تعرف السوق النقدية الإسلامية كما يُعرفها البعض، بأنّها السوق التي تقتصر على التعامل بالأوراق المالية قصيرة الأجل وتداولها، عن طريق المصارف التجارية والسمسرة، ويتم تداول الأوراق التي تُصدرها الحكومة، عن طريق الخزانة العامّة في الدولة.
وبأسلوب أشمل من التعريف السابق فإنّ السوق النقدية هي السوق التي يتم فيها التعامل بالقروض (أدوات التمويل الإسلامية) قصيرة الأجل، والائتمان هي السلعة التي يعتمد عليها التعامل في السوق النقدية الإسلامية. ويقوم المشترون في السوق النقدية الإسلامية بدور الوسطاء للأوراق التجارية بالقبول والخصم، والبنك هو الذي يقوم بدور البائع.
تعتبر السوق النقدية الإسلامية أحد الأساسيات التي تعتمد عليه المؤسسات المالية الإسلامية، للحصول على التمويل قصير الأجل، والاستفادة منه لسد متطلبات المؤسسات واحتياجاتها من السيولة، كون السوق النقدية الإسلامية عالية السيولة، بسبب اعتمادها على الأوراق المالية قصيرة الأجل.
كما تتميّز السوق النقدية الإسلامية بانخفاض المخاطر الاستثمارية للأدوات المتداولة في السوق، وهذا يعود لكثرة المتعاملين فيه سواء من المؤسسات أو الأفراد، مما يجعل المؤسسات الإسلامية والأفراد أكثر قدرة على الموازنة بين فرص الربحية، وقلة المخاطر (الأمان)، والسيولة، بما يحقق أهداف تلك المؤسسات ورغبات الأفراد.
تعمل الهندسة المالية الإسلامية على إيجاد أدوات مالية إسلامي، والعمل على تطويرها وتكييفها، لتمكين المؤسسات المالية الإسلامية من الاستفادة منها، وفي مرحلة تالية يتم إنشاء سوق نقدية إسلامية تتضمّن هذه الأدوات التمويلية الإسلامية، التي تعمل ضمن أحكام الشريعة الإسلامية. ومن مهمات الهندسة المالية الإسلامية في إقامة سوق نقدية إسلامية، البحث عن البدائل الشرعية للأدوات التمويلية التي تُستخدم في الأسواق النقدية التقليدية، وذلك بالاعتماد على أسس الهندسة المالية الإسلامية.
العربية
