ما هي المرحلة الثالثة من مرض الزهري

الكاتب: جانيت غنوم -
المرحلة الثالثة من مرض الزهري

ما هي المرحلة الثالثة من مرض الزهري

مرض الزهري

يُعدّ مرض الزهري (بالإنجليزية: Syphilis) أحد الأمراض المنقولة جنسياً، وهو مُعدٍ بشكل كبير، وينتج عن الإصابة بالبكتيريا اللولبية الشاحبة (بالإنجليزية: Treponema pallidum) وذلك بدخولها إلى الجسم، وغالباً ما تحدث الإصابة بملامسة التقرّحات الناتجة عن هذه البكتيريا أثناء الاتصال الجنسي، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه التقرحات غير المؤلمة غالباً ما تظهر على الأعضاء الجنسية، أو الشرج، أو الفم. ويمرّ مريض الزهري عادة بعدة مراحل، آخرها المرحلة الثالثة، ويُصاحبها ظهور العديد من المضاعفات الخطيرة، ويُصاب بها مرضى الزهري الذين لم يتلقّوا العلاج المناسب

المرحلة الثالثة من مرض الزهري

تتّسم المرحلة الثالثة من مرض الزهري باختلال وظائف العديد من أعضاء الجسم، كما أنّ المصاب لا يصل إلى هذه المرحلة إلا بشكلٍ تدريجيّ وبعد مرور سنوات عديدة على الإصابة بالمرض، ويُفسّر تلف أنسجة الجسم في هذه المرحلة نتيجةً لوجود البكتيريا اللولبية الشاحبة فيها لفترة طويلة من الزمن، ومن الأنسجة المتأثرة بهذا الداء: الدماغ، والعيون، والأعصاب، والقلب، والعظام وغيرها، ومن الجدير بالذكر أنّ من هذه المضاعفات ما قد يُهدّد حياة المريض، وتُشير الإحصائيات إلى إصابة ما بين 15-30% من مرضى الزهري الذين لم يتلقّوا العلاج بالمرحلة الثالثة منه.

 

أعراض المرحلة الثالثة من مرض الزهري

تختلف الأعراض المصاحبة للمرحلة الثالثة من مرض الزهري باختلاف العضو المتأثر بالمرض، ومن أبرز هذه الأعراض التي تظهر في المرحلة الثالثة ما يأتي:

  • تكوّن أورام متعددة في الجسم: وتُعرف هذه الأورام بالصمغ، ويمكن تعريف الصمغة على أنّها آفة عقيدية متفاوتة الحجم، وقد تتكون على الجلد، أو العظم، أو البلعوم، أو الرئتين، أو الكبد، وتتميز الصمغة بوجود أنسجة ميتة في وسطها، كما أنّها عادة ما تكون محاطة بالعديد من أنواع الخلايا، مثل الخلايا اللمفاوية، وخلايا البلازما، وخلايا البلعمة.
  • المعاناة من الاختلالات العصبية: مثل الشلل، أو الإحساس بالخدر، أو اختلال ردود فعل الجسم، بالإضافة إلى اختلال التحكم بالعضلات، والخرف، والإصابة بالأمراض النفسية.
  • المعاناة من آلام في العظام والمفاصل.
  • الشعور بآلام في البطن، أو فقدان الوزن، أو الشعور بالشبع بعد تناول كميات قليلة من الطعام، أو التجشؤ بكثرة، وينتج ذلك من تكون صمغة في الجهاز الهضمي.
  • الإصابة بالتهاب الشريان الأورطي، أو تمدد الأوعية الدموية (بالإنجليزية: Aneurysm)، كما قد يصاب مريض الزهري بارتجاع الصمام الأورطي (بالإنجليزية: Aortic regurgitation).
  • المعاناة من فقدان السمع الجزئي أو الكلي، بالإضافة إلى فقدان البصر ومشاكل النظر الأخرى بما فيها اضطرابات القرنية.

 

مضاعفات المرحلة الثالثة من مرض الزهري

تحدث المرحلة الثالثة بعد مرور سنوات أو حتى عقود على لحظة الإصابة الابتدائية بالمرض، ومن أبرز المضاعفات المصاحبة للمرحلة الثالثة من مرض الزهري ما يأتي:

  • الزهري العصبي (بالإنجليزية: Neurosyphilis): فقد يُصاب مريض الزهري بمضاعفات على مستوى الجهاز العصبي، مثل الزهري العصبي السحائي الوعائي (بالإنجليزية: Meningovascular neurosyphilis) الذي يسبب انسداد الأوعية الدموية المغذية للسحايا، ومن أمراض الزهري العصبي كذلك التهاب السحايا (بالإنجليزية: Meningitis)، ويختلف هذا الالتهاب عن التهابات السحايا البكتيرية الأخرى بوجود الخلايا اللمفاوية (بالإنجليزية: Lymphocytes) في السائل الدماغي النخاعي بدلاً من الخلايا المتعادلة (بالإنجليزية: Neutrophils)، وقد يصاب مريض الزهري أيضاً بالشلل العام المتمثل باختلالات واضطرابات عصبية عديدة، بالإضافة إلى إمكانية إصابة المريض بفقدان الذاكرة أو الجلطة الدماغية.
  • تدمير الأنسجة الرخوة (بالإنجليزية: Soft tissue) والعظم في الجسم.
  • زهري العين (بالإنجليزية: Ocular Syphilis): فقد يسبب مرض الزهري التهاب أي جزء من العين، مثل التهاب الملتحمة (بالإنجليزية: Conjunctivitis)، أو التهاب القزحية (بالإنجليزية: Uveitis)، أو التهاب الشبكية (بالإنجليزية: Retinitis). ويتم علاج زهري العين بإعطاء دواء البنسلين (بالإنجليزية: Penicillin) عبر الوريد لمدة تتراوح ما بين 10 و14 يوماً، يتبعها إعطاء حقنة عضلية من دواء بروكاين البنسلين (بالإنجليزية: Procaine penicillin) أسبوعياً لمدة ثلاثة أسابيع.
  • فقدان السمع: وعادة ما يتمثل بفقدان السمع الحسي العصبي (بالإنجليزية: Sensorineuroal hearing loss)، وقد يصيب إحدى الأذنين أو كلتيهما، ويحدث هذا النوع من فقدان السمع نتيجة الإصابة بما يسمى زهري الأذن (بالإنجليزية: Otosyphilis)، ومن الجدير بالذكر أنّ فقدان السمع قد يحدث في مراحل مبكرة من المرض، إلا أنّه غالباً ما يصيب مرضى الزهري في المراحل المتأخرة. وفي الحقيقة يتم علاج زهري الأذن عن طريق إعطاء المضاد الحيوي المعروف بالبنسلين مع دواء سيفترياكسون (بالإنجليزية: Ceftriaxone)، بالإضافة إلى مركبات الكورتيكوستيرويد (بالإنجليزية: Corticosteroids).
  • أضرار على مستوى القلب والأوعية الدموية: وأبرز هذه الأضرار ما يتمثل بتمدّد الأوعية الدموية، إذ يحدث تمدد في إحدى الطبقات المكونة لجدار الوعاء الدموي، وفي مرض الزهري، يحدث هذا التمدد نتيجة التهيج المزمن للطبقة الخارجية من الشرايين الكبيرة، خصوصاً الشريان الأورطي (بالإنجليزية: Aorta).

 

علاج ونتائج المرحلة الثالثة من مرض الزهري

يتم علاج جميع مراحل مرض الزهري باستخدام المضاد الحيوي البنسلين (بالإنجليزية: Penicillin)، إما عن طريق حقن عضلية أو وريدية، وقد لا تتم الاستفادة الكاملة من العلاج في المرحلة الثالثة من مرض الزهري، كونها تمثل المرحلة النهائية من المرض، إلا أنّ العلاج قد يحُدّ من المضاعفات المصاحبة لهذه المرحلة كما قد يمنع حدوث مضاعفات أخرى تُهدّد حياة المريض. وتجدر الإشارة إلى أنّ نتائج هذا المرض تكون أكثر خطورة في حال معاناة المصاب من الإيدز أو الأمراض الانتهازية الأخرى.

شارك المقالة:
75 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook