ما هي فائدة الوضوء قبل النوم

الكاتب: مروى قويدر -
ما هي فائدة الوضوء قبل النوم

ما هي فائدة الوضوء قبل النوم.

 

 

معنى الوضوء:

 

الوضوء لغةً من الوضاءة، أي الحُسن والنَّظافة، والوَضوء (بالفتح): الماء الذي يُتَوَضأ به، وقيل المصدر (الوُضوء) بالضمّ.


أما الوضوء في اصطلاح الفقهاء فقد عُرّف بعدّة تعريفات منها:

  • عرّفه الشافعيّة بأنّه (استعمال الماء في أعضاءٍ مخصوصةٍ مُفتَتَحاً بالنِّيَة).
  • عرَّفه الحنفيّة (الوضوء هو الغُسلُ والمَسْحُ على أعضاءٍ مَخصوصةٍ).
  • عرّفه المالكيّة بأنَّه (تطهير أعضاءٍ مَخصوصةٍ بالماء لتُنَظَّف وتُحَسَّن وترفع حكم الحدث عنها، لتُستَباحُ بها العبادة الممنوعة من قبل).
  • عرّفه الحنابلة بأنَّه (استِعمَالُ مَاءٍ طَهُورٍ فِي الأَعضَاءِ الأَربَعَةِ؛ وَهِيَ الوَجهُ، وَاليَدَانِ، وَالرَّأسُ، وَالرِّجلَانِ عَلَى صِفَةٍ مَخصُوصَةٍ فِي الشَّرعِ، بِأَن يَأْتِيَ بِهَا مُرَتَّبَةً مُتَوَالِيَةً مَعَ بَاقِي الفُرُوضِ والشّروط).

 

حكم الوضوء قبل النّوم:

 

اختلف الفقهاء في حكم الوضوء قبل النّوم؛ فذهب جمهور الفقهاء من الحنفيّة والحنابلة والشافعيّة (غير البغويّ) إلى أنَّ الوضوء قبل النّوم سُنّة، وقد استدلّوا على ما ذهبوا إليه بقول النّبي عليه الصّلاة والسّلام: (إذا أتيت مضجعك فتوضّأ وضوءك للصّلاة، ثم اضطجع على شقّك الأيمن). وذهب المالكيّة إلى أنَّ الوضوء قبل النّوم مُستحبٌ.

 

فائدة الوضوء قبل النّوم:

 

ذُكر للوضوء قبل النّوم عدّة فوائد يُشار إليها فيما يأتي:

  • الوضوء قبل النّوم يجلب النّشاط ويُعين على الاستيقاظ باكراً: عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الْأَيْمَنِ، ثُمَّ قُلْ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لَا مَلْجَأَ وَلَا مَنْجَا مِنْكَ إِلَّا إِلَيْكَ، اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ فَأَنْتَ عَلَى الْفِطْرَةِ، وَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ. قال: فَرَددْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا بَلَغْتُ: اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، قُلْتُ: وَرَسُولِكَ، قَالَ: لَا، وَنَبِيِّكَ الذِي أَرْسَلْتَ)
في هذا الحديث النبويّ يُرغّب النبي عليه الصّلاة والسّلام أمّته في الوضوء قبل النّوم والدعاء بما ورد عنه، فيقول عليه الصّلاة والسّلام للبراء بن عازب: إذا أردت أن تذهب إلى نومك توضّأ قبل أن تذهب إلى فراشك وضوءاً كاملاً كما لو كنت تتوضأ للصَّلاة، حتّى تنام وأنت على طهارة تامّة، وليكن نومك على جنبك الأيمن؛ لأنّه يجلُب لك النّشاط والاكتفاء بالقليل من النّوم، ويُعينك على الاستيقاظ في آخر اللّيل، ولأنّه ينفع القلب لخفّته عليه، ثم أُدعُ الله وقل: (اللهم أسلمت وجهي إليك) أي: أسلمت روحي عند نومي، وأودعتها أمانة لديك، (وفوّضت أمري إليك) أي: توكّلت في جميع أموري عليك راجياً أن تكفيني كل شيء، وتحميني من كل سوء، و(ألجأت ظهري إليك) أي: تحصّنت بجوارك، ولجأت إلى حفظك، فاحرسنِي بعينك التي لا تنام، (رغبة ورهبة إليك) أي: فعلتُ ذلك كله طمعاً في رحمتك وخوفاً منك، فامنن عليّ برحمتك، وقِنِي عذابك (لا ملجأ ولا منجى منك إلاّ إليك) أي: فإنّه لا مفرّ منك إلاّ إليك، ولا ملاذ من عقوبتك إلاّ بالالتجاء إليك، (آمنت بكتابك الذي أنزلت) وهو القرآن الكريم (ونبيك الذي أرسلت) وهو محمد عليه الصّلاة والسّلام، فإن مِتَّ من ليلتك فأنت على الفطرة) أي: فإن متَّ في تلك اللّيلة التي نمت فيها على وضوء، ونمت على شقّك الأيمن، وتحصّنت فيها بهذا الذّكر فإنّك تموت على دين الإِسلام وسُنّة نبيه خير البشر.
  • ولفضل الوضوء قبل النّوم وأهميّته جعل الإمام البخاريّ في صحيحه باباً ختم به كتاب الوضوء أسماه (بَاب فَضْلِ مَنْ بَاتَ عَلَى الْوُضُوءِ).
  • عندما يبيت الشّخص على طهارة يكون بعيداً عن تلاعب الشّيطان به أثناء نومه.
  • الوضوء قبل النّوم يجعل المُسلم مُستعداً للقاء الله: يُعدُّ النّوم موتةً ُصغرى، ولا يدري المرء متى يحين أجله، يقول الله تعالى: (الله يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى)، فالنّوم يمكن أن يُطلَق عليه الموت مجازاً؛ لأنّ الرّوح تنقطع عن البدن، ولذا ينبغي أن يستعد الإنسان لذلك بالوضوء قبل النّوم.
  • الوضوء قبل النّوم مَجلبةٌ للاستغفار: فإنّ من بات طاهراً بات معه ملكٌ يستغفر له، قال الرّسول عليه الصّلاة والسّلام: (من بات طاهراً بات في شعاره ملك، فلا يستيقظ إلا قال الملك: اللهم اغفر لعبدك فلان، فإنّه بات طاهراً).
شارك المقالة:
76 مشاهدة
المراجع +

موسوعة موضوع

هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook