عمون - الحدائق المعلقة
الحدائق المعلّقة هي حدائق بابل، وكانت إحدى عجائب الدنيا السبع، وقد بُنيت غالباً عام 600 قبل الميلاد، على يد نبوخّذ نصر الثاني، ويُعتقد أن هذه الحدائق كانت تمتلك شُرفات مذهلة، ومرتفعة على سلسلة من المدرجات، والآن لا يوجد أيّ أثرٍ باقٍ لها.
وصف الحدائق المعلقة
وفقاً للأساطير، قام نبوخذ نصّر ببناء الحدائق المعلقة لزوجته أميديا، والتي كانت تفتقد التضاريس الجبلية، والمناطق الباردة، والمناظر الخلابة لموطنها في بلاد الفرس؛ حيث يُعتقد أنّ الحدائق المعلقة كانت عبارة عن مبنى طويل، يمتلك عدة شرفات، مما جعل شكلها يشبه الجبل إلى حد ما، وكانت الحدائق مبنية على الحجارة، التي كانت نادرةً في ذلك الوقت، وكانت مزروعة بالعديد من النباتات والأشجار المتنوّعة التي تطلّبت كميّاتٍ كبيرة من الماء للبقاء على قيد الحياة في البيئة الصحراوية القاسية؛ لذا يُعتقد أنّه كان هناك نظام كالمحرّك يضخ المياه إما من بئر تقع في الأسفل، أو من النهر مباشرة، وبهذا الشكل كانت أميديا تستطيع السير في غرف المبنى الباردة بفعل ظل النباتات بالإضافة إلى الماء الذي تم ضخه إلى الشرف العلوية، ومع ذلك فما زالت المعلومات حول حدائق بابل المعلقة أو موقعها غير مؤكدة، كما أنّه لا يوجد أي دليل قوي على أنها كانت موجودة بجانب نهر الفرات لضخ الماء منه.
إنّ العديد من الأوصاف التي تمّ نشرها حول الحدائق المعلقة اتفقت على أنها كانت تقع بالقرب من القصر الملكي، كما تمّ وصفها بأنها كانت تُسقى بنظام استثنائي من الري، وكانت الشرفات الحجريّة مسقوفة بطبقات من مواد مختلفة، مثل القار، والقصب، والرصاص، حتى لا تتسرب مياه الري عبر المدرجات، واكتشف عالم الآثار الألماني روبرت كولدوي سلسلة غير عادية من غرف الأساس، والقناطر في الزاوية الشمالية الشرقية من القصر في بابل.
نظريات حول الحدائق المعلقة
أشارت الأبحاث التي أُجريت في أواخر القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين إلى أن الأفكار الشائعة حول أنّ الحدائق المعلقة قد ازدهرت في بابل فوق سطح المبنى أو على المدرجات ربما تكون خاطئة، وافترضت نظرية لاحقة أنه بسبب الخلط بين المصادر الكلاسيكية فإنّ الحدائق المعلّقة ربما تكون بالأصل تلك التي شيّدها سنحاريب (704/705-681 قبل الميلاد) في نينوى، واقترحت هذه الدراسة أن الحدائق بُنيت على بناء مائل بهدف تقليد المناظر الطبيعية الجبلية الطبيعية، وكانت تُسقى بنظام الري المبتكر، وربما كان ذلك توظيف لما عُرف لاحقاً باسم لولب أرخميدس.
تفترض النظريّات أنّ الحدائق لم تكن معلّقة فعلياً، ولكنها كانت مبنية على جانبي الشرفات على هيكل من الطوب، وتدّعي بعض الأوصاف أن الحدائق المعلقة كانت تنمو ليصل طولها إلى 22.86 في الهواء، وأنّ الناس كانوا يستطيعون المشي تحتها.
هناك اختلاف في الرأي حول من قام بنناء الحدائق فعلاً؛ حيث قيل إنّ نبوخذ نصّر هو الذي قام ببنائها، لكن الغريب أن نبوخذ نصر سجل العديد من الإنجازات في المسمارية، وهو نوع من أنواع الكتابة القديمة التي تمّ استخدامها في حفط السجلات في ذلك الوقت، ولم يتم ذكر الحدائق المعلقة، ما دفع العديد من العلماء إلى الاعتقاد بأنّ الحدائق تم بناؤها على يد الملكة الآشورية أو حتى على يد سنحاريب، حاكم نينوى.