يُلجأ إلى إجراء تحليل HDL كأحد أجزاء تحليل الدهون الكامل في الدم (بالإنجليزية: Lipid profile) والذي قد يتم إجراؤه بشكل روتيني، أو للكشف عن بعض المشاكل الصحية، وفيما يأتي بيان لبعض دواعي إجراء تحليل HDL:
يجب الحرص على اتباع بعض التعليمات قبل إجراء تحليل HDL لضمان الحصول على نتائج دقيقة، وفي الغالب فإنَّ هذا التحليل يتم إجراؤه مع بعض التحاليل الأخرى مثل تحاليل أنواع الكولسترول الأخرى، أو ضمن تحليل الدهون الكامل في الدم، والذي يشمل أيضاً تحليل الدهون الثلاثية (بالإنجليزية: Triglycerides)، والكولسترول الضار، وتجدر الإشارة إلى أنَّ تحليل الكولسترول النافع لا يتطلب صيام الشخص عن الأكل قبل إجراء التحليل، إلا أنَّ بعض أنواع التحاليل الأخرى التي يتم إجراؤها بالتزامن مع تحليل الكولسترول النافع تتطلب صيام الشخص عن الطعام قبل إجراء التحليل بما يقارب 12 ساعة مع إمكانية شرب الماء، كما يجب الحرص على الامتناع عن شرب الكحول، وإجراء التمارين الرياضية القاسية، أو تناول الوجبات الغذائية الغنية بالدهون قبل إجراء التحليل، ومن الجدير بالذكر أنَّ بعض الأدوية الموصوفة وغير الموصوفة، وبعض المكملات الغذائية والأعشاب قد تؤثر في نتيجة التحليل، لذلك يجب الحرص على إعلام الطبيب حول استخدام هذه الأدوية والمكملات قبل إجراء التحليل، كما يجدر إعلام الطبيب في حال إجراء أحد التحاليل الطبية التي تعتمد على استخدام العناصر المشعة، مثل: فحص العظام، أو فحص الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid gland) خلال السبعة أيام التي تسبق إجراء تحليل الكولسترول، بالإضافة إلى ذلك يجدر التنبيه إلى أنَّ نسبة الكولسترول النافع قد تختلف عن المعدل الطبيعي لدى المرأة خلال الحمل، لذلك يجب إجراء التحليل بعد 6 أسابيع تقريباً بعد الولادة.
يتم إجراء تحليل HDL من خلال الحصول على عينة من دم الشخص من الأوردة في الذراع أو اليد عادة، إذ إنَّ مقدم الرعاية الصحية يلفُّ شريطاً مطاطيّاً حول ذراع الشخص لوقف تدفق الدم في الذراع، والذي بدوره يؤدي إلى بروز الأوعية الدموية في المنطقة أسفل الشريط، ثم يتم تعقيم الإبرة والمنطقة وغرزها في أحد الأوردة البارزة، ثم يتم سحب الكمية اللازمة من الدم في أنبوب مخصص، وإزالة الشريط المطاطي، ووضع قطعة من القطن فوق المنطقة وسحب الإبرة، ثمّ الضغط على منطقة سحب الدم ووضع ضمادة طبية عليها، وفي النهاية يتم إرسال عينة الدم إلى المختبر ليتم تحليلها.
من الجدير بالذكر أنَّه في بعض الحالات قد يتم الحصول على عينة الدم من خلال وخز مقدمة أحد أصابع اليدين باستخدام إبرة مخصصة، ويتم اللجوء إلى هذه الطريقة في حال استخدام أحد أجهزة التحليل المحمولة في الغالب، وهو ما قد يتم استخدامه في المعارض الصحية.
تعتمد نسبة الكولسترول النافع بشكل كبير على بعض العوامل المجتمعة، مثل العوامل البيئية والعوامل الوراثية للشخص، إذ تنخفض نسبة الكولسترول النافع في الغالب لدى الأشخاص الذين يعانون من الوزن الزائد، ومرض السكري، والمتلازمة الأيضية (بالإنجليزية: Metabolic syndrome)، كما أنَّ نسبة الكولسترول النافع تميل إلى الارتفاع بما يقارب 10 ملغ/ ديسيلتر عند النساء مقارنة بنسبتها لدى الرجال،وتجدر الإشارة إلى أنَّه يمكن التعبير عن قيمة الكولسترول في الدم بوحدة ميليغرام لكل ديسيلتر (mg/dL)، أو بوحدة مليمول لكل لتر من الدم (mmol/L)، وعلى عكس أنواع الكولسترول الأخرى فإنَّه يفضل ارتفاع نسبة الكولسترول النافع إلى حدٍّ ما في الدم، إذ إنَّه كما ذكر سابقاً ينخفض خطر الإصابة بالنوبة القلبية والجلطة الدماغية لدى الأشخاص الذين ترتفع لديهم نسبة الكولسترول النافع بشكل طبيعي، وعلى العكس من ذلك فإنَّ انخفاض نسبة الكولسترول النافع عن الحدِّ الطبيعي يؤدي إلى ارتفاع خطر الإصابة بأحد أمراض القلب بشكل كبير، أما بالنسبة للقيم الطبيعية وحدِّ الخطورة فيجب أن لا تنخفض نسبة الكولسترول النافع أو HDL لدى الرجال عن 40 ملغ/ ديسيلتر وعن 50 ملغ/ ديسيلتر لدى النساء، وأن تساوي 60 ملغ/ ديسيلتر أو أكثر لدى النساء والرجال.
وفي الحقيقة فإنَّ الحالة الصحية للشخص، وصحة القلب لديه، وقيمة الكولسترول النافع تلعب دوراً مهماً في تحديد مدى خطورة انخفاض الكولسترول النافع وكيفية التعامل معه، ففي حال كان الشخص يعاني من انخفاض في قيمة الكولسترول النافع بالإضافة إلى الوزن الزائد والتدخين فقد يكون للامتناع عن التدخين، واتباع نمط حياة صحي، وممارسة التمارين الرياضية لخفض الوزن تأثير كبير في استعادة النسبة الطبيعية للكولسترول النافع في الدم دون الحاجة إلى اللجوء لأحد أنواع العلاجات الدوائية، ومن الجدير بالذكر أنَّه تعد نسبة الكولسترول النافع 40 ملغ/ ديسيلتر وأقل عامل خطر كبير للإصابة بأمراض القلب.
يعد مؤشر نسبة الكولسترول الكامل إلى نسبة الكولسترول النافع (بالإنجليزية: Total-cholesterol-to-HDL ratio) مهماً في تحديد خطر الإصابة ببعض أمراض القلب، مثل داء الشريان التاجي (بالإنجليزية: Coronary heart disease)، ويمكن حساب هذه النسبة من خلال تقسيم قيمة الكولسترول الكامل على قيمة الكولسترول النافع، وفي حال ارتفاع قيمة المؤشر يرتفع خطر الإصابة بهذه الأمراض، ويفضل انخفاض المؤشر عن قيمة 5:1، بينما تُقدَّر النسبة المثالية بما يقل عن 3.5:1 من قيمة المؤشر.
يُستنتج من الفقرات السابقة أنَّ لرفع نسبة الكولسترول النافع دوراً مهماً في الحدِّ من خطر الإصابة بأمراض القلب، لذلك يجب الحرص على المحافظة على النسبة الطبيعية للكولسترول النافع في الدم، وتجدر الإشارة إلى أنَّه لا يوجد إلى الآن أي دواء يساعد على رفع نسبة الكولسترول النافع في الدم بشكل مباشر، بينما توجد بعض الأدوية التي تساعد على خفض نسبة الكولسترول الضار في الدم، مثل أدوية الستاتين (بالإنجليزية: Statins)، ومنها دواء أتورفاستاتين (بالإنجليزية: Atrvastatin)، ودواء سيمفاستاتين (بالإنجليزية: Simvastatin)، ويعتمد رفع نسبة الكولسترول النافع في الدم بشكل مباشر على إجراء بعض التغييرات الصحية على نمط الحياة، ومنها ما يأتي: