يعرّف البلغم بأنّه مادة تتكّون من اللُّعاب والمُخاط تصل إلى الفم نتيجة رد فعل الكحّة، ويكون مصدرها من الرئتين، أو القصبات الهوائيّة، أو من الشُّعَب الهوائيّة. قد تكون هذه الإفرازات ملوّثة باحتوائها على الميكروبات كالبكتيريا أو الفيروسات، وقد تحتوي على الدم، أو قد تحتوي على أنواع مُحدّدة من الخلايا تختصّ بها أمراض معينة، مثل التهابات الرّئة، والسلّ، ومرض الإيدز (متلازمة العوز المناعيّ المُكتسب)، وسرطان الرّئة، وبالتالي تُساهم في تشخيص تلك الأمراض.
قد يظهر البلغم بألوان عدّة، وكلّ لون منها يدل على حالة صحيّة مُعيّنة؛ فالبلغم الأبيض أو الرماديّ يدل على الإصابة بالتهاب المجاري التنفسيّة العُليا أو باحتقان الجيوب الأنفيّة، وقد يدلّ الرماديّ بالذات على التّدخين أو استنشاق كمّيات كبيرة من مُلوثات الهواء والغبار. واللّون الأخضر أو الأصفر الدّاكن يُشير إلى الإصابة بعدوى فيروسيّة أو بكتيرية، أو التهاب الجيوب الأنفيّة، وقد أشارت إحدى الدّراسات إلى أنّ ظهور البلغم الأخضر لا يعني بالضّرورة الإصابة بالالتهاب. أمّا البلغم البنيّ فيعاني منه المُدخّنون بالذات، وإذا لم يكن هو السبب فإنّ تناول بعض الشوكولاته أو شرب القهوة قد يؤدي إلى ظهوره. وهنالك أيضاً اللّون الوردي؛ إذ قد يعني ظهوره الإصابة بالوذمة الرئويّة (وجود سوائل في الرئتين)، وقد ينشأ كذلك نتيجةً لنزيف بسيط. أمّا البلغم مع الدم فيدل على الإصابة بالتهاب القصبات الهوائيّة إذا جاء على شكل خيوط، أما خروج كميّة لا بأس بها من الدم مع الكحة فقد يشير إلى الإصابة بالسلّ، أو الالتهاب الرئويّ، أو سرطان الرّئة، أو الانسداد الرئويّ.
هنالك طرق عدّة للتخلّص من البلغم، وتُعتبر الطرق المنزليّة أكثرها استخداماً، ومُتوفّرة تقريباً عند الجميع. وهنالك أيضاً عدّة أنواع من الأدوية المُستخدمة لعلاج البلغم. أما الطرق المنزلية فهي كالآتي:
وأمّا الأدوية المستخدمة في العادة لعلاج البلغم فتسمّى بالمقشّعات؛ وهي مركبات كيميائيّة تعمل على تسهيل خروج البلغم من الرئتين والمجاري التنفسيّة، وتُستخدم هذه المركبات عادة كمزيج مع أدوية الكحّة. ومن أشهر هذه المركبات؛ غوايفينيسين، وبوتاسيوم أيوديد، وكاربوسيستين، وبوتاسيوم غواياكوسلفونيت، وغيرها.