرج تحتها
وسأشرح لك كل منها وما يقصده بها بالتفصيل :
1. غريزة الحياة :
وهي تشمل كل ما يندرج تحت مفهوم البقاء ، من الجوع والعطش والعلاقات الجنسية التي تحقق مبدأ البقاء والتكاثر، وأيضاً الاتصال الاجتماعي ، وكل ما يدعم مبدأ اللذة للإنسان ويبعده عن الألم، باختصار هي تشمتل على جميع العمليات الحياتية الحيوية التي تحافظ على حياة الإنسان.
2. غريزة الموت :
وهي الغرائز التي تندرج تحت كل من مفهوم العدوان ومفهوم القوة، وشملت جميع مظاهر القوة الغريزية البدائية كالقتل والعنف والسلوكات المصنفة بأنها تعرض الإنسان للخطر مثل إدمان الكحول والمخدرات والتدخين وغيرها من التصرفات التي يجازف بها الإنسان في حياته والتي بالنسبة لفرويد تقف وراء مظاهر القوة.
يرى فرويد أن الأنا هي ما يمثل شرطي المرور الذي يوازن بين رغبات الهو أو غرائز الهو بشكل أدق من وجهة نظر فرويد وبين رغبات الأنا الأعلى المتمثلة بالضمير، كما أنه تطرق إلى طرح مجموعة من ميكانزمات الدفاع الآلية التي يلجأ إليها الإنسان لتفريغ هذه الغرائز أو توجيهها بما يتناسب مع المجتمع ويقبله، كمن يقوم بتفريغ طاقة جنسية لديه عن طريق كتابة أشعار الغزل أو الرسم كونها مقبولة إجتماعياً ويبتعد عن السلوك المنافي للأخلاق وهي ما يعرف بالتسامي .
العربية
