كثيراً ما نسمع عن الرغبات الغريبة التي ترغب بها النساء خلال مراحل الحمل المختلفة، والتي يتمثّل أشهرها في تناول الأطعمة النادرة، أو العناصر الطبيعيّة غير القابلة للاستهلاك البشري مثل التراب والرماد وغيره، كما نجد فئة كبيرة من النساء يرغبن بتناول كميات كبيرة من الثلج يوميّاً، ممّا دفع العلماء إلى إجراء الأبحاث التي تفسر وتبرر بشكل مقنع هذه الرغبات، وقاموا بربطها بشكل مباشر في الحالة الصّحية للنساء الحوامل بشكل عام، وفيما يلي سنخصص الحديث عن مدى فائدة تناول الثلج من قبل النساء الحوامل.
لقد أُثبت علميّاً أنّ هناك علاقة وثيقة ما بين رغبة المرأة الحامل في تناول الثلج أو أكل الثلج بكميّات كبيرة، وبين وجود مشكلة صحّية لديها تتعلق في نقص الحديد في جسمها، والذي ينتج عنه نقص في مستوى الهيموغلوبين في الدم لديها، ويرافقه بالطبع مشكلة فقر الدم أو الأنيميا، أي أنّ هذه الرغبة بمثابة مؤشر واضح على ضرورة التوجه إلى الطبيب المختص لإجراء الفحوصات اللازمة التي تثبت مدى حاجة الحامل للحديد، وبالتالي ضرورة تركيزها على المصادر الطبيعيّة الغنيّة بهذا العنصر.
ربط بعض الباحثين هذه الرغبة بوجود مشاعر من القلق لدى الحامل، إلا أنّ النظرية الأولى تعد الأقوى، مع العلم أنّهم جميعاً ينصحون بتناول الثلج بكميّات منخفضة وذلك نظراً لتأثيره السلبي على الأسنان، حيث يؤدّي إلى تآكل المينا فيها، ويتسبب في أوجاع مختلفة ناتجة عن الحساسيّة، وعن تضارب درجة حرارة الثلج المنخفضة مع درجة حرارة الفم العالية، ويتسبب أيضاً في نزيف اللثة، وفي أوجاع واضحة في الفك، وصعوبة في فتح وتحريك الفم.
لا يمكننا تجاهل الجانب المشرق من تناول كميّة مناسبة من الثلج، حيث يقلّل من مشاعر الغثيان، والرغبة الملحة في التقيؤ، والتي تعاني منها النساء الحوامل بنسبة كبيرة وخاصّة في المراحل المُبكرة من الحمل.
العربية
