يُمثل الإمساك عند الرضع (بالإنجليزيّة: Infant constipation) انخفاض عدد مرات التبرز لتُصبح أقل من الطبيعي، أو تغيّر قِوام البراز إلى صلب أو شبيه بالحبيبات الصغيرة، ومواجهة الرضيع صعوبة في الإخراج، ويُستدل على ذلك من ثني الرضيع لظهره عند الإخراج أو بكائه بشدة،وبشكلٍ عامّ يُعتبر التبرز لدى الطفل الرضيع طبيعيًا إذا كان رخوًا وسهل الخروج وتكرر حدوثه بمعدل 4-5 مرات يوميًا، ومن الجدير بالذكر أنّ الرّضع الذين يحصلون على غذائهم عن طريق الرضاعة الطبيعية هم أقل عرضةً للإصابة بالإمساك، مقارنةً بالرّضع الذين يعتمدون في غذائهم على الحليب الصناعي، ويُعزى ذلك إلى أنّ حليب الأمّ مُغذي جدًا للطّفل، وفي بعض الأحيان قد يمتصّ جسم الطفل كامل الحليب تقريبًا ممّا يُبقي كميةٍ قليلةٍ منه في الجهاز الهضمي، وبالرغم من ذلك قد يصاب الرّضع الذين يتغذون على حليب الأم بالإمساك أيضًا، وقد يكون ذلك نتيجة عدم حصولهم على ما يكفي من حليب الأم، ومن ناحيةٍ أخرى قد يُصاب الرضيع بالإمساك نتيجة نوع الحليب الصناعي الذي يتناوله، وفي هذه الحالات يُوصي الخبراء بتحضير الجرعة بشكلٍ صحيح وزيادة كمية السوائل التي يشربها الرضيع،ولِحُسن الحظ، فإنّ معظم حالات الإمساك عند الرضع لا تُمثل حالة صحية خطيرة، ولكن يجدُر على الآباء الكشف عن أسباب الإمساك لدى أطفالهم والسّيطرة عليها بالشكل المناسب.
عند الحديث عن حركات الأمعاء للأطفال والرّضع يُشار إلى أنّ طبيعة حركات الأمعاء وطول المدّة الفاصلة بينها تعتمدان على عاملين أساسيين؛ وهما العمر وطبيعة الطعام الذي يتناولونه، وقد يبلغ عدد حركات الأمعاء لدى العديد من الأطفال حديثي الولادة مرة واحدة أو اثنتين على الأقل خلال اليوم الواحد، وبحلول نهاية الأسبوع الأول قد يتراوح عدد مرات حركة الأمعاء بين 5-10 مرات يوميًا، وينخفض عددها غالبًا في نهاية الشهر الأول من عمر الرضيع حيثُ يحتاج الرضيع كمياتٍ أكبر من الحليب ويبدأ بالنضوج، وعند بلوغ الرضيع 3-4 أسابيع قد لا يُخرج الرضيع البُراز بشكلٍ يومي، ويُعتبر ذلك أمرًا طبيعيًا طالما يبدو الرضيع بحالةٍ صحية جيدة وينمو بشكلٍ جيد، ولا يواجه أيّ صعوبة في إخراج البُراز، وكما تمّت الإشارة سابقًا فإنّ عدد مرات حركات الأمعاء للرضع الذين يحصلون على غذائهم عن طريق الرضاعة الطبيعية تكون أعلى من أولئك الذين يعتمدون على الحليب الصناعي، وفي سياق الحديث عن الرّضع الذين يعتمدون على الرضاعة الطبيبعة في غذائهم فيُشار إلى أنّ معدل حركات الأمعاء لديهم يبلغ حوالي ثلاث مرات خلال اليوم الواحد طيلة الأشهر الثلاثة الأولى من حياة الرضيع، وغالبًا ما يتبع كل رضعة حدوث حركات الأمعاء لديهم، وبالرغم من ذلك إلّا أنّ بعض هؤلاء الرّضع تحدث لديهم حركة أمعاء واحدة فقط في الأسبوع، ويُعتبر ذلك طبيعيًا، وعند الحديث عن الرّضع الذين يعتمدون على الحليب الصناعي في غذائهم فقد يختلف عدد مرات حركات الأمعاء لديهم اعتمادًا على نوع الحليب الذي يتمّ إعطاؤه للرضيع، وبشكلٍ عامّ يبلغ معدل حركات الأمعاء لديهم مرتين إلى ثلاث مرات خلال اليوم الواحد.
يُمكن أن يتغير لون وقِوام حركة الأمعاء لدى الرضيع بشكلٍ كبير خلال الأيام والأسابيع والأشهر الأولى التي تلي الولادة، وتعدّ هذه التغيّرات طبيعية تماماً ولا تدعو للقلق، ففي الأيام الأولى من حياة الرضيع يكون البُراز ذا قِوامٍ سميك ولزج ولونه أخضر داكن مائل إلى الأسود، ويطلق عليه مصطلح العقي (بالإنجليزيّة: Meconium)، ويلي ذلك بأيامٍ قليلة تغيّر لون البراز إلى الأخضر ثمّ إلى الأصفر أو الأصفر المائل إلى البني في نهاية الأسبوع الأول من عمر الرضيع، وبشكلٍ عامّ يميل بُراز الرّضع الذين يتغذون على حليب الأم عادةً إلى أن يكون أكثر صفاراً مقارنةً مع الرّضع الذين يتغذون على الحليب الصناعي، ومن الطبيعي أن يكون بُراز الرضيع سائلاً أو شبيه بالعجين، خاصّةً إذا كان الرضيع يعتمد على الرضاعة الطبيعيّة في تغذيته
هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي إلى إصابة الرضيع بالإمساك، ويُمكن بيان أبرزها على النحو الآتي
يُنصح بمراجعة الطبيب في حال عانى الرضيع من الإمساك لفترةٍ ليومين وبالترافق مع الأعراض الآخرى: