يُفرَز هرمون النموّ بعد تصنيعه في الجسم على شكل نبضات، وتختلف حجم النبضة الواحدة ومدّتها باختلاف الوقت من اليوم، وجنس الفرد، وعمره، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا هو السبب وراء عدم الاعتماد على قياسات اختبار مستوى هرمون النموّ العشوائية عادةً، إذ من الطبيعي أن يكون مستوى الهرمون مرتفعًا في حال تم أخذ عينة الدم خلال نبضة إفراز الهرمون، بينما من الطبيعي أن يكون مستوى الهرمون منخفضًا في حال تم أخذ عينة الدم بالوقت القريب من نهاية نبضة إفراز الهرمون في الجسم، وبناءً على ذلك فإنّ قياس مستوى هرمون النموّ يكون أكثر نفعًا عند قياسه كجزء من اختباري التحفيز أو التثبيط،وفي هذا السياق يجدر بيان أنّ اختبار التثبيط يقيس كمية هرمون النموّ المُنتَجة في الجسم عندما يتم تثبيط عمل الغدة النخامية كي لا تُنتِج هرمون النموّ، بينما يقيس اختبار التحفيز كمية هرمون النموّ المُنتَجة عندما يتم تحفيز الغدة النخامية لكي تنتج هذا الهرمون، وفي الحقيقة فإنّ هناك العديد من العوامل التي قد تتداخل مع اختبار مستوى هرمون النموّ بحيث تؤثّر على ذلك سواء بزيادة أو تقليل مستوى الهرمون، مثل؛ الإجهاد والتوتر، وممارسة التمارين الرياضية، واستخدام بعض الأدوية، إضافة إلى مستوى سكر الجلوكوز في الدم، لذلك غالبًا ما يتم إجراء اختبار هرمون النموّ باستخدام هرمونات أخرى مثل عامل النموّ الشبيه بالإنسولين-1 (بالإنجليزيّة: Insulin-like growth factor-1).
يُستخدم اختبار تحفيز هرمون النموّ (بالإنجليزيّة: Growth hormone stimulation test) بهدف قياس قدرة الجسم على إنتاج هرمون النموّ،ويقوم الطبيب عادةً بتحديد اختبار تحفيز هرمون النموّ المناسب للفرد، ويتم تنبيه الغدّة النخامية لإفراز وتحرير هرمون النموّ من هذه الغدة إلى مجرى الدم عن طريق إعطاء المريض دواءً معيّنًا من أجل ذلك، ومن ثمّ يتم تسجيل الاستجابة لهذا المنبه من خلال قياس عدّة مستويات لهرمون النموّ في الدم في أوقات مختلفة بعد تناول الدواء.
قد يُطلب إجراء اختبار تحفيز هرمون النموّ في بعض الأحيان للأطفال أو للبالغين، وفيما يأتي بيان ذلك:
هناك بعض الإجراءات التحصيرية قبل البدء بالاختبار، ولعلّ من أبرزها؛ التوقف عن تناول الطعام قبل 10 إلى 12 ساعة من موعد إجراء الاختبار؛ حيث إنّ تناول الطعام قد يؤثر في نتيجة الاختبار في بعض الأحيان، كما ينبغي على الفرد استشارة الطبيب أو مقدّم الخدمة الطبية بخصوص الأدوية التي يتناولها، وذلك لأنّ هناك بعض الأدوية التي قد تؤثر في نتيجة الاختبار ويجب التوقف عن تناولها قبل إجراء الاختبار، وتجدر الإشارة إلى أنّ إجراء الاختبار لطفل يحتاج إلى خطوة تحضيرية إضافية، والتي تتمثّل في شرح آلية إجراء الاختبار خطوة بخطوة وتوضيح الهدف منه، وذلك لجعل فكرة الاختبار مألوفة ومقبولة لدى الطفل، وتقليل القلق الذي سيشعر به حينها.
يتضمّن إجراء اختبار تحفيز هرمون النموّ مجموعة من الخطوات، والتي تحتاج إلى بضعة ساعات تتراوح بين ساعتين وخمس ساعات، وتتلخّص فيما يأتي:
يمكن تفسير نتائج الاختبار كما يأتي:
يُستخدم اختبار تثبيط هرمون النموّ (بالإنجليزيّة: Growth hormone suppression test) للتعرّف على كيفية تأثير حالة ارتفاع سكر الدم على هرمون النموّ؛ حيث إنّه من الطبيعي أن ينخفض مستوى هرمون النموّ في الجسم عند تناول الطعام الغنيّ بالسكر، بينما يبقى الهرمون مرتفعًا في حال كان يُعاني الفرد من مشكلة ضخامة الأطراف، وخلال هذا الاختبار يتم فحص مستوى هرمون النموّ قبل تناول شراب محضّر من سكر الجلوكوز وبعد تناوله.
تجدر الإشارة إلى أنّ هذا الاختبار ليس جزءًا من الفحص الروتيني، ولكن يتم إجراء هذا الاختبار عند ظهور علامات واضحة تشير إلى زيادة مستوى هرمون النموّ لدى الفرد، وفيما يأتي الحالات التي تستدعي إجراء اختبار تثبيط هرمون النموّ:
تتمثّل التحضيرات لإجراء اختبار تثبيط هرمون النموّ بالتوقّف عن تناول الطعام و الحدّ من ممارسة الأنشطة البدنية قبل 10 إلى 12 ساعة من البدء بالفحص، وفي الواقع يجب التحدث مع مقدّم الخدمة الطبية بخصوص تناول الأدوية العلاجية المعتادة للمريض؛ حيث إنّه قد يتم إيقاف تناول بعض الأدوية التي من شأنها أن تؤثر في نتيجة الفحص، ومن أهمّها الهرمونات القشرية السكرية (بالإنجليزيّة: glucocorticoids) مثل؛ بريدنيزون (بالإنجليزيّة: Prednisone)، وهيدروكورتيزون (بالإنجليزيّة: Hydrocortisone)، وديكساميثازون (بالإنجليزيّة: Dexamethasone)، بالإضافة إلى ذلك فيجب على الفرد الاسترخاء والتوقف عن عمل أي جهد بدني قبل البدء بالاختبار بحوالي 90 دقيقة، وذلك لأنّ هذه الأنشطة قد تؤثّر في مستوى هرمون النموّ في الجسم.
يحتاج إجراء هذا الاختبار إلى سحب ثلاث عينات من الفرد على الأقل، ويتم ذلك حسب الآلية التالية:
قد تتباين المعدّلات الطبيعية لمستوى هرمون النموّ عند إجراء اختبار تثبيط هرمون النموّ في مختبرات مختلفة، وذلك بناءً على أدواة القياس والعينات المستخدمة لإجراء الاختبار، لذلك فإنّه من الضروريّ متابعة تحليل نتائج الاختبار بمساعدة مقدّم الخدمة الطبية الخاص بالفرد، وبشكل عام فإنّ النتيجة الطبيعية لهذا الاختبار بأن يكون مستوى هرمون النموّ أقل من 1 نانوغرام/مل، وتجدر الإشارة إلى أنّ مستوى هرمون النموّ لدى الأطفال قد يرتفع عن ذلك نتيجة حدوث حالة يُطلق عليها نقص سكر الدم التفاعلي (بالإنجليزيّة: Reactive hypoglycemia)، وفي حال بقي مستوى هرمون النموّ مرتفعًا خلال الاختبار فهذا يُشير إلى وجود مشكلة أو خلل طبي معيّن، وفي الحقيقة يجب إعادة إجراء اختبار تثبيط هرمون النموّ مرّة أخرى للتأكد من صحّة النتائج، وتجدر الإشارة إلى أنّه قد تختلف نتائج الاختبار بين الأفراد بشكل طبيعي لاختلاف العمر، والجنس، والتاريخ الصحي، والطريقة المتّبعة لإجراء الاختبار وغيرها من العوامل، وعليه يمكن أن يتم تفسير النتائج المختلفة بأنّها طبيعية ولا مشكلة فيها في بعض الحالات.
يُشير المستوى المرتفع لهرمون النموّ إلى وجود أحد المشاكل التالية:
يعتمد الطبيب في بعض الأحيان على إجراء اختبار سوماتوميدين C (بالإنجليزيّة: Somatomedin C) والمعروف باختبار عامل النموّ الشبيه بالإنسولين-1 لتقدير الوضع الطبيعي لمستويات هرمون النموّ لدى الفرد؛ حيث إنّ مستوى هرمون النموّ يستمرّ في التباين والاختلاف على مدار اليوم مع تغيير النظام الغذائي ومستوى النشاط البدني، بينما يُعتبر مستوى عامل النموّ الشبيه بالإنسولين-1 أكثر ثباتًا واستقرارًا خلال اليوم، الأمر الذي يؤدي إلى استخدام اختبار عامل النموّ الشبيه بالإنسولين-1 كمؤشّر عملي ومنطقي إلى حدّ ما لتقدير كميات هرمون النموّ المُنتجة بشكل عام،وتجدر الإشارة إلى أنّ عامل النموّ الشبيه بالإنسولين-1 يتم إنتاجه عن طريق الكبد، والعضلات الهيكلية، والعديد من أنسجة الجسم وذلك كنوع من الاستجابة لتحفيز هرمون النموّ، وفي الحقيقة يساهم عامل النموّ الشبيه بالإنسولين-1 في العديد من أنشطة هرمون النموّ وأهمّها؛ تنشيط نموّ العظام والأنسجة المختلفة، وتعزيز إنتاج الكتلة العضلية الخالية من الدهون.
فيما يأتي أبرز الحالات التي تستدعي إجراء اختبار عامل النموّ الشبيه بالإنسولين-1:
بشكل عام لا يحتاج هذا الاختبار إلى أيّ نوع من التحضيرات المُسبقة،إلا أنّه قد يطلب الطبيب أو مقدّم الخدمة الطبية من الشخص المعني الصيام في بعض الأحيان؛ أي التوقف عن تناول الطعام قبل فترة معينة من إجراء الفحص.
يحتاج إتمام سحب عينة الدم لإجراء هذا الفحص إلى دقائق قليلة فقط، ويتم ذلك بخطوات بسيطة تبدأ بتنظيف الفاحص لسطح الجلد بمطهّر، يليها وضع شريط مطاطي حول الجزء العلوي من الذراع، وذلك بهدف الضغط على المنطقة وامتلاء الوريد بالدم، ومن ثم يتم إدخال إبرة في الوريد وسحب عينة الدم منه، وعادةً يُسحب الدم من الوريد الموجود في الجزء الداخلي من المرفق أو الوريد الموجود على الجزء الخلفي من اليد، ويتم تجميع عينة الدم في وعاء طبي مناسب سواء كان حقنة أو قارورة زجاجية، وبعد الانتهاء من سحب الدم يزيل الفاحص الشريط المطاطي والإبرة، مع أهمية تغطية المنطقة بالقليل من القطن أو بضمادة لوقف النزيف من الوريد.
تتباين نتائج الاختبار بناءً على عدّة عوامل أهمّها؛ العمر، والنوع، والتاريخ الصحي للفرد، وآلية إجراء الاختبار، وغيرها من العوامل، وفي الحقيقة يجدر بالفرد مناقشة نتائج الاختبار مع مقدّم الخدمة الطبية وذلك لتفسير وتحليل النتائج بشكل صحيح؛ إذ قد لا تشير بعض النتائج إلى معاناة الفرد من أي مشكلة أحيانًا، وفي الوقت الحالي أصبح معروفٌ أنّ المعدّلات الطبيعية لعامل النموّ الشبيه بالإنسولين-1 تقلّ مع التقدّم في السنّ، وعليه يتم إعادة ضبط القياسات وتعديلها حسب العمر، وتكون نتائج الاختبار بوحدة نانوغرام/ملليلتر، وبالنسبة لتشخيص مشكلة ضخامة الأطراف فإنّ النتائج الطبيعية لعامل النموّ الشبيه بالإنسولين-1 مع انخفاض في مستوى هرمون النموّ يشير إلى عدم وجود المشكلة في الغالب، بينما يدلّ ارتفاع مستويات كلٍّ من عامل النموّ وهرمون النموّ إلى وجود مشكلة ضخامة الأطراف عادةً، ويجب التنويه إلى أنّ هناك بعض الحالات الإضافية التي تساهم في تغيير مستوى عامل النموّ الشبيه بالإنسولين-1 إلى ما هو أعلى أو أقلّ من الطبيعي، ومنها؛ قصور الغدّة الدرقية أو انخفاض مستويات هرمون الدرقية، وأمراض الكبد، ومرض السكري غير المُسيطر عليه