لا شكَّ أنّ سُنّة الله قائمة في عقاب المُستكبرين من اليهود، ممّن دخلوا عميقاً في مُستنقع الحقد، أصحاب النّفوس الخسيسة، ناقضي العهود، المجبولين على الخديعة والمكر، فلهم الخُسران في الدنيا والآخرة، فصفاتهم النتنة ظاهرة بجلاء، لا تُخطئها عقول ولا أفئدة،ومنها ما ذُكر في سورة الحشر، وهي:
لقد بيّن الله تعالى في كتابه العزيز أنّ اليهود أكثرُ الناس عداوةً وإشعالاً للفتن ضدّ المسلمين، فلم يسلم منهم أحد، حتى الواحد القهار، فقالوا نحن أغنياء والله فقير، فلهم من الصفات السيئة الذميمة، والمُتأصلة فيهم الكثير، ومنها:
لقد قطعَ اليهود حبلَ الله معهم، بتكذيبهم الأنبياء وقتلهم، وتحريفهم كتاب تعالى، وهم سائرون في طريق قطع حبالهم مع النّاس، بما يحملون في أعماقهم من الغدر، والخيانة، والفساد، فحياتهم حلقة من الخوف، والرعب، والذي تضمحلّ به قلوبهم، وهذا الشّعور المُتناقل فيهم من جيل إلى جيل جعلهم يؤمنون أنّ حماية أنفسهم تتأتّى من الحصون، والكهوف، والجدران، فكانوا متفاخرين بحصونهم، وقراهم المانعة عليهم في الجزيرة العربية، كخيبر، وغيرها، وفي العصور الوسطى اجتمعوا في أحياء مُحصّنة لا يدخلها أحد سواهم، وقد استلهموا هذه الأفكار من كتابهم المحرّف العهد القديم، أمّا حديثاً فقد بنوا خط بارليف، والجدار العنصري العازل في أرض فلسطينَ المحتلّة، وهو جدار له العديد من الغايات، إلّا أنّ من أبرزها التحصّنَ خلفه، وحصار أهل الأرض من العرب الفلسطينيين.
موسوعة موضوع