ما هي الإضطرابات الهرمونية

الكاتب: نور الياس -
ما هي الإضطرابات الهرمونية

ما هي الإضطرابات الهرمونية.

 

 

الإضطرابات الهرمونية

 

يوجد نوعان أساسيان من مرض السكر ، يعرفان بالنوع الأول و النوع الثاني . و في النوع الأول من مرض السكر يخفق البنكرياس في صنع ما يكفي من الأنسولين – و هو هرمون مهم للأيض – بسبب تلف أحدثته عملية مناعة ذاتية . و في النوع الثاني من مرض السكر، عادة ما تحدث مقاومة للأنسولين في البداية ؛ فالبنكرياس ينتج الأنسولين ، و لكن تحدث مقاومة في الجسم و يحتاج كميات متزايدة من الأنسولين حتى يكون فعالاً . و يصنع البنكرياس كميات أكثر و أكثر من الأنسولين ، و تزداد الخلايا مقاومة ، و هذا يسبب ارتفاعأً في مستوى الجلوكوز و الأنسولين .

و يستقر البنكرياس و هو في حجم اليد تقريباً خلف الكبد و الأمعاء ، و هو العضو المسئول عن إنتاج الأنسولين و هرمونات أخرى تساعد الجسم على تحويل الطعام إلى طاقة.

و عندما يتم هضم الطعام ، يتحول إلى جلوكوز ، و هو السكر البسيط و المصدر الأساسي للطاقة لخلايا الجسم ، ثم يدخل الجلوكوز إلى مجرى الدم ، و عندما لا يصنع البنكرياس ما يكفي من الأنسولين ، أو يعجز الجسم عن استخدام الأنسولين الموجود ، لا تستطيع الخلايا أن تستخدم الجلوكوز و تحوله إلى طاقة .

و يتراكم الجلوكوز الزائد في الدم ، و ينتج عدم تحمل للجلوكوز ، و يحدث اختلال تحمل الجلوكوز ، و يسمى أحياناً ما قبل مرض السكر ، في أفراد لديهم مستويات مرتفعة من جلوكوز الدم و لكنها لا ترقى لتشخيص مرض السكر بعد ، و ليس لهذا الاختلال أعراض عموماً و لكن في بعض الحالات الشديدة قد تظهر رقع قاتمة على الجلد حول الرقبة أو المرفقين أو الركبتين ، و هي حالة تسمى الشواك الأسود .

و عندما ينخفض مستوى جلوكوز الدم كثيراً ، و هو ما يمكن أن يحدث مع أي من نوعي مرض السكر ، يحدث نقص السكر في الدم. و هي حالة تنتج عادة عن زيادة الأنسولين أو الأدوية الأخرى المنخفضة للجلوكوز ، أو عدم كفاية الطعام ، أو النشاط الزائد ، أو خليط من كل هذا .

و قد يتسبب نقص السكر في الدم في عدد من الأعراض ، مثل الضعف ، و ازدواج الرؤية ، و الرجفة ، و القلق ، و التشنجات ، و حتى فقدان الوعي ، فإذا حدث نقص السكر في الدم ، فإن الحلويات أو شراباً حلواً مثل عصير البرتقال أو أقراص الجلوكوز (المعدة خصيصاً لهذا الطارئ ) يمكن أن ترفع سكر الدم سريعاً إلى مستوى آمن .

و ينشأ نوعا مرض السكر بطرق مختلفة ، فالنوع الأول عادة ما يبدأ فجأة و قد يؤدي إلى الحجز في المستشفى أو دخول قسم الطوارئ قبل أن يتم التشخيص .

و هذا النوع من مرض السكر _ الذي يسمى أحياناً مرض السكر المعتمد على الأنسولين أو السكر المبتدئ في الصغر _ يحدث عادة في الأطفال و المراهقين و البالغين دون سن الثلاثين ، و لكن النوع الأكثر حدوثاً إلى حد بعيد من مشاكل السكر هو النوع الثاني ، و يسمى أحيانأً مرض السكر غير المعتمد على الأنسولين .

و قد عرف عنه فيما مضى أنه يحدث في الراشدين ، خصوصاً بعد سن الخامسة و الأربعين ، و لكن حديثاً حدثت موجة من مرض السكر من هذا النوع في صغار البالغين و الأطفال . و سكر الحمل حالة مؤقتة تحدث أثناء الحمل ، و لو أنها تزيد من خطر حدوث النوع الثاني من مرض السكر للمرأة لاحقاً .

و يمكن أن تشمل مضاعفات مرض السكر على المدى الطويل أمراض القلب ، و السكتة الدماغية ، و الفشل الكلوي ، و العمى ، و ارتفاع ضغط الدم ، و تلف الجهاز العصبي . و حالات الغرغرينا و البتر ، و أمراض الأسنان ، و مضاعفات أثناء الحمل .

 

الأسباب :

 

لا يعرف إلى الآن لماذا يخفق البنكرياس في انتاج الأنسولين ، و لا لماذا تصبح الخلايا مقاومة له ، و يعتقد الباحثون أن عوامل وراثية و بيئية تلعب دوراً في كلا النوعين من مرض السكر ، و قد تلعب عوامل المناعة الذاتية دوراً كبيراً في النوع الأول .

و عندما لا يستطيع الجلوكوز دخول الخلايا ، لا يمكن استعماله للطاقة . و تبقى الكميات الزائدة منه في الدم ، و يجب أن تقوم الكلى بالتخلص منها مع الماء المذاب فيه الجلوكوز . و يسبب هذا الأعراض التقليدية من كثرة التبول ، و العطش ، و الجوع ، و التعب ، التي قد تنتج من أي من النوعين من مرض السكر .

 

الوقاية :

 

ليس ثمة سبيل معروف لمنع النوع الأول من مرض السكر ، و لكن المحافظة على الوزن الطبيعي ، و تناول غذاء متوازن ، و التريض بانتظام ، قد تمنع النوع الثاني من مرض السكر ، و تؤثر زيادة الوزن في طريقة عمل الأنسولين في الجسم ، فزيادة النسيج الشحمي يمكن أن تجعل الجسم مقاوماً للأنسولين ، بينما تساعد الرياضة الأنسولين على العمل بفاعلية أكبر .

و في دراسة لبرنامج الوقاية من مرض السكر ، أجراها بين عامي 1994 و 2004 المعهد القومي لمرض السكر في الولايات المتحدة ، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين تم تشخيصهم باختلال تحمل الجلوكوز ، أو ما قبل مرض السكر ، يمكن أن يخفضوا احتمال تعرضهم للإصابة بالنوع الثاني من مرض السكر بنسبة 58 في المائة إن نقص وزنهم 7 في المائة بنشاط بدني معتدل ، مثل المشي 150 دقيقة في الاسبوع ، أو 30 دقيقة في اليوم .

بينما منع دواء متفورمين ، الذي يستخدم لتخفيض السكر في الدم ، حدوث النوع الثاني من مرض السكر في 31 في المائة من المرضى في نفس الدراسة ، لذا فإن تغييرات أسلوب الحياة أثبتت أنها أكثر فعالية في الواقع .

و المحافظة على مستويات سكر الدم ثابتة نسبياً طوال اليوم يمكن أيضاً أن تساعد على منع حدوث النوع الثاني من مرض السكر . و يرتب مؤشر سكرية الدم الكربوهيدرات المتنوعة وفق تأثيرها العاجل على مستويات جلوكوز الدم ، و معرفة تصنيف كربوهيدرات معينة على مقياس مؤشر سكرية الدم يمكن أن تساعد في إجراء اختيارات غذائية أفضل ، فالسكر العادي يأتي في المرتبة المائة ( الأعلى ) مثلاً .

بينما تأتي أطعمة مثل الحبوب الكاملة و كثير من الخضروات التي تهضم ببطء في مرتبة أكثر انخفاضاً بكثير ، و إحلال الأطعمة مرتفعة الألياف و الكربوهيدرات المعقدة محل السكاكر البسيطة و الأطعمة الردية يساعد في تثبيت مستوى الجلوكوز في الدم .

 

التشخيص :

 

أي شخص لديه أعراض مرض السكر أو لديه أي من عوامل الخطر عليه أن يفحص مستوى السكر في الدم بانتظام ، و على الأشخاص الذين جاوزوا الخامسة و الأربعين من العمر أن يفحصوا سكر الدم كل ثلاث سنوات على الأقل .

و قد تنقص أوزان المصابين بالنوع الأول من مرض السكر بالرغم من زيادة شهيتهم ، و قد يعانون كذلك من الغثيان و القيئ ، و المصابون بالنوع الثاني قد يلاحظون عدم وضوح في الرؤية ، و بطء التئام الجروم أو الشفاء من العدوى ، و قد يعاني الرجال من العنة .

أو في حالات كثيرة ، قد لا يعاني الأشخاص من أي أعراض على الإطلاق بسبب بطء حدوث المرض ، و كثير من مرضى السكر لا يعلمون أنهم مصابون به ، و أكثر من يتم تشخيصهم بالنوع الثاني من مرض السكر يكون لديهم وزن زائد أو سمنة ، و قد يكون ليهم كوليسترول مرتفع كذلك.

و يشخص مرض السكر عندما يكون لدى الشخص كمية مرتفعة من الجلوكوز في الدم . و التي تحدد باستعمال اختبارات دم مختلفة النوع ، فاختبار جلوكوز الدم الصائم يجرى بعد صيام لثماني ساعات على الأقل ، و ينبغي أن يكون جلوكوز الدم أقل من 126 مجم/دل ( ملليجرامات من الجلوكوز في ديسيلتر من الدم ) في مرتين مختلفتين .

و يعتبر المستوى بين 100 و 125 مجم/دل اختلالاً في الجلوكوز الصائم أو ما قبل مرض السكر ، و هي حالة يمكن أن تؤدي إلى النوع الثاني من مرض السكر ، و يمكن إجراء اختبار جلوكوز عشوائي في الدم في أي وقت دون صيام ، و ينبغي أن يكون جلوكوز الدم 200 مجم/دل أو أقل ، و تشير النتيجة 140-199 مجم/دل إلى ما قبل مرض السكر .

و اختبار تحمل الجلوكوز عن طريق الفم يستخدم في تشخيص النوع الثاني من مرض السكر ، عندما تكون مستويات الجلوكوز الصائمة طبيعية ، و لكن التشخيص لا يزال موضع شك ، و هذا الاختبار أكثر حساسية من اختبار الجلوكوز الصائم ، و لكنه ليس أسهل في إجرائه .

و يستخدم كذلك للكشف عن مرض سكر الحمل في الحوامل . و تفحص مستويات جلوكوز الدم بعد الصيام ، ثم يتناول المريض شراباً شراباً خاصاً به كمية كبيرة من الجلوكوز .

و تسحب عينات دم على مدى الساعتين أو الثلاث ساعات التالية لقياس مستويات الجلوكوز ، التي ينبغي ألا تجاوز أبدأً 200مجم/دل. و نتيجة 140 إلى 199مجم/دل تشير إلى ما قبل مرض السكر .

و مرضى النوع الأول من مرض السكر غير المنضبط معرضون لخطر ارتفاع مستويات الكيتونات التي تنتج عند تحلل الشحوم و العضلات و يتخلص منها الجسم في البول .

و يمكن أن تكون المستويات العالية من الكيتونات خطيرة ، و حتى قاتلة ، بإحداث " الحماض " ، أو انخفاض الرقم الهيدروجيني للدم . و يمكن أن يكشف

اختبار بسيط للبول باستخدام شرائط اختبار ، عن وجود الكيتونات. و يمكن أن يشكف اختبار بسيط للبول باستخدام شرائط اختبار ، عن وجود الكيتونات . و يمكن أن يكشف تحليل البول كذلك عن مستويات الجلوكوز المرتفعة .

 

العلاجات :

 

لا يوجد شفاء لمرض السكر ، و لكن يمكن السيطرة عليه بتوليفة من الرياضة و الغذاء و ضبط الوزن و الأدوية و مع أن بعض المكملات قد تساعد في تثبيت مستويات جلوكوز الدم ، إلا أنها ينبغي ألا تكون بديلاً عن الحمية و العلاج الدوائي، و لا ينبغي استعمالها قبل استشارة الطبيب أولاً ، و سوف تساعد المراقبة الذاتية على ضمان إبقاء المرض تحت السيطرة ، و أن خطر حدوث مضاعفات على المدى الطويل قد قل.

الغذاء :

ما الذي يجب أن تأكله ، و متى تأكله أمران حاسمان بنفس الدرجة في المحافظة على استقرار مستويات سكر الدم .

و استشارة أخصائي تغذية مرخص تفيد في تصميم خطط الوجبات ، و من المهم تحاشي الارتفاعات الشديدة أو الانخفاضات الشديدة الشديدة في مستوى جلوكوز الدم ، و هذا يعني الالتزام بمواعيد منتظمة للوجبات و الوجبات الخفيفة، و الغذاء منخفض الدسم للأشخاص المصابين بالنوع الثاني من مرض السكر مهم في المحافظة على مستويات الكوليسترول و الجلسريدات الثلاثية الطبيعية.

ضبط الوزن :

الوزن عموماً قضية كبيرة للمصابين بالنوع الثاني من مرض السكر ، و في الحقيقة ، فإن التخلص من الوزن الزائد قد يجعل بعض هؤلاء يتمكنون من تقليل أو حتى إيقاف أدويتهم و يجب تجنب الأنظمة الغذائية القاسية التي تنصح بتناول سعرات حرارية بالغة الانخفاض ؛ و بدلاً من ذلك تناول حصصاً صغيرة ، وحد من الدهون ، و زد من ممارسة الرياضة.

الرياضة :

يمكن أن تساعد 30 دقيقة يومياً على الأقل من النشاط البدني المنتظم في ضبط مستوى جلوكوز الدم ، و ضبط الوزن ، و تقليل ضغط الدم المرتفع ، و من المهم قياس مستوى جلوكوز الدم قبل و بعد الرياضة ، و أن تحمل وجبة سكرية خفيفة في حالة انخفاض جلوكوز الدم بشدة . و تأكد من شرب سوائل كثيرة لا تحتوي على سكر قبل و أثناء و بعد الرياضة .

الأنسولين :

حقن الأنسولين اليومية مطلوبة للمصابين بالنوع الأول من مرض السكر و لبعض المصابين بالنوع الثاني و يتاح الأنسولين في الوقت الراهن بالحقن فقط ، و قد تلزم حقنة إلى أربع حقن في اليوم ، و يمكن كذلك استخدام مضخة أنسولين بإبرة تحت الجلد قرب البطن ، و هي توضع طول الوقت و يمكن أن تعطى كمية ثابتة من الأنسولين ، و تتاح أنواع مختلفة من الأنسولين فعالة لفترات مختلفة من الوقت .

الأدوية :

يمكن لمخفضات السكر في الدم عن طريق الفم أن تخفض مستويات جلوكوز الدم للمرضى بالنوع الثاني من مرضى السكر ، و تعمل هذه الأدوية بزيادة إنتاج الأنسولين و زيادة حساسية الجسم له ، أو تأخير امتصاص الجلوكوز ، و ينبغي على النساء الحوامل ألا يأخذن أياً من هذه الأدوية ، و بدلاً من ذلك عليهن الاعتماد على الغذاء و الأنسولين لمعالجة السكر لديهن.

المكملات :

نقص الكروم قد يخل باستجابة الجسم للجلوكوز و الأنسولين ، و قد يساعد مكمل يومي بجرعة 150 ميكروجرام من بيكولينات الكروم في علاج نقص سكر الدم و تثبيت مستوياته . 

و يوجد الكروم أيضاً في الحبوب الكاملة ، و خبز الشيلم ، و كبد البقر ، و البطاطس ، و الفلفل الأخضر ، و البيض ، و الدجاج ، و خميرة البيرة ، و التفاح ، و الزبد ، و الجزر الأبيض ، و دقيق الذرة .

المراقبة الذاتية :

يمكن أن تؤثر العدوى ، و التوتر العاطفي ، و بعض الأدوية ، و حتى الوقت أثناء اليوم في مستويات جلوكوز الدم ، و من الضروري للمصابين بمرض السكر أن يفحصوا مستويات جلوكوز الدم لديهم بأجهزة قياس منزلية ، و يمكنهم و هو مسلحون بهذه المعرفة ، أن يعدلوا واجباتهم و مستويات نشاطهم و أدويتهم للمساعدة في تجنب الحالات الطارئة التي تسببها المستويات المتطرفة من جلوكوز الدم .

المراقبة الطبية :

يقيس اختبار هيموجلوبين A1C و يسمى أيضاً الهيموجلوبين السكري ، نسبة بروتين هيموجلوبين A1C في الدم .

و يمكن عن طريقه كشف متوسط مستوى جلوكوز الدم خلال الثلاثة أشهر السابقة. و بهدف غالبية مرضى السكر إلى تحقيق قياس أقل من 7 في المائة ؛ إذ إن أعلى من 8 في المائة يمكن أن يزيد من خطر حدوث المضاعفات .

و ينبغي إجراء هذا الاختبار مرتين على الأقل في السنة ، بناءً على المستوى العام لسيطرة المريض. و تشير الدراسات إلى أن الضبط المحكم لمستوى سكر الدم ( هيموجلوبين سكري 7 في المائة أو اقل ) ، يمكن أن يجنب كثيراً من المضاعفات طويلة الأجل من مرض السكر .

 

من المعرضون للخطر ؟

 

تشمل عوامل الخطر :

النوع الأول من مرض السكر :

  • التاريخ العائلي .

النوع الثاني من مرض السكر :

  • التاريخ العائلي ، خاصة أحد الوالدين أو أحد الأخوة .
  • السمنة ، خاصة شحم البطن .
  • سن 45 أو أكثر .
  • غير قوقازي ( من غير الجنس الأبيض ) .
  • عدم ممارسة الرياضة .
  • سكر الحمل أو ولادة طفل يزن أكثر من 4 كيلوجرامات ( 9 أرطال ) .
  • ارتفاع ضغط الدم .
  • مستويات الجلسريدات الثلاثية في الدم ( و هي نوع من الجزيئات الدهنية ) أعلى من 250مجم/دل .
  • إرتفاع مستوى الكوليسترول في الدم ، مع بروتين 35مجم/دل . اختلال تحمل الجلوكوز ، حسبما يعينه الطبيب .
  •  
شارك المقالة:
86 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook