ما هي الأجسام المضادة بالجسم

الكاتب: نور الياس -
ما هي الأجسام المضادة بالجسم

ما هي الأجسام المضادة بالجسم.

 

 

الأجسام المضادة

 

كل جسم من الأجسام المضادة هو عبارة عن جسيم بروتيني على شكل حرف Y له كلابة أو قيد على كل من ذراعيه المفتوحين و رغم أنها يتم تصنيعها بالجملة في واحد من خمسة أنماط أساسية إلا أن المنتج النهائي للأجسام المضادة يتم تركيبه بحيث يكون شديد التخصص تجاه نوع واحد محدد من الميكروبات و تحفظ الأنماط الخمسة لهذه الأجسام المضادة في " بنوك" للذاكرة بالجسم بحيث يمكن تصنيعها جاهزة للعمل بشكل فوري إذا حدثت العدوى مرة أخرى.

و هذا هو المبدأ الذي تقوم عليه عملية التحصين أو التلقيح أو ما يسميه العامة بالتطعيم و ذلك باستخدام اللقاحات( الفاكسينات)، حيث يتم حقن كميات ضيئلة من ميكروب بعد قتله أو تعديله في مجرى الدم بحيث يمكن أن ينتج الجسم الأجسام المضادة اللازمة للتعادل معه. فإذا حدثت عدوى بعد ذلك من قبل ميكروب من نفس النوع فإن الجسم يمكنه أن يعمل فوراً على قتل الميكروب قبل أن يجد الفرصة للسيطرة و التكاثر.
و عند حدوث العدوى لأول مرة قد يستغرق الجسم خمسة أيام قبل أن يظهر استجابة بإنتاج الأجسام المضادة. ثم تتزايد مستويات الأجسام المضادة حتى تصل إلى ذروتها بعد حوالي 14 يوما ً. و لكن إذا حدثت العدوى مرة أخرى فإن الأجسام المضادة تتزايد مستوياتها سريعاً. إذ يمكن الكشف عن وجودها في غصون 48 ساعة فقط. و تبقى في الجسم لمدة أطول بكثير.

و الأجسام المضادة غالباً ما تسمى بالجلوبيولينات المناعية Ig و أما العوامل المعدية التي تسمى مولدات المضاد أو للأنتيجينات فتقوم خلايا T الليمفية بتقديمها إلى خلايا B الليمفية مما يحفز خلايا B على أن تنضج و تنتج أحد الأنماط الخمسة للأجسام المضادة و هي: IgM , IgA , IgG , IgE, IgD.
IgG

و هو النوع الأكثر وفرة من الأجسام المضادة، إذ يشكل ما يصل إلى 75 % من الأجسام المضادة التي في بلازما الدم. و هو يكون أنشط ما يمكن حينما يوجد في الدم و الليمف و الأمعاء. وتتميز الخلايا المتعادلة متشكلة النواة و الخلايا البلعمية( الأكولة) بوجود مواقع مستقبلة للأجسام المضادة من نوع IgG و هكذا يمكن أن تجعل تلك الخلايا الأجسام المضادة تلتصق بها، بل و تلتهمها مع ما أسرته أو قيدت حركته من ميكروبات حينما تكون تلك الأجشام المضادة جاهزة للعمل.
و الأجسام المضادة من نوع IgG تحتاجها الخلايا التي تنشط للقضاء على الخلايا السرطانية، و لكن لسوء الحظ فإن نفس تلك الخلايا يمكن أن تتورط في إحداث طرد للأعضاء المزروعة و في حدوث أمراض المناعة الذاتية و يتم نقل الـ IgG إيجابياً عبر المشيمة و هو يمنح الجنين و أيضاً الطفل حديث الولادة مناعة لمدة تصل إلى ستة شهور. و يبدأ الطفل بعد ولادته في إنتاج الـ IgG الخاص به بعد حوالي ثلاثة شهور عادة، و هو الوقت الذي غالباً ما تبدأ فيه برامج التطعيم.

IgA
يوجد هذا النوع من الأجسام المضادة في مصل الدم و في الإفرازات المخاطية للمسالك التنفسية و البولية التناسلية و المعوية حيث يكثر التعرض للمواد الغريبة. و الجلوبيولينات المناعية نظراً لكونها مواداً بروتينية فإنها عرضة لأن تهضمها الإنزيمات المعوية و لكن الـ IgA يمكنه أن ينتج إفرازاً يمنحه بعض الحماية من تلك الإنزيمات و في العصارة المعدية( أي التي تفرزها المعدة) نجد أن 80% من الجلوبيولينات المناعية هي من نوع IgA. و الـ IgA غالباً ما يقل لدى أولئك الذين يعانون حالات عدوى تنفسية أو معدية – معوية.


و تتصف الذاكرة المناعية و التخصص المناعي للـ IgA بالضعف إذا قورنا بالأجسام المضادة الأخرى و لكن هذا الأمر يعتبر ضروريا ً، و لا سيما في القناة الهضمية، و إلا فإننا قد نصاب بحساسية دائمة تجاه أي شيء نأكله تقريبا ً، كالبيض المسلوق مثلا ً، و الأشخاص الذين يعانون مشكلات من الحساسية للطعام مع المرجح أن يكون لديهم خلل وظيفي في الـ IgA مما يجعلهم مفرطي الحساسية لأنواع معينة من الأطعمة، و التي لا تسبب ضرراً لأي شخص آخر. و من يعانون مرض حمى القش يعتبرون حالات مماثلة؛ فحبوب اللقاح لا تكون ضارة بالفعل في حد ذاتها ول كن بعض الناس يحدث لهم تفاعل عنيف تجاهها.

IgM
يعتبر نوع الـ IgM هو أكبر الجلوبيولينات المناعية ف يحجم دقائقه و أكثرها بدائية. و حجم دقائقه الكبيرة يجعله مفيداً في التقاط الكثير من الأنتيجينات الصغيرة، بل يمكنه أن يسيطر على عشرة من تلك الأنتيجينات دفعة واحدة و هو يكون مهماً بصفة خاصة في وقت مبكر من أية استجابة مناعية.

IgD
لا يعرف الكثير عن الـ IgD، و لكن م ستوياته ترتفع في حالات الكواشيوركور( و هو أحد أمراض نقص التغذية).

IgE
ينجذب الـ IgE إلى الخلايا المشاركة في الاستجابة المناعية و إلى الخلايا القاعدية كذلك و هي نوع من الخلايا المحببة و يكون مصاحباً لجميع صور الحساسية بما فيها حمى القش و الربو و الأرتيكاريا و الحكة و الالتهاب الأنفي ـ ـ ـ إلخ. و الأشخاص الذين يعانون حالات الحساسية عادة ما ينتجون الكثير من الـ IgE، و يمكن أن ينتقل ميلهم التحسسي هذا إلى أطفالهم، رغم أنا لحساسية ربما لا تتخذ نفس الهيئة أو لا تكون لها نفس الأعراض.

 

شارك المقالة:
123 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook