إنّ فيتامين د هو أحد الفيتامينات الذائبة في الدهن، كما ويطلق عليه لقب فيتامين الشمس، حيث إنّ التعرض لأشعة الشمس يمكّن الجسم من تصنيعه في الجلد، وهو يختلف بذلك عن جميع الفيتامينات الأخرى، حيث إنه بسبب ذلك لا يعتبر عنصراً "غذائيّاً أساسيّاً" بالمعنى التقليديّ، حيث إن التعرض الكافي لأشعة الشمس يغني عن ضرورة تناوله من الطعام
يبيّن الجدول الآتي الاحتياجات اليوميّة من فيتامين د حسب الفئة العمرية:
الفئة العمرية | الاحتياجات اليومية (ميكروجرام/اليوم) | الحد الأعلى (ميكروجرام/اليوم) |
---|---|---|
الرضع 0-6 أشهر | 10 | 25 |
الرضع 6-12 شهراً | 10 | 38 |
الأطفال 1-3 سنوات | 15 | 63 |
الأطفال 4-8 سنوات | 15 | 75 |
5-50 سنة | 15 | 100 |
51-70 سنة | 20 | 100 |
71 سنة فأكثر | 15 | 100 |
الحامل والمرضع | 15 | 100 |
لا تعتبر المصادر الغذائيّة أساساً للحصول على الفيتامين د في الأشخاص الذين يتعرضون لأشعة الشمس بشكل كاف ، حيث وجدت معظم الدراسات أن التعرض للشمس لمدة 10-15 دقيقة في الأيام المشمسة مرتين إلى ثلاثة أسبوعياً يعتبر كافياً للحصول على الاحتياجات من الفيتامين د ، مع زيادة هذه المدة في أصحاب البشرة الداكنة ، أمّا بالنسبة لمصادره الغذائيّة، فهي تشمل الحليب المدعم به، والزبدة والمارجرين المدعمة به، وبعض منتجات الحبوب المدعمة أيضاً، بالإضافة إلى الكبدة ولحم العجل وصفار البيض والأسماك الدهنيّة (كالسردين والسالمون)، كما وتعتبر زيوت كبد هذه الأسماك من أغنى مصادره الغذائيّة
يعتبر الفيتامين د بشكله النشط هرموناً، وهو يقوم بوظائفه المختلفة في الجسم عن طريق تفاعله مع مستقبلاته في الخلايا ، والتي توجد في أنواع كثيرة من أنسجة الجسم ، وتشمل وظائفه ما يلي:
يسبب نقص الفيتامين د العديد من الأضرار لجسم الإنسان، حيث يسبب نقصه عدم قدرة الجسم على امتصاص الكالسيوم، ممّا يسبب مرض الكساح في الأطفال (Rickets)، ومرض تليّن العظام في الكبار (Osteomalacia)، ممّا يرفع من خطر الإصابة بالكسور، كما أنّ نقص الفيتامين د قد يكون أحد أسباب الإصابة بهشاشة العظام
بالإضافة إلى هذه التأثيرات التي تعتبر أمراضاً أساسيّة ومباشرة لنقص الفيتامين د، فقد وجدت الأبحاث العلمية الحديثة أضراراً أخرى لنقصه، مثل: ارتفاع فرصة الإصابة بالاكتئاب، وبعض أنواع السرطان، والتأخّر الإدراكيّ في كبار السن ، بالإضافة إلى ارتفاع خطر الوفاة من جميع الأسباب ، وارتفاع خطر الوفاة بأمراض القلب والشرايين ، والإصابة بعدوى البكتيريا والفيروسات في الجهاز التنفسي، والربو ، وارتفاع ضغط وكولسترول الدم ، بالإضافة إلى ذلك فقد وجد لنقص الفيتامين د دوراً في زيادة تراكم الدهون في الجسم وارتفاع خطر الإصابة بالسمنة، والتي تلحقها الكثير من العواقب الصحيّة
يحصل نقص الفيتامين د عند عدم التعرض الكافي لأشعة الشمس ، أو عند محاولة تجنبها واستعمال واقيات الشمس لتجنّب أضرارها على الجلد من التجاعيد وارتفاع خطر الإصابة بسرطان الجلد، كما ويرتفع خطر الإصابة بنقصه في الأشخاص ذوي البشرة الداكنة ، والذين تعمل الصبغة الموجودة لديهم على تقليل أضرار التعرّض لأشعّة الشمس، ولكنها تقلّل أيضاً من قدرة الجلد على تصنيع الفيتامين د، ولذلك فهم يحتاجون إلى فترة أطول من غيرهم عند التعرّض لأشعّة الشمس للحصول على احتياجاتهم من الفيتامين د ، كما يرتفع خطر الإصابة بنقص الفيتامين د في الأشخاص المصابين بالسمنة أو بمشاكل الجهاز الهضمي التي تقلل من قدرته على امتصاصه، مثل مرض كرون والتليف الكيسي (Cystic fibrosis) ومرض السيلياك
ترتفع فرصة نقص هذا الفيتامين بشكل خاص في كبار السنّ، حيث إنّ التقدم في العمر يضعف من قدرة الجلد على صناعته ومن قدرة الكبد والكليتين على تنشيطه، كما ويعتبر تناول كبار السن للحليب منخفضاً، وبالتالي فهم لا يتناولون الحليب المدعم بالفيتامين د بكميات كافية، والذي يعتبر المصدر الرئيسي له في الحمية، كما وتحكم طبيعة حياة كبار السن وقدراتهم وحالتهم الصحيّة عليهم بقلّة الخروج للشمس والتعرض لها، فهم يقضون غالبيّة أوقاتهم داخل المباني المغلقة، ولذلك فهم في عرضة كبيرة للإصابة بنقص الفيتامين د وما يلحقه من مشاكل صحيّة