إنّ غاية الإنسان العظمى في حياته هي نيل محبّة الله -سبحانه-، فإنّ العبد إذا أحبّه ربّه -عزّ وجلّ- أدخله الجنّة ونجّاه من النار، وهناك علاماتٌ وإشاراتٌ يستدلّ بها العبد على حُبّ الله -تعالى- له، يُذكر منها:
لا يحتاج المسلم إلى كثير شرحٍ وتفصيلٍ حتى يصل إلى معرفة هدفه الأسمى في الحياة؛ فإنّه بمجرّد معرفته للغاية التي خلقه الله -تعالى- لأجلها أدرك ما هو هدفه في الحياة، أو ما هو الهدف الذي يجب أن يحيا لتحقيقه في حياته؛ ويُخبر الله -تعالى- عباده بالغاية التي خُلق الإنسان لأجلها إذ يقول: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)، فعلى العبد الرائد أن يربط هدفه بما يُرضي الله -تعالى-، وأن تكون خطاه كلّها في سبيل تحقيق غاية خلقه؛ وهي تمام العبوديّة لله -سبحانه-.
يُدرك المسلم أن ثمّة غايةً من خلقه يراها جليّةً في آيات القرآن الكريم، ويعلم أنّه سيحاسب في الآخرة على ما أدّى في حياته في سبيل تحقيق هذه الغاية التي وضعها الله -تعالى-؛ وإذا كانت غاية خلق الخلق عبادة الله -سبحانه-؛ فعلى المسلم أن يدرك أنّ العبادة لا يقصد بها أداء الشعائر وحسب؛ بلّ أن يجعل حياته كلّها في دائرة مرضاة الله -سبحانه-، ويكون ذلك بكثيرٍ من الأمور سوى أداء الشعائر؛ فإنّ بذل الصدقات لوجه الله عبادةٌ وتعاونٌ من الناس فيما بينهم على قضاء شؤونهم، ونشر الدعوة وتعريف الخلق بخالقهم عبادةٌ وإنصافٌ للناس، ورفع الظلم عبادةٌ، والتسبيح والتكبير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكلّ ما سوى ذلك من معروفٍ هو عبادةٌ يحقّق الغاية التي خُلق الإنسان لأجلها.
موسوعة موضوع