ما هي العلاجات البديلة للأرق

الكاتب: نور الياس -
ما هي العلاجات البديلة للأرق

ما هي العلاجات البديلة للأرق.

 

 

العلاجات البديلة للأرق

 

استخدم البشر النباتات والأعشاب وغيرها من السبل في محاولة لمداواة أنفسهم لآلاف السنين. وليس من المدهش أنهم على أتم استعداد لتجربة العلاجات البديلة للأرق أيضًا. إذا كنت تفكر في اللجوء إلى علاج بديل، لعلك تتساءل: "هل يمكن لهذه العلاجات أن تساعدني على النوم؟".

وهذا سؤال عسير. من المؤسف أن القليل من الدراسات هي التي اعتنت ببحث ما إذا كانت العلاجات البديلة تنفع مرضى الأرق (أو غيره من المشاكل الصحية المزمنة). إن العلاجات البديلة ليست منظمة من قبل الحكومة الفيدرالية بشكل مشدد، ومن ثم نجد أن ممارسي هذه العلاجات ومصنعيها لا يجدون الحافز الكافي لإجراء دراسات موسعة ومكلفة لإثبات أمان وفاعلية تقنياتهم ومنتجاتهم. ولا يتاح لدينا، من دون الأبحاث المثبتة، سوى أدلة نقلية مم يجعل من الصعب على الأطباء إطلاق أحكام مستندة إلى حقائق بهذا الصدد.

وعندما يسألني المرضى حول تجربة علاج بديل، فإنني أحثهم على أن يتذكروا ثلاثة أشياء:

 

  • أن يتأكدوا من أن العلاج لا ينطوي عل أية مخاطر. إن أغلب هذه العلاجات لا تنطوي على أية مخاطر، ولكن أحيانًا ما يردنا حديثبشأن وقوع مشاكل، مثل تلك التي حدت بهيئة الأغذية والأدوية الأمريكية إلى التحذير من تعاطي المكملات الغذائية التي تحتوي على مدر "الكافا" فهذا العشب الذي يستخدم للاسترخاء والحد من التوتر وجد أنه يرتبط بعلاقة وثيقة بخمس وعشرين حالة من حالات الفشل الكلوي.
  • أن يلجؤوا إل العلاجات البديلة بالتوازي مع العلاجات التقليدية ليس بدلاً منها. فإذا قمت بتحسين ممارسات النوم الصحية الخاصة بك مؤخرًا، فلا تعود إلى عاداتك السيئة لمجرد أنك تجرب العلاج بالوخز بالإبر الصينية.
  • أن يُعلموا أطباءهم دائمًا حال لجوئهم إلى أي علاج بديل، فربما يتعارض مع أي عقار آخر يتعاطون. على سبيل المثال، فإن بعض الأعشاب تقلص من الأثر المضاد للتخثر للعقار المعروف باسم وارفارين (كومادين). مما يزيد من خطر تخثر الدم.

 

المكملات العشبية

 

تعد المكملات العشبية هي الشكل الرئيسي للعلاج الصحي البديل، واستخدامها مدفوع بصناعة رأسمالها مليارات الدولارات الأمريكية. وعلى الرغم من هذا، فإن وضع قوانين تنظم استخدام الأعشاب من قبل هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية مازال قاصرًا. فبحسب قانون صحة وتعليم المكملات الغذائية لعام 1994 ، لا يتحتم على المصنعين إثبات فاعلية المكملات المصنعة. وطالما أن ملصق المنتج لا يشتمل على مزاعم ملية غير مثبتة فإن للمصنعين حرية الترويج لفوائد منتجاتهم المزعومة. ويجب على هيئة الأغذية والأدوية إثبات خطورة أي عشب لمنع تداوله بالأسواق.

ولذا يجب على المستهلكين أن يتحروا الحيطة عند شراء هذه الأعشاب. ونظرًا للتباين الشديد في مكونات ونقاء الأعشاب من مصنع لآخر، يفضل شراء المنتجات التي تحتوي على عبارة "مستخلصات قياسية" على ملصقها. ولاحظ أيضًا أن فاعلية المكمل الغذائي قد تختلف من علامة تجارية إلى أخرى حتى لو كانت الجرعة واحدة.

إذا كنت تعطى الأعشاب للتخفيف من حدة الأرق، أو لغير ذلك من الأغراض (زيادة معدلات الطاقة، أو تحسين قدرات الذاكرة، وما إلى ذلك)، أود أن أشدد على أهمية إطلاع طبيبك الخاص على مجريات الأمور. كما قلنا من قبل، من الممكن أن تتعارض الأعشاب مع أية مجريات أخرى تتعاطاها. ليس من الحكمة أن تمزج بينها وبين الأدوية التي تصرف بوصفات طبية إذ من الممكن أن ينتهي بك الأمر لتوقيع أثر مسكن مبالغ فيه يجعل من الصعب عليك الاستيقاظ صباحًا. من الممكن أن تؤثر الأعشاب أيضًا على حالات صحية بعينها بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم، والبول السكري. ومن الممكن أن تزيد الأعشاب من نسبة النزيف أثناء العمليات الجراحية، ولذا من المهم أن يعلم طبيبك ما تتعاطاه إذا كنت تخطط لإجراء عملية جراحية. وأخيرًا، ينبغي على النساء الحوامل،والمرضعات واللائي يبغين حملاً أن يحذروا المخاطر المحتملة للأعشاب ومناقشة أي استخدام لها مع إخصائي الولادة الخاص بهن.

وتتضمن الأعشاب التي كثيرًا ما يقال بقدرتها على تخفيف الأرق الناردين، واللافندر، والبابونج، وزهرة الآلام.

 

الناردين:

 

هو نبات معمر موطنه أوروبا وآسيا. ذو رائحة كريهة، ويرجع استخدامه كعلاج عشبي إلى اليونان وروما القديمتين؛ ففي القرن الثاني الميلادي، وصفه الطبيب والفيلسوف جالينوس لعلاج الأرق. وفي عصرنا الحاضر نجد أن المستحضرات التي تستخلص من جذوره وسوقه توضع في كبسولات وأقراص، أو تستخدم لعمل الشاي.

ويوحي عدد قليل من الدراسات بأن الناردين له أثر مسكن طفيف ومن شأنه مساعدة الناس على الخلود إلى النوم وتحسين جودة نومهم. ومع ذلك، أشارت دراسة صدرت عام 2005 في جريدة طب النوم الإكلينيكي، إلى أغلب الدراسات التي أجريت على هذه المادة كانت محدودة ومعيبة، وأنه حتى الدراسات المحدودة التي أجريت أثبتت أثرًا طفيفًا. هذا وقد لاحظت الدراسة أيضًا أن الناردين يشتمل على عشرات من المواد وأنه ما من اتقان علمي حول أي من هذه المكونات التي تؤثر على جسم الإنسان. علاوة على ذلك، فقد جاء في بيان مؤتمر حالة العلم الذي أقامته المعاهد الوطنية للصحة عام 2005 أن "الدليل المحدود (بالنسبة للناردين) لا يبدي أية فائدة عند مقارنته بالعلاج الإرضائي. ومن أشهر الآثار الجانبية التي صرح بها المستخدمون حالات صداع، ودوار، والحكة، واضطرابات معدية معوية.

وكما هي الحال بالنسبة للعلاجات غير الخاضعة لقوانين نظامية، فإن جودة المنتجات التي تحتوي على الناردين تتباين بشكل كبير. فقد كشف تقرير صدر عن كونسيرمر لاب وهو معمل تجاري يجري فحوصات دورية على جودة العلاجات العشبية- عن أن ما يقرب من ربع المنتجات القائمة على الناردين اتضح أنها لا تحتوي على الناردين من الأساس، وأن عددًا مساويًا كان يحتوي على نصف الكمية الموضحة على ملصقاتها من هذه المادة.

 

اللافندر:

 

ينمو هذا النبات في شتى أرجاء الجزء الجنوبي من أوروبا، وفي استراليا، والولايات المتحدة الأمريكية. والرائحة الذكية التي تفوح منه، ومصدرها الزيت الذي تشتمل عليه براعمه الصغيرة الزرقاء البنفسجية، عادة ما يستخدم في الحساء بأنواعه، وصابون الاستحمام، وغسول الشعر. ويستخدم اللافندر بطرق شتى لعلاج الأرق. فالبعض يستخدم أزهاره لصنع الشاي، والبعض الآخر يضعون قطرات عديدة منه في ماء مغلي ويستنشقون الأبخرة المتصاعدة منه، أو يدهنون أجسامهم بالزيت مباشرة أثناء جلسات التدليك. فهو يساعد على الشعور بالاسترخاء ومن ثم النوم المريح. والآثار الجانبية للافندر نادرة، ولكنها تتضمن الغثيان والصداع والبرد.

 

البابونج:

 

استخدم البابونج، وهو نبات شبيه بالأقحوان ينمو في أوروبا، لآلاف السنين لعلاج كل شيء بداية من اضطرابات الهضم، مرورًا بالأمراض الجلدية، وانتهاء بالأرق. والأشهر أن أزهاره الجافة تستخدم لصنع الشاي الذي يقال إنه يبعث على النوم، على الرغم من أن شاي البابونج عالي التركيز قد يؤدي إلى التقيؤ. علاوة على ذلك، فالأشخاص الذين يعانون من الحساسية تجاه الرجيد ينبغي أن يتجنبوه لأنه من نفس العائلة النباتية، ومن الممكن أن يتسبب في ردة فعل.

 

زهرة الآلام:

 

هي عبارة عن نبات معمر متسلق خشبي الساق حتى 30 قدمًا تقريبًا، وينتشر في أوروبا والمناطق الجنوبية الشرقية من أمريكا الشمالية. ومن الممكن استخدام المستحضرات التي يتم إعدادها من أزهاره، وأوراقه، وسوقه في صناعة الشاي، أو من الممكن تعاطيها في شكل كبسولات. وتستخدم زهرة الآلام عادة لعلاج الأرق والتوتر (عادة ممزوجة بالناردين). وآثاره الجانبية نادرة، ولكنها تتضمن الغثيان وسرعة ضربات القلب.

 

شارك المقالة:
78 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook