ما هي الخلايا الليمفية

الكاتب: نور الياس -
ما هي الخلايا الليمفية

ما هي الخلايا الليمفية.

 

 

الخلايا الليمفية

 

تشكل الخلايا الليمفية نسبة تتراوح من 20 إلى 30 % من العدد الإجمالي لخلايا الدم البيضاء( و هذا يتوقف على درجة إصابة الشخص بالعدوى في وقت ما). و هي تعتبر أكثر أنواع الخلايا كفاءة و مرونة من الناحية العملية فيما يتعلق بالتخلص من الغزاة الأعداء. و تصل أعدادها إلى مليون خلية ليمفية في جسم الإنسان البالغ المتوسط و مراكز إنتاجها الرئيسية هي العقد الليمفية و الطحال و الغدة الثيموسية و رقع باير و الزائدة الدودية و غير ذلك من أنسجة ليمفاوية.

و بعض الخلايا الليمفية لديها نظام للذاكرة بحيث إذا حدث غزو ثان أو ثالث من قبل نفس النوع من الميكروبات فإن جهاز المناعة يمكنه حينئذ أن يتحرك للقتال مباشرة بدلاً من أن يضيع وقته في إعادة و تعلم" دروسه القديمة" و نظراً لأن حدوث العدوى مرة أخرى يمكن مواجهته فوراً فإنه يكون أخف حدة بكثير من المرة الأولى. و تتميز الخلايا الليمفية بطريقة خاصة للانقسام السريع حينما يتعرض الجسم لهجوم خارجي؛ بمعنى أنها تستطيع صنع وسائل دعم تكاد تكون فورية فلا يكاد يحس الشخص بأنه تعرض للهجوم و هذا الانقسام السريع يعتمد بشدة على العناصر الغذائية؛ فمثلا ً، مستويات فيتامين ج تعتبر مهمة و حاسمة و تستطيع جميع الخلايا الليمفية أن تتحرك و تتجول فيما بين الأنسجة و الليمف و مجرى الدم مما يضمن التوزيع الشامل لتلك الخلايا بالجسم متضمنة الذاكرة المشار إليها آنفا ً. و هناك نوعان رئيسيان من الخلايا الليمفية هما خلايا T أو الخلايا التائية. و خلايا B أو الخلايا البائية.

 

خلايا T الليمفية

 

ليست كل خلايا T الليمفية تقوم بنفس الوظائف و لكن كلها يمر أولاً على الغدة الثيموسية( التي تعمل كمنظم مهيمن على جهاز المناعة أو كحاسب آلي مناعي، إذا صح التعبير) لكي تتم برمجتها قبل أن تنطلق إلى أنحاء الجسم. و بعضها لا يكون مزوداً بأسلحة و تكون مهمته أن يجول ذهاباً و إياباً بهدف المراقبة بينما يحمل البعض الآخر وسائل قتالية مميتة. و هي تحقق الاستجابة الأولية تجاه الفيروسات و الخلايا السرطانية و تحقق طرد الأعضاء المرزوعة و لكن خلايا T تستغرق ثلاث إلى أربعة أيام بعد التعرف على تلك العوامل الغريبة حتى تتحدد سوياً و تبدأ الهجوم.

خلايا T المساعدة( خلايا TH أو T4 ) تساعد الأفراد الآخرين في جيش جهاز المناعة، و لكنها ليست مسلحة في حد ذاتها. فإذا دخل أحد الغزاة مجهول الهوية الجسم فإن خلايا T المساعدة تقرر أولاً إن كان ذلك الغازي يشكل تهديداً للجسم أم لا. كما أنها مسئولة عن التأكد من حدوث الغزو و تنبيه جهاز المناعة ليقوم بالدفاع و جدير بالكذر أن فيروس نقص المناعة البشري HIV الذي يسبب الإيدز يميل إلى غزو هذه الخلايا المساعدة و قتلها فلا يتبقى لضحيته إلا القليل جداً منها، و هكذا يشل ذلك الفيروس اللعين قدرات جهاز المناعة رغم وجود حالة غزو كبيرة مستمرة.

خلايا T المثبطة خلايا TS أو T8 و هي توقف نشاط جهاز المناعة كل من خلايا B و T بالتحديد حينما تنتهي ظروف العدوى و يتحقق الشفاء التام و خلايا T المثبطة تشبه الخلايا المساعدة في كونها غير مزودة بأسلحة.

خلايا T السامة للخلايا: و يتم إنتاجها تامة التكوين و متمتعة بقدرات تدميرية و مهمتها الخاصة هي البحث عن الفيروسات و غيرها من العوامل التي تختبئ داخل خلايانا و مما يذكر أن معظم أفراد جيش المناعة إذا صادفت خلية من خلايا الجسم فإنها تتعرف عليها و تتركها و شأنها و لكن خلايا T السامة لديها القدرة على البحث عن خلايا الجسم التي يختفي في داخلها أي من العوامل الضارة و تدميرها. و رغم أن هدفها متخصص و محدد إلا أن الخلايا المحيطة بها لا تسلم من بعض الضرر نتيجة لتأثير أسلحة تلك الخلايا القوية الفتاكة.

خلايا T المنتجة لليمفوكينات لديها أيضاً قذائف قتالية و لكنها تكون موجهة للغزاة الذين يتحركون فيما بين خلايا الجسم نفسه و كل من هذه الخلايا و الخلايا السامة تحفز على حدوث زيادة في نشاط الخلايا البلعمية إذ إن الليمفوكينات و غيرها من الأسلحة الكيميائية تسبب قدراً كبيراً من الدمار الذي يترك وراءه الكثير من الخلايا الميتة و بقايا الخلايا التي تحتاج إلى إزالة و تطهير.

 

خلايا B الليمفية

 

تتعامل خلايا B الليمفية أساساً مع البكتريا و الفيروسات التي اقتحمت الجسم من قبل. لذا فإن هجوم تلك الخلايا على الأعداء يكون متخصصاً و محددا ً؛ و علاوة على هذا فإنها عالباً ما تحتاج إلى عون من غيرها من الخلايا المناعية و مهمة خلية B الليمفية هي أن تأخذ أحد العوامل( أو الميكروبات) الغازية إلى داخل الأنسجة حيث تتثبت من حجمه و شكله بالضبط ثم تقوم بتصنيع جسيم يعمل كقيد متخصص و يسمى" الجسم المضاد"؛ الذي يتلاءم تماماً مع الميكروب المحدد و ليس غيره و في النهاية تحصل خليلة B الليمفية خط إنتاج آلاف من تلك الأجسام المضادة التي تنطلق إلى أنحاء الجسم.و هذه الأجسام المضادة تبحث بدورها عن أهدافها تماماً مثل القذائف الصاروخية الموجهة و تلصق نفسها بالبكتريا و يصير الكائن الغازي بذلك غير ضار و يبقى مقيداً إلى أن تلك الخلايا البلعمية أو الخلايا المتعادلة متشكلة النواة لتبتلعها.

 

شارك المقالة:
84 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook