إنّ عضة الصقيع -أو قضمة الصقيع- هي الإصابة التي تحصل عند تجمّد البشرة والأنسجة التي تكون تحتها، فبداية تصبح البشرة باردةً للغاية ومُحمرّة، ومن ثمّ تصبح مخدرّة وقاسية وشاحبة، وتشيع هذه الحالة بشكل رئيس في أصابع اليدين وأصابع القدمين والأنف والأذنين والذقن والخدّين، فالبشرة المتعرّضة للبرد وللطقس العاصف تُعدّ معرّضة بشكل أكبر لهذه الإصابة، ولكنّ عضة الصقيع يمكن أن تحدث في مناطق الجلد المُغطّاة بالقفّازات والألبسة الأخرى، وسيتم الحديث في هذا المقال عن أسباب حدوث عضة الصقيع ودرجاتها، كما سيتمّ ذكر الإسعافات الأولية المقدّمة للشخص المصاب.
يُعدّ الجلد أكبر أعضاء الجسم، ويحتوي على العديد من الطبقات المختلفة عن بعضها البعض، ويقوم الجلد بحماية الإنسان والسماح له بالإحساس بمختلف الأشياء التي تحدث في البيئة المحيطة عن طريقة حاسّة اللمس، ومن الممكن أن توجد الأوعية الدموية في مختلف أنحاء الجسم، ومن ضمنها الجلد، حيث تعمل على حمل الدم إلى الأنسجة المختلفة لإبقائها في طبيعتها، وعند وجود البرد من مصدر خارجي، تتقلّص هذه الأوعية الدموية، ممّا يجعلها أكثر ضيقًا لمرور الدم من خلالها، وخصوصًا في مناطق الأطراف ونهاياتها كأصابع اليدين والقدمين، وذلك يحدث بشكل رئيس من أجل الحفاظ على درجة حرارة الجسم المركزيّة، ومع مرور الوقت، يؤدّي نقص جريان الدم إلى تلك المناطق البعيدة إلى أذية الجلد والأنسجة التي تليه.
تحدث عضة الصقيع عندما تبرد الأنسجة الموجودة تحت الجلد وتتجمّد، ويُعدّ السبب الأول والرئيس لحدوث هذه الأذية هو التعرّض للأجواء الباردة، ولكنّها يمكن أن تحدث نتيجة التماس المباشر مع الثلج أو المعادن الباردة أو السوائل شديدة البرودة، ومن الحالات التي يمكن أن تقود إلى حدوث عضة الصقيع ما يأتي:
يمكن أن تحدث عضة الصقيع بالعديد من الدرجات والمراحل، وذلك بحسب التعرّض وشدّته وزمن التعرض، ويمكن تمييز ثلاث درجات من هذه الحالة بشكل رئيس، ويمكن تصنيفها بالترتيب من حيث شدّة الإصابة على الشكل الآتي:
وهي الدرجة الخفيفة من عضة الصقيع، فالتعرّض المستمر للبرد يمكن أن يقود إلى الخدر في المنطقة المتأثرة، وبينما يزداد دفء المنطقة، يمكن أن يشعر الشخص بالألم والتنميل، ولا تؤدّي لسعة البرد إلى الأذية الدائمة في البشرة.
والتي تتظاهر باحمرار البشرة، والتي تتحوّل إلى اللون الأبيض أو الشاحب، وقد يشعر الشخص بالدفء في المنطقة، إلّا أنّ هذا الأمر يُعدّ علامةً للأذية الجلدية الخطيرة، وعند محاولة تدفئة منطقة الإصابة في هذه المرحلة، يمكن أن يبدو الجلد بشكل منقّط، كما أنّ الشخص يمكن أن يشعر بالوخز والحرق والتورّم، كما تُشاهد النفطات المليئة بالقيح بعد 12 إلى 36 ساعة من تدفئة البشرة.
مع تقدّم الحالة الحاصلة، يمكن أن تصيب جميع طبقات الجلد، مع الأنسجة الموجودة تحت الجلد، وقد يتحوّل لون الجلد إلى اللون الأبيض أو الأزرق، كما يمكن أن يشعر الشخص بالخدر، بالإضافة إلى خسارة جميع الأحاسيس بالبرد أو الألم أو الانزعاج في المنطقة المصابة، ومن الممكن أن تتوقّف المفاصل والعضلات عن العمل، وتتظاهر البثور كبيرة الحجم بعد 24 إلى 48 ساعة من إعادة تدفئة المنطقة، وبعد ذلك يمكن أن تتلوّن البشرة باللون الأسود وتزداد قساوتها مع التموّت النسيجي الحاصل.
من الممكن أن يعاني الشخص المصاب بعضة الصقيع في اليدين أو القدمين بما يُعرف أيضًا بانخفاض حرارة الجسم hypothermia، ولذلك يجب علاج هذه الحالة والسعي للتخلص من المضاعفات الناتجة عنها قبل الشروع بعلاج عضة الصقيع، ويمكن القيام بالخطوات الآتية عند الشك بوجود قضمة الصقيع عند الشخص: