ما هي اضطرابات الحركة أثناء النوم.

الحركة وحركات الأطراف الدورية

من الطبيعي أن تظل الأيدي والأرجل ساكنة قبل وأثناء النوم.  وربما تنتفض أطرافنا مرة أو مرتين في بداية النوم.  وتعرف الظاهرة غير الضارة باسم تشنجات النوم hypnic jerks ، وربما نغير موضعنا أثناء الاستيقاظ الخفيف بالليل.  وبالإضافة إلى أن الارتخاء العميق للعضلات المصاحب لنوم انعدام حركات العين السريعة non- REM والشلل المؤقت لنوم حركات العين السريعة REM يبقى حركات اليدين والأرجل في أقل نطاق لها.

ولا تنطبق هذه القاعدة على المصابين بنوعي الاضطرابات العصبية أثناء النوم المعروفين باسم متلازمة الأرجل كثيرة الحركة RLS واضطراب حركة الأطراف الدورية PLMD .  فبالنسبة لهؤلاء المرضى، تخرج حركة الأطراف عن سيطرتهم، مما يؤدي إلى عدم حصولهم على نوم مريح أثناء الليل.  دعنا نلق نظرة على أعراض وعلاج اضطرابات الحركة هذه.

الشد العضلي في الساق المرتبط بالنوم

الشد العضلي في الساق، الذي يكون سببًا في إيقاظ الناس أثناء الليل يمثل ظاهرة شائعة، وخصوصًا بين الأفراد الذين يزيد أعمارهم عن الخمسين، تنشأ هذه التقلصات المؤلمة غالبًا بسبب انقباضات مفاجئة لا إرادية في عضلات ربلة الساق.  وأحيانًا ما تعاني عضلات باطن الساق أيضًا من الشد العضلي، ويمكن أن يدوم هذا الشعور لبضع ثوانًٍ أو يصل إلى 10 دقائق.

وهناك طرق عدة لتخفيف الحالات المشابهة لحالات الشد العضلي.  وتتخلص هذه الطرق في شرب كمية وفيرة من الماء، والتمدد، والتدريب بانتظام، وتدفئة العضلات المتقلصة قبل النوم، وارتداء حذاء مناسب.  وينصح بتناول البوتسيوم والكالسيوم وفيتامين (هـ -E).

وتعتبر العقاقير أحد الخيارات لأولئك الأشخاص الذين يعانون من شد عضلي شديد أو مستمر، وكذلك فإن عقار الملاريا (إلكينين) تأثيرًا فعالاً، ولكن لابد من استخدامه بحذر لأن له آثار جانبية غير متوقعة.

متلازمة الأرجل كثيرة الحركة RLS

تتسم هذه الحالة بوجود دافع غير مريح لتحريك الأطراف، مصحوبًا باهتياجات غريبة أسفل القدمين وفي الركبتين وأحيانًا في الذراعين.  والناس يعرفون ويصفون مثيرات متلازمة الأرجل كثيرة الحركة RLS بطرق مختلفة.

فالعديد من المرضى يشعرون بالوخز، والحكة، والانسحاب، والقليل منهم يذكرون أنهم يشعرون بأن هناك زحف ديدان تحت الجلد.  وبعض الناس يذكرون أنهم يشعرون بألم شديد.

ويعاني نحو 5% من الأشخاص من أعراض متلازمة الأرجل كثيرة الحركة RLS مرة واحدة على الأقل كل أسبوع، و2. 7% يعانون من الأعراض مرتين كل أسبوع أو أكثر وفقًا لدراسة أجريت عام 2005 .  ويرجع حدوث أعراض متلازمة الأرجل كثيرة الحركة RLS في النساء بنسبة 50% أكثر من الرجال.

تؤثر هذه الظاهرة بقوة على النوم، فقد تجبر هذه الأعراض المرء على ترك الفراش والعودة إليه أكثر من مرة ، وهو ما يؤخر النوم أو يقطع النوم.  ويؤدي الحرمان من النوم بسبب الأرق الناجم عن متلازمة الأرجل كثيرة الحركة إلى النعاس الشديد أثناء النهار.

ولم يعرف سبب مرض متلازمة الأرجل كثيرة الحركة RLS، ولكن يشك الباحثون في أنه يرجع إلى قصور في الطرق التي بواسطتها يسيطر المخ على الحركات الانعكاسية والأحاسيس.  والعديد من مثل هذه الطرق يتأثر بنقل المخ للدوبامين، وناقل النبضات العصبية الذي يساعد في السيطرة على نشاط العضلات.  ويتأثر أيضًا بإنتاج الأفيون الطبيعي ومعدلات الحديد بالجسم، وبزيادة نسبة الدوبامين والحديد والأفيون في الجسد، تنخفض أعراض مرض متلازمة الأرجل كثيرة الحركة.  إننا نعرف أن مرض متلازمة الأرجل كثيرة الحركة له أساس وراثي، وتذكر نصف الحالات المصابة بالمرض أن أفرادًا آخرين من عائلاتهم المصابين لديهمأعراض مشابهة، ولذلك فإن كل طفل لشخص مصاب بهذا لمرض لديه فرصة للإصابة بنفس المرض بنسبة 50%.

وفي بعض المرضى، يرتبط هذا المرض بوجود حالات طبية أخرى.  فأنيميا نقص الحديد يمكن أن تكون عاملاً قويًا، كما يرتبط مرض متلازمة الأرجل كثيرة الحركة بالسكر والتهاب المفاصل والفشل الكلوي والأمراض العصبية.  إن الكافيين والضغوط والنيكوتين والإعياء والتعرض للبرد لمدة طويلة أو البيئة الدافئة جدًا وعقاقير معينة مثل- العقاقير المضادة للاكتئاب والهلوسة- كلها تعمل على تفاقم هذا المرض عند بعض المرضى.  وربما نجد النساء أن أعراض المرض تتفاقم أثناء الحيض أو الحمل أو في سن اليأس.  ومن بين كل أربعة نساء حوامل، تصاب امرأة بمرض متلازمة الأرجل كثيرة الحركة.