مرض الشريان التاجي عبارة عن تكون ترسبات دهنية وأنسجة ليفية داخل الشرايين التي تدفع الدم إلى القلب. وتُعرف هذه الترسبات باسم تصلب الشرايين، كما تؤدي هذه الترسبات إلى ضيق الشرايين الذي يعمل على خفض حصة الدم المدفوع إلى عضلة القلب، ويثير نوعًا معينًا من ألم الصدر يسمى الذبحة.
تبدأ الذبحة أثناء ساعات الليل مما يؤدي إلى تشتت النوم. يمكن علاج هذا المرض بالعقاقير مثل النترات، ومضادات بيتا، ومضادات قناة الكالسيوم، والأسبرين.
إن اضطرابات الغدة الصماء التي تؤثر على النوم تشتمل على مرض السكر ومرض الغدة الدرقية.
إن مرض السكر عبارة عن خلل شائع يؤثر على طريقة استخدام وتمثيل الجسم للمواد الكربوهيدراتية والدهنية والبروتينات. كل مكون من تلك المكونات يعد مصدرًا للجلوكوز (السكر) الذي يعد الوقود الأساسي للجسم. ويعد ارتفاع مستوى السكر في الدم مؤشرًا واضحًا على الإصابة بمرض السكر.
إن الأشخاص الذين يعانون من مرض السكر غير المتحكم به غالبًا ما يستيقظون من العرق أثناء الليل أو لاحتياجهم للتبول عدة مرات. ولكن التحكم في سكر الدم بمجموعة من التدريبات، وتغييرات في النظام الغذائي، والدواء يخفف من مشكلات النوم. إذا أتلف مرض السكر الأعصاب في الأرجل- ويطلق على هذه الحالة اسم العصاب- فربما تتسبب الحركة الكثيرة أثناء الليل أو الألم في تقطع النوم، والمرجح هو احتمال الإصابة بمتلازمة الأرجل كثيرة الحركة. هناك عدة أنواع من العقاقير لتي تعالج مرض العصاب المرتبط بالداء السكري.
إن الهرمونات التي تنتجها الغدة الدرقية أسفل الجزء الأمامي من الرقبة تنظم مستوى الطاقة في الجسم. إن الحالة التي تعرف باسم فرط نشاط الغدة الدرقية تعني ارتفاع معدل هرمون هذه الغدة في الجسم مما يسبب حرق الجسم للطاقة بسرعة، وتسرع في كثير من الوظائف الحيوية.
إن فرط الغدة الدرقية يجعل من الصعب على المرء الخلود للنوم، كما أن التعرق الليلي يسبب الاستثارة ليلاً. ويعتبر استخدام اليود المشع من أكثر العلاجات شيوعًا حيث يعمل على وقف إنتاج هرمون الغدة الدرقية بشدة. ومن العلاجات المستخدمة أيضًا البروبيل ثيوراسيل، الميثيمازول (تابازول، ثيامازول)، ومثبطات بيتا.
وهناك في بعض الحالات الأخرى، نجد انخفاضًا في مستوى هرمونات الغدة الدرقية بشكل غير طبيعي وتعرف لحالة باسم قصور الغدة الدرقية. ويعد الشعور بالبرد والنوم أثناء النهار دليلاً قويًا على هذا الاضطراب. ويميل الأشخاص الذين تتميز لديهم الغدة الدرقية بإفراز هرمونات منخفضة المستوى إلى زيادة الوزن، ولا تعمل عضلاتهم كما ينبغي، وكلتا الحالتين تسبب انقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم. من الممكن علاج قصور الغدة الدرقية عن طريق جرعات استبدال من هرمونات تخليقيه.
تعتبر أمراض باركنسون، أو الشلل الرعاش، والصرع، والزهايمر، والصداع من الاضطرابات التي تؤثر على النوم.
يعرف مرض باركنسون بأنه خلل في جهاز الأعصاب المركزي الذي يسبب مشكلات في حركة الجسم متضمنًا ارتعاشات، وتيبس العضلات، وبطء حركة الجسم، والوضع غير المتزن، وصعوبة المشي. يظهر المرض عندما تموت الخلايا العصبية في جزء من المخ يُسمى بالمادة السوداء بالمخ الأوسط. تقوم هذه الخلايا العصبية بإنتاج الدوبامين، وهو عبارة عن مادة كيميائية تساعد في نقل الرسائل بين مناطق المخ للتحكم في حركة الجسم. إن الانخفاض غير الطبيعي في مستوى الدوبامين يجعل من الصعب على مريض باركنسون أن يتحكم في توتر العضلات وحركتها. ومن الممكن أن يعد الاضطراب السلوكي لنوم حركة العين السريعة بمثابة علامة على تدهور الجهاز العصبي، وغالبًا ما يأتي هذا التهور قبل ظهور أعراض مرض باركنسون.
إن المصابين بهذا المرض لا يحصلون على كفايتهم من النوم. ولذلك فإن الدخول في الفراش والخروج منه يعتبر نوعًا من الصراع. ‘ن وجود عارضة بالسرير أو قضيب علوي (يُعرف باسم قضيب الأرجوحة) يمكن أن يساعد في تخفيف مشكلات الحركة. إن هذا المرض يقطع النوم. ويمكن لمريض باركنسون أن ينام في مستهل الأرق وكثيرًا وبمجرد أن ينام فهو يستيقظ كثيرًا.
ويؤدي استخدام عقار الليفودوبا، وهو الدعامة الأساسية في علاج مرض باركنسون، إلى إصابة بعض المرضى بكوابيس مزعجة. ومع ذلك، فإن استخدام الليفودوبا في المساء يُعد مهمًا للحفاظ على الحركة المطلوبة لتغيير الوضع في الفراش.
إن الصرع حالة مرضية تتسبب في تغيرات موجزة ومفاجئة ومتواترة في النشاط الكهربي الطبيعي بالمخ. أثناء نوبة الصرع، المسماة بالنوبة المرضية أو التشنج، تتوهج خلايا المخ بشكل يتعذر ضبطه وتصل إلى أربع أضعاف المعدل الطبيعي، فتؤثر على سلوك الفرد وعلى حركاته وطريقة تفكيره. يعاني مريض الصرع ضعف ما يعانيه المريض بالأرق، وهناك مريض بين كل أربعة أشخاص مصابين بالصرع يعاني من النوبة المرضية التي تظهر أساسًا أثناء الليل، مسببة تقطع النوم والنعاس أثناء النهار. إن النوبة المرضية الليلية تُشخص خطأ على أنها اضطراب أثناء النوم أو أنها اضطرابات عقلية بسبب التشابه الظاهري (مثل السلوك الشاذ والاضطرابات الصوتية). وتسبب العقاقير المضادة للنوبة المرضية النعاس مع تغيرات في أسلوب النوم في البداية. ولكن المداومة على استخدام العقار يؤدي إلى تصحيح اضطرابات النوم.
إن الحرمان من النوم يسبب أيضًا النوبة المرضية وهي ظاهرة تمت ملاحظتها في مستشفى الجامعة أثناء فترة الاختبارات. ففي كل فصل دراسي، يعاني عدد قليل من الطلبة من أولى نوباتهم المرضية عقب المكوث لوقت متأخر ليلاً للمذاكرة.
إن مرض ألزهايمر هو عبارة عن تلف في الوظائف العقلية للمخ. (الذاكرة، والتوجيه، والإحصاء). تتلف الذاكرة بالتدريج، بما يؤدي إلى خلل في اتخاذ القرار، ومشكلات أخرى تؤثر على قدرة المرء في أداء واجباته اليومية الطبيعية.
ربما يؤدي مرض ألزهايمر والأشكال الأخرى من الخوف إلى تشتت النوم والوظائف الأخرى للعقل. عادة ما يتقطع النوم بطول الاستيقاظ وبطول المدة التي يظل فيها المرء مستيقظًا.
تعد عقاقير البنزوديازيبين والجرعات الصغيرة من عقاقير مضادات الذهان مثل هالوبيريدول (هالدو) وثيوريدازين (ميلاريل) مساعدة جدًا، ومع ذلك، فإن هذه العقاقير لابد أن تُستخدم بحرص لأنها تزيد من حالة عدم الإدراك.
هناك نوعان من الصداع: الصداع النصفي والصداع العنقودي، ومن الممكن أن يرتبط النوعان بالتغيرات في حجم الأوعية الدموية التي تؤدي إلى قشرة المخ. يظهر الألم عندما تتوسع جدران الأوعية الدموية. وعلى الأفراد المعرضين للصداع أن يتجنبوا الحرمان من النوم، لأن نقص النوم يحفز الصداع.
إن النعاس المقارن بالدوخة والوهن والصداع ومشكلات الرؤية ربما يشير إلى مشكلة خطيرة مثل ورم بالمخ أو السكتة الدماغية، وهو ما يحتاج إلى رعاية طبية فورية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن الأورام وانقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم يرتبطان بقوة. إن الإصابة بانقطاع النفس لانسدادي يزيد من خطورة الأورام، كما أن معدلات الإصابة بمرض بانقطاع النفس الانسدادي تأتي مباشرة عقب الإصابة بسكتة دماغية.
العربية
