تعرّف الزكاة في الشرع: بأنّها دفع جزءٍ مخصوصٍ من مالٍ مخصوصٍ، لأصنافٍ مخصوصةٍ، بشروطٍ مخصوصةٍ، والزكاة فريضةٌ من فرائض الإسلام، يُثاب ويُؤجر من قام بها، ويأثم من قصّر وتهاون فيها، كما يكفر من جحد بها وأنكرها؛ لأنها تعدّ من المعلوم من الدين بالضرورة، وإن امتنع قومٌ عن أدائها كان على الإمام أن يقاتلهم، كما فعل أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- مع المرتدين، حيث دلّ على وجوبها القرآن الكريم، والسنة النبوية، والإجماع، حيث قال الله تعالى: (وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ)، ومن السنة النبوية قول الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- لمعاذ بن جبل عندما أرسله إلى اليمن: (أعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد في فقرائهم)، وتجب الزكاة في أنواعٍ محددةٍ من المال، وهي: الأنعام؛ أي الغنم والإبل والبقر، والمعشرات؛ أي القوت الذي يجب فيه العُشر أو نصفه، والنقد؛ أي الذهب والفضة، وعروض التجارة، أي التي يُراد بيعها والمتاجرة فيها، والفطرة؛ أي صدقة الفطر.
ويُشترط لوجوب الزكاة على الإنسان أن يكون مسلماً، بالغاً، عاقلاً، حرّاً، وألّا يكون مطالباً بدينٍ لجهةٍ ما كمّا اشترط الحنفية، وأن يكون مالكاً للنصاب الواجب للزكاة شرعاً، وفيما يتعلّق بالمال الذي تجب فيه الزكاة؛ فهو ما كان داخلاً في مِلك الإنسان، وما كان قادراً على التصرّف فيه، والانتفاع به، كمّا يُشترط فيه أن يكون قابلاً للنمو والزيادة، وأن يكون زائداً عن حاجة الإنسان الاصلية، وقد حال عليه الحول؛ إن كان من الأصناف التي يُشترط الحول لوجوب الزكاة فيها، والحِكم من مشروعية الزكاة كثيرةٌ؛ منها: أنّ في أداء الزكاة إعانةٌ للفقير، وتقويةٌ للعاجز على أداء فرائض الله عزّ وجلّ، وتطهّر نفس المزكّي من أنجاس الذنوب ومن البخل والشحّ؛ حيث إنّ عادة نفس الإنسان الضنّ بالمال والحرص عليه، فتأتي الزكاة لتعوّده على خلق الجود والكرم، كمّا أنّ في أدائها شكراً لله -تعالى- من المزكّي على إنعامه عليه بالأموال والخيرات، فالله سبحانه هو الرازّق، والمتفضّل على الناس بكلّ ما لديهم من أموالٍ، وشكر النعمة واجب عقلاً وشرعاً.
يُراد ببهيمة الأنعام ثلاثة أنواعٍ، وهي: الغنم، والإبل، والبقر، وللزكاة فيها حالتين، وفيما يأتي بيانهما بشكلٍ مفصّلٍ:
فيما يتعلّق بنصاب بهيمة الأنعام؛ فإنّ أقلّ نصابٍ للبقر هو 30 بقرةٌ، وأقلّ نصابٍ للغنم 40 شاةٍ، وأقلّ نصابٍ للإبل هو 5 من الإبل، وفيما يأتي بيان مقدار الزكاة الواجبة في كلّ نوعٍ منها:
موسوع ةموضوع