ما هي شروط الحجاب الشرعي

الكاتب: مروى قويدر -
ما هي شروط الحجاب الشرعي

ما هي شروط الحجاب الشرعي.

 

 

معنى الحجاب:

 

  • معنى الحجاب في اللغة: السّتر، يقال: حُجِب الشيء حجباً وحجاباً، وحَجَبَه: أي ستره، وامرأة محجوبة: أي أنها قد لبست شيئاً حجبها عن الناس، أو أنّها استترت بشيء حجب الناس عن أن يروها.
  • الحجاب في الاصطلاح: هو ما تلبسه المرأة من الثياب لستر عورتها عن الأجانب من غير المحارم، وبناءً على ذلك فإن الحجاب يشمل ستر جميع الجسد ابتداءً من أعلى الرأس وحتى باطن القدمين.

 

شروط الحجاب الشرعي:

 

هنالك مجموعة من الشروط التي ينبغي توافرها في الحجاب لكي يتّصف بكونه حجاباً شرعياً، فالتزام المسلمة بتلك الشروط في حجابها يدلّ على مدى التزامها بأحكام الله والتصديق بما جاء به الوحي، وإن فُقدت إحدى تلك الشروط من حجابها؛ فإنّها قد أساءت تطبيق ما فرضه الله عليها، ويمكن إجمال الشروط التي يجب توافرها في الحجاب الشرعي بما يلي:

  • يُشترط في الحجاب الشرعي أن يكون ساتراً لجميع الجسد (من أعلى الرأس إلى أسفل القدمين)، ويُستثنى من ذلك الوجه والكفين، وقد اختلفت الروايات عند الفقهاء في حكم تغطية الوجه؛ حيثُ ذهب فريقٌ منهم إلى أنّه يجب تغطية الوجه كما يجب تغطية باقي البدن، ودليلهم لقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا)، فقالوا أنّ قول الله تعالى (يدنين) في الآية يعني وجوب تغطية الجسد كاملاً، ويُعتبر الوجه والكفّين من ضمن الجسد، وذهب فريقٌ من العلماء إلى أنّ الوجه والكفين ليسا من ضمن قوله تعالى سابق الذكر، وبناءً على ذلك فلا يشملهما الحجاب الشرعي؛ فلا تكون تغطيتهما واجبةً، واستدلّوا على ما ذهبوا إليه بقول النبي -صلى الله عليه وسلم- لأسماء بنت أبي بكر لما دخلت عليه بثيابٍ رقيقة: (يا أسماءُ إن المرأةَ إذا بلغتِ المَحِيضَ لم يَصْلُحْ أن يُرَى منها إلا هذا وهذا وأشار إلى وجهِه وكَفَّيْهِ)، فقد استثنى رسول الله -عليه الصلاة والسلام- الوجه والكفّين من التغطية في الحديث السابق؛ ممّا يدل على جواز كشفهما وعدم وجوب ذلك.
  • يُشترط أن يكون الحجاب فضفاضاً؛ فإذا كان اللباس ضيّقاً أو أنّه يصف الجسم ويظهر تفاصيله، فإنّ ذلك الحجاب لا يُعتبَر حجاباً شريعاً؛ لمخالفته أحد شروط الحجاب، وينطبق ذلك على جميع لباس المرأة الذي يغطّي جسمها من أعلى رأسها إلى أُخمُص قدميها.
  • ألّا يكون اللباس أو الحجاب رقيقاً؛ فيُظهِر ما تحته من الجسد أو الثّياب؛ لأنّ ذلك يثير الفتنة والشهوة عند الرجال؛ حيثُ إنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قد نهى أسماء بنت أبي بكر عن لبس مثل تلك الثياب عندما رآها تلبس ثياباً رقيقة، فأعرض عنها ثمّ قال لها: (يا أسماءُ إن المرأةَ إذا بلغتِ المَحِيضَ لم يَصْلُحْ أن يُرَى منها إلا هذا وهذا وأشار إلى وجهِه وكَفَّيْهِ)، فإنّ اللباس الذي يُظهر ما تحته لا يقوم بالوظيفة التي شُرّع لأجلها وهي الستر والتغطية؛ بل إنّه يثير الشهوة ويحرّكها.
  • يشترط في الحجاب ألّا يكون من اللباس المتعارف عليه (كونه من لباس الرجال)؛ للنّهي عن تشبه النساء بالرجال، وقد روي ابن عباس -رضي الله عنهما- في ذلك قوله: ( لعنَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ ؛ المتشبِّهاتِ بالرِّجالِ منَ النِّساءِ والمتشبِّهينَ بالنِّساءِ منَ الرِّجالِ)، فلا يجوز للنساء لبس ما فيه تشبُّه بالرجال، وإنْ فعلْنَ فإنّ ذلك لا يُعتبَر حجاباً شرعياً، كما أنّه لا يجوز للرجال التشبه بالنساء من ناحية اللباس وغيره، وكما يُشترط في الحجاب ألّا يكون فيه ما يشير على كونِه من لباس الشُهرة؛ كالتشبّه بأهل المعاصي أو الكفّار، ولبس ما يوافق لباسهم، أو أن يكون فيه تكبّر أو إسراف أو خيلاء.
  • يُشترَط كذلك ألّا يكون في الحجاب رائحة عطرٍ ظاهرةٌ، وذلك لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أيُّما امرأةٍ تطيَّبت، ثمَّ خرَجت إلى المسجِدِ، لم تُقبَلْ لَها صلاةٌ حتَّى تغتسِلَ).

 

الحجاب في الإسلام:

يُعدُّ الحجاب دليلاً على طهارة القلب، وصدق الإيمان، وصفاء الاعتقاد؛ حيثُ إنّ الحجاب والالتزام به يدفع الفتنة عن المرأة المسلمة ويَعفُّها، وهو دليلٌ على أنها امرأةٌ لا تقبل إلا بكل ما هو حسن، كما أنّ الحجاب يحفظ المرأة المسلمة ويجعل لها مكانةً خاصةً في المجتمعات عموماً وفي المجتمع الإسلامي خاصةً، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا). إنّ أهم ما يدعو إليه الحجاب من الخصال الطيبة خصلتيّ العفّة والحياء، وهما من علامات الإيمان ودلائله؛ حيثُ إنّ الإيمان أمرٌ قائمٌ على الاعتقاد القلبي بالدرجة الأولى؛ إلا أنّه يمكن الاستدلال على صدقه من خلال أعمال المؤمن وأقواله، وبالتالي فإنّ القلب وعاء، وحسبما يكون محتواه يكون شكله الخارجي (العمل).

شارك المقالة:
80 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook