إنّ صلاة الفجر مباركةٌ مشهودةٌ، فقد أقسم الله -تعالى- بوقتها، حيث قال: (وَالْفَجْرِ*وَلَيَالٍ عَشْرٍ)، وفي تأخيرها التفريط بعظيم الأجر والحسنات، وثمة العديد من الأمور التي تدلّ على أهمية صلاة الفجر، وفيما يأتي بيان بعضها:
لقد علم السلف الصالح -رضي الله عنهم- الفضل العظيم لصلاة الفجر، وأدركوا أنّ التكاسل عنها من صفات المنافقين، فتعلّقت قلوبهم بها، وكانوا أحرص الناس عليها، حتى كان يُؤتى بالرجل وهو يتهاذى بين الرجلين، فيُوضع في الصف ويصلّي، كيف لا تتعلّق قلوبهم بصلاة الفجر، وقد كانوا يشهدون رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بعد الصلاة، وهو يقول: (أشاهدٌ فلانٌ)، فيُقال: (لا)، فيقول: (أشاهدٌ فلان)، فيقولون: (لا)، فيقول: (إنَّ هاتينِ الصَّلاتينِ أثقلُ الصَّلواتِ على المنافقينَ، ولو يعلَمون فضلَ ما فيهما لأتَوْهما ولو حبواً)، وكان من هدي النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أن يذكّر آل بيته بصلاة الفجر، حتى إنّه كان يمرّ بباب ابنته فاطمة الزهراء بعدما تزوجت من عليٍ بن أبي طالب -رضي الله عنه- ليوقظهما لصلاة الفجر، ومن بعده كان علي بن أبي طالب -كرّم الله وجهه- يمشي في الطرقات منادياً: (الصلاة، الصلاة)؛ ليوقظ الناس لصلاة الفجر، وضرب السلف الصالح من بعد النبي -صلّى الله عليه وسلّم- وأصحابة -رضي الله عنهم- أروع الأمثلة في المحافظة على صلاة الفجر في جماعةٍ، فقد كان الإمام مدين بن أحمد الحميري -رحمه الله- محافظاً على صلاة الفجر، ولم تفوته تكبيرة الإحرام لصلاة الفجر حتى توّفاه الله تعالى، وتزوّج الحارث بن حسان في أحد الأيام، فلمّا أصبح أتى إلى المسجد ليصلي الفجر، فقيل له: أتخرج وإنّما بنيت بأهلك الليلة؟ فردّ عليهم؛ بأنّ المرأة التي تمنعه عن حضور صلاة الفجر في جماعةٍ، إنّما هي امرأة سوءٍ.
موسوعة موضوع