تُعرّف الرحمة في اللغة بأنّها رقّة القلب والعطف، ويقال: تراحم القوم؛ إذا رحم بعضهم بعضاً، وأصل المادة يدلّ على الرأفة والعطف والرقّة، ومنها كذلك الرحم؛ وهي القرابة، وتطلق الرحمة على الغيث والرزق، والرحمة في الاصطلاح: رقّةٌ تستوجب الإحسان إلى المرحوم، وتستخدم أحياناً في الرقّة المجردة، وتارةً في الإحسان الذي يكون مجردٌ عن الرقّة، ومن معانيها كذلك أنّها رقةٌ في النفس تبعث على فعل الخير لمن تتعدى عليه، ويقال إنّها رقةٌ في القلب يلامسها الألم عندما تدرك بالحواس، أو يتصور وجود الألم عند إنسانٍ آخرٍ، أو يلامسها الفرح عندما تدرك الحواس ذلك
تأتي الرحمة بصورٍ وأشكالٍ عديدةٍ، فيما يأتي ذكر بعضها:
الإنسان الذي يتحلّى بخُلق الرحمة ترتفع درجته عند الله عزّ وجلّ، وكانوا الأنبياء -عليهم الصلاة والسلام- أرحم الناس، وأكثرهم رحمةً محمدٌ صلّى الله عليه وسلّم، كما أنّ رسالته كانت رحمةً للعالمين، والرحمة تفتح أبواب الأمل والرجاء، وتبعث الشخص على فعل الخير، وتغلق أبواب اليأس والخوف، وتُشعر الشخص بالأمان والأمن، وتثير الفطرة، وتكون الرحمة بمن أخطئ بأخذهم إلى طريق الهداية بالموعظة الحسنة، ومعاملتهم باللطف، دون كبرياءٍ أو ازدراءٍ، ومحاولة المؤمن التقرّب إلى الله -تعالى- بكلّ عملٍ صالحٍ، والتطلّع لفضل الله -تعالى- ورحمته، والتسابق إلى رضا الله تعالى، والخوف من عذابه، فيبتعد عمّا سوى الله تعالى، وينقطع إلى الله، فيرتاح بذلك باله لأنّه يعلم أن الرحمة بيده عزّ وجلّ، فبذلك تتحول تصرفاته وتعتدل أمور