مضادّات الحموضة هي صنفٌ من أصناف الأدوية التي تستخدم لمعالجة الحالات المرضية الناجمة عن الحمض الذي تنتجه المعدة، حيث تنتج المعدة حمض كلور الماء hydrochloric acid الذي يساعد في تفكيك البروتينات تمهيدًا لهضمها، وبالتالي يكون وسط المعدة وسطًا حمضيًّا تتراوح فيه قيمة الأس الهيدروجيني(الـ PH) بين 2 و3.
لكن ألا يسبب الحمض تخريش لجدار المعدة؟!
في الواقع لا يصل حمض كلور الماء (الهيدروكلوريك) إلى خلايا المعدة، فالجدار الداخلي للمعدة محميٌّ بطبقةٍ سمكيةٍ من المواد المخاطية التي تشكل حاجزًا دفاعيًّا عن المعدة، ولكن عند زيادة الوسط الحمضي في المعدة قد لا يكون جدار الحماية كافيًّا وبالتالي ربما تبدأ بعض المشاكل التي تستدعي مضادّات الحموضة.
تكمن الفكرة الأساسية في عمل مضادّات الحموضة هي أن تتضمن موادًا معاكسًا في تركيبها للمواد الحمضية، تعرف هذه المواد بالأسس أو القلويات والتي تتصف بخصائص معاكس تمامًا لخصائص الأحماض، وعند تفاعل مادة حمضية مع مادةٍ أساسيةٍ أو قلويةٍ نحصل على وسطٍ متعادلٍ إذا تساوت كميات المادتين، وإلا ستغلب المادة ذات الكمية والتركيز الأعلى وستسود في الوسط، يسمى هذا التفاعل عادةً بتفاعل الاعتدال reaction of neutralisation.
عند وصول الحبوب المضادة للحموضة (ذات الطبيعة القلوية) إلى المعدة (ذات الطبيعة الحمضية) تتفاعل مع حمض كلور الماء في المعدة لتخفف من مستوى الحموضة العالي، وبالتالي تساعد في تخفيف الشعور بالألم والقرحة الناتجين عن زيادة إفرازات المعدة من الحمض.
ينتج عن تفاعل الاعتدال بعض الغازات لذلك يشعر المريض عادةً بنوعٍ من النفخة بعد تناول الحبوب المضادة للحموضة
في الحقيقة تعتبر مضادّات الحموضة من الأدوية التي لا تحتاج وصفةً طبيةً، ويمكن لأي شخصٍ تناولها عند معاينته لأحد الأعراض التالية.
تساعد مضادات الحموضة على التعافي من هذه الأعراض بسرعةٍ، حيث لا يتطلب الشعور بالتحسن أكثر من مرور بضعة ساعاتٍ من الزمن بعد تناولها، إلا أنها في المقابل لا تعالج الأسباب الحقيقة وراء هذه الأعراض لذا ينصح بمراجعة الطبيب في حال تكرار أحد الأعراض السابقة، وعدم تكرار تناول مضادّات الحموضة فهي ستمنح المريض شعورًا وهميًّا بالتحسن.
كغيرها من الأدوية الكيميائية لا تخلو مضادّات الحموضة من الآثار الجانبية التي قد تصبح مزعجةً في حال إدمان المريض عليها ومن هذه الآثار الجانبية نذكر:
عدا عن المضار المباشرة الناتجة عن تناول مضادات الحموضة يمكن لأدوية مضادّات الحموضة أن تتداخل مع بعض الأدوية مسببةً بعض المشكلات الصحية للمريض.
يؤدي تناول مضادات الحموضة مع الأدوية ذات الطبيعة الحمضية مثل الديكوكسين digoxin، والفينيتوين phenytoin، والكروبرومازين chlorpromazine إلى إضعاف فعاليتها العلاجية بشكلٍ واضحٍ حيث تعمل مضادّات الحموضة على منع هذه الأدوية الحمضية من العمل بكفاءةٍ.
تزيد مضادات الحموضة من امتصاص بعض الأدية مثل السودوإيفيدرين pseudoephedrine والليودوبا (دوبار) levodopa وبالتالي زيادة نسبة مركبات هذه الأدوية في الدم بشكل ٍزائدٍ عن المطلوب مما قد يؤدي لتسمم المريض.
تعتبر هذه الحالة معاكسةً للحالة الثانية فهنا تعمل مضادات الحموضات على التقليل من امتصاص بعض الأدوية مثل التتراسيكلين tetracycline، وبالتالي عدم استفادة المريض منها