توجد العديد من الفواكه التي جاء ذِكرها في القُرآن الكريم، وبيانها فيما يأتي:
وقد جاء ذكر هاتين الفاكهتين بقوله -تعالى-: (فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ)، وجاء ذكرهما على وجه الخصوص دون سائر الفاكهة، لسببين؛ الأوّل هو أنّ العرب الذين نزل عليهم القُرآن كانوا يشتهرون بهما، وذلك ليتذكروا نعم الله -تعالى- عليهم؛ فقد كان النخيل مُشتهراً في الحجاز والمدينة، وأمّا العنب فقد كان مُشتهراً في الطائف، والسبب الثاني هو كثرة المنافع فيهما؛ فالنخل يُنتفع من جميع أجزائه؛ كخشبه، وجريده*، وخوصه*، أمّا العنب فقد جاء ذكر ثمره فقط؛ لأنّه أعظم شيءٍ فيه، وقد جاء ذكرهما بالقُرآن بالتقديم والتأخير فمرّةً بتقديم النخل على الأعناب، ومرةً بتقديم الأعناب على النخل، كما وجاء ذكر النخل لوحده، ولم يذكر العنب لوحده عن النخل؛ وذلك حسب كثرته وقلّته، وحسب نفعه وأفضليّته؛ فالنخل يكون بالعراق والمدينة أفضل من العنب، والعنب في الشام أفضل من النخل وهكذا جاء ذكرهما في القرآن الكريم.
للفاكهة في الجنّة العديد من الصفات، وقد ذكرها الله -تعالى- في عددٍ من الآيات؛ كقوله -عزّ وجلّ-: (لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ)، فلها أنواع كثيرة لا تنتهي، ويأكل أهل الجنّة منها ما يشتهون، وما تطلبه أنفسهم، ويجدونها متى اشتهوها في أيّ وقت، وذلك بخلاف فاكهة الدُنيا التي تكون مُقيّدةً بوقت، قال -تعالى-: (وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ)، كما وقال: (يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ)، وفاكهة الجنّة تكون ممّا تشتهيها الأنفس سواءً من أنواع وألوان وأشكال؛ فقد قال -عزّ وجلّ-: (وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ).
موسوعة موضوع