إنّ أوّل صلاةِ صلّاها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بعدما فرض الله الصلوات الخمس، هي: صلاة الظهر، وقيل إنّ صلاة الظهر سمّيت بالأولى؛ لأنّها تُعدّ أوّل صلاةٍ أقامها جبريل للنبيّ عليه الصّلاة والسّلام، وذكر ابن عبد الهادي أنّ أوّل صلاةٍ صلّاها النبيّ -عليه الصّلاة والسّلام- على الإطلاق؛ هي صلاة الظهر، وصلّاها في مكّة باتّفاقٍ، وسمّيت كذلك ظهراً؛ لأنّها أوّل صلاةٍ ظهرت في الإسلام، وهي كذلك أوّل صلاةٍ فُرضت في ليلة الإسراء، والآثار في ذلك عن الصحابة والتابعين عديدةٌ.
أجمع أهل العلم أنّ الصلوات الخمس فُرضت في ليلة الإسراء والمعراج، ولم تكن موجودةً قبل هذه الليلة، وذكر ابن كثيرٍ أنّها فُرضت قبل الهجرة بسنةٍ ونصف في ليلة الإسراء، وفصّل الله أركانها وشروطها شيئاً فشيئاً، ثمّ نزل بعد ذلك جبريل وعلّم النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- أوقات الصلوات، وكانت الصلاة بداية الأمر ركعتين، ثمّ بعد الهجرة أصبحت في السفر ركعتين، وزيدت ركعتان في الحضر، إلّا صلاة المغرب بقيت كما هي ، وجاء في الموسوعة الفقهيّة أنّ أصل وجوب الصلاة كان في مكّة المكرّمة في بداية الإسلام، أمّا الصلوات الخمس بشكلها المعهود، فقد فُرضت ليلة الإسراء والمعراج، وقال بعض العلماء إنّ الصلاة كانت ركعتين في العشيّ، وركعتين في الغداة، وقال البعض إنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- والصحابة كانوا يصلّون قطعاً قبل ليلة الإسراء.
تُعدّ الصلاة الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي صلةٌ تربط بين العبد وربّه، والصلاة كذلك نورٌ لقلب المؤمن ومحشرهم، وهي عونٌ في الطاعات والمهمّات ونهي عن المنكرات والفحشاء، وسببٌ في تكفير السيئات وتمحو الخطايا، وتحقّق الصلاة السرور في نفس المؤمن، وتقرّ أعينهم، والمحافظة على الصلاة والخشوع فيها من أسباب دخول الجنّة.
موسوعة موضوع