وردت الكثير من النصوص الشرعيّة التي تدلّ على فَضْل حفظ القرآن الكريم، ومنها ما يأتي:
يجب حفظ القرآن الكريم على أمّة الإسلام، بحيث لا ينقطع التواتر في نقله، ولا يتمكّن أحدٌ من إحداث أي تبديلٍ أو تحريفٍ فيه، سواءً كان ذلك بزيادة أو حذف شيءٍ من آياته، وعلى الرغم من تكفّل الله -سبحانه وتعالى- بحفظ القرآن الكريم من التبديل والتحريف منذ أن أنزله على قلب محمّد -صلّى الله عليه وسلّم-؛ إلّا أنّ الأمّة الإسلاميّة اعتنت بحفظه في كلّ عصرٍ من عصور التاريخ الإسلاميّ، وتجدر الإشارة إلى أنّ حفظ القرآن الكريم كاملاً فرض كفايةٍ على أمّة الإسلام؛ ويُقصد بفرض الكفاية أنّه إن وُجد عددٌ كافٍ من حفّاظ القرآن الكريم سقط الوجوب عن باقي الأمّة الإسلاميّة، أمّا إن لم يتوفّر العدد الكافي من الحفّاظ؛ أَثِمَ جميع المسلمين في ذاك العصر، أو في ذاك المكان، إلّا أنّ حفظ شيءٍ من القرآن الكريم؛ كسورة الفاتحة، وسورةٌ قصيرةٌ أخرى كحدٍّ أدنى؛ فرض عينٍ على كلّ مسلمٍ ومسلمةٍ، أي يجب على جميع المسلمين حفظ هذه الآيات من كتاب الله -عزّ وجلّ-، وذلك لأنّ قراءة سورة الفاتحة ركنٌ من أركان الصلاة، ولا تصحّ الصلاة إلّا بالإتيان بها، مصداقاً لما رواه عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (لَا صَلَاةَ لِمَن لَمْ يَقْرَأْ بفَاتِحَةِ الكِتَابِ).
وتجدر الإشارة إلى أنّه يجب على كلّ مَن أتمّ حفظ القرآن الكريم، أو أي سورةٍ منه؛ معاهدة ما حفظ ومراجعته بشكلٍ مستمرٍ؛ لئلا يضيع ما حفظ، فقَوْل الله -تبارك وتعالى-: ( فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ)، يُقصد به قراءة القرآن الكريم خارج الصلاة، بقصد دراسة آياته ومراجعتها حتى لا يتفلّت من الحفظ شيءٌ، وحتى لا تُنسى الآيات التي حفظها، وفي سياق الحديث عن حفظ كتاب الله -تعالى-، وحكم ذلك يجدر بيان أنّ الله -سبحانه وتعالى- قد يسّر حفظ القرآن الكريم، وتلاوته على أهل العلم، مصداقاً لقوله -عزّ وجلّ-: (بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ)، وفي الحقيقة أنّ حفظ القرآن الكريم أمرٌ مهمٌّ، سعياً في صرف الهمم نحو حفظ القرآن الكريم، وتدبر آياته، وعدم الانشغال بالدنيا، وملذّاتها، وما فيها من مُلهياتٍ.
موسوعة موضوع