ما هي فوائد الكركم للبطن

الكركم

الكركم (بالإنجليزية: Turmeric)، ويُسمى في بعض الأحيان الزعفران الهندي أو التوابل الذهبية، وهو نباتٌ طويل القامة ينمو في آسيا وأمريكا الوسطى، ويمتاز بلونه الأصفر الساطع الذي يجعل منه مادةً مناسبةً لاستخدامه كصبغةٍ في بعض الثقافات، ويعتقدُ ممارسو الطبّ الأيروفيديّ قديماً بأنّه يمكن استخدام الكركم في علاج العديد من المشاكل الصحية؛ بما في ذلك الآلام المزمنة والالتهابات، وقد بدأ الطب الغربي أيضاً في دراسة الكركم كمسكنٍ للآلام وعاملٍ مساعدٍ في عملية الشفاء؛ ويعود السبب وراء تأثير الكركم الفعّال إلى احتوائه على العنصر النشط الكركمين (بالإنجليزية: Curcumin)، والذي يمتلك خصائص بيولوجيةً قوية.

فوائد الكركم للبطن

استُخدم الكركم لعدّة قرونٍ في الطب التقليدي الهندي و الصيني، إذ وُجد أنّه يساهم في تخفيف الآلام وحتى تجنب الإصابة ببعض الأمراض وذلك بفضل عنصر الكركمين الموجود فيه، وقد وُجد في دراسةٍ أجريت عام 2004 أنّ استخدام أقراص مستخلص نبات الكركم يومياً لمدّة ثمانية أسابيعٍ قد ساعد على التخفيف من آلام البطن، وفي دراسةٍ أخرى أُجريت على الفئران عام 2010، للتحقق من إمكانيات مادة الكركمين في علاج الإضطرابات الصحيّة المتعلقة بالمعدة والأمعاء؛ وشهدت الفئران بعد جرعةٍ واحدةٍ من مادة الكركمين انخفاضاً في طول الأمعاء الدقيقة، مما يعني أنّ الكركمين يمكن أنّ يخفف من تقلصات الأمعاء غير الطبيعية.

كما تمت دراسةُ تأثير الكركم على متلازمة القولون العصبي (بالإنجليزية: Irritable Bowel Syndrome)، إذ أجريت دراسةٌ حيوانيةٌ عام 2015 للبحث في تأثير الكركم على اضطرابات القولون العصبي وما يصاحبه من إجهادٍ، وقلقٍ، واكتئاب، ووجد الباحثون أنّ مادة الكركمين ساهمت في زيادة مستويات بعض البروتينات، والناقلات العصبية التي تؤثر على الحالة المزاجية في أدمغة الفئران، كما تبيّن أنّ الفئران الذين تلَقّوا الكركمين تحسنت نتائج الاختبارات السلوكية لديهم. وعلى الرغم من جميع تلك الأبحاث إلاّ أنّ هناك حاجةٌ إلى مزيدٍ من البحوث لتقييم تأثير الكركم على متلازمة القولون العصبي، ويجب عدم استخدام الكركم كروتينٍ يوميّ إلاّ بعد استشارة الطبيب لمعرفة الفوائد والمخاطر الفردية المُحتملة.

فوائد الكركم العامّة

للكركمِ العديدُ من الفوائد للجسم بشكلٍ عام، ومنها:

• مضادٌ للالتهابات: يُعتبر الالتهاب شكلاً من أشكال الأنظمة الدفاعية في الجسم، حيث يساعد على مكافحة الأجسام الضارة، ويساهم في إصلاح الضرر الذي تُحدثه تلك الأجسام، وبالرغم من أنّ الالتهاب يُعد مفيداً للجسم، إلاّ أنّه إذا استمر على المدى الطويل فإنه يُصبح مزمناً، ويؤدي إلى مشاكل في الجسم، ويهاجم الأنسجة فيه، ويعتبر الكركمين مضاداً قوياً للالتهابات، وتتطابق فعاليته مع بعض الأدوية المضادة للالتهابات دون أن يتسبب بأعراضٍ جانبية.
• مضادٌ للأكسدة: يُعد الضرر الناتج من عملية الأكسدة إحدى الأسباب وراء حدوث الشيخوخة والعديد من الأمراض، إذ تميل الجذور الحرة في عملية الأكسدة إلى التفاعل مع المواد العضوية الهامة في الجسم، مثل: الأحماض الدهنية، والبروتينات، و الحمض النووي. ويُعتبر الكركمين واحداً من مضادات الأكسده القوية التي يمكن أن تقضي على الجذور الحرة، بالإضافة إلى أنّه يُعزز نشاط الأنزيمات المضادة للأكسدة في الجسم.
• يُحسّن من وظيفة الدماغ وصحته: فقد وُجد أنّ الخلايا العصبية في الدماغ يمكن أن تضاعف ويزداد عددها حتى بعد مرحلة الطفولة المبكرة، ويحفز هذه العملية عامل النمو في الدماغ؛ الذي يُعد من أنواع هرمونات النمو و يُعرف باسم عامل التغذية العصبية المستمد من الدماغ (بالإنجليزية: Brain Derived Neurotrophic Factor)، ويؤدي انخفاض مستويات هذا الهرمون إلى مشاكل صحيّة في الدماغ مثل؛ مرض الزهايمر (بالإنجليزية: Alzheimer's Disease)، وقد وُجد بأن الكركمين يساهم في رفع مستويات هذا الهرمون وبهذا يقلل من خطر الإصابة بالأمراض التي قد تصيب الدماغ، ويساعد على تحسين الذاكرة.
• يُقللّ خطر الإصابة بأمراض القلب: تعتبر أمراض القلب المسبب الأول للوفاة في العالم، وتساهم الكثير من العوامل في حدوث أمراض القلب، وقد تبين أنّ الكركمين قد يساعد على التقليل من هذه العوامل؛ فهو يساهم في تحسين الغشاء المُبطّن للأوعية الدموية، الذي يُعتقد بأنّ الخلل فيه هو المحرك الرئيسي لأمراض القلب، وقد يُسبب مشاكل في تنظيم ضغط الدم، وتخثر الدم.
• يُقللّ خطر الإصابة بالسرطان: حيث يساعد الكركمين على الحدّ من انتشار الخلايا السرطانية، ومنع تولُّد الأوعيةٍ دموية داخل الخلايا السرطانية، وقد ظهر تأثير الكركمين الفعّال على سرطانات الجهاز الهضمي بشكلٍ أكبر، وفي دراسةٍ أُجريت لمدّة 30 يوماً لدى 1رجلاً يعانون من جروحٍ في القولون تتحول في بعض الأحيان إلى خلايا سرطانية، ووُجد في هذه الدراسة أنّ 4 غراماتٍ من الكركمين في اليوم ساهمت في خفض عدد الجروح بنسبة 40%.
• يُخفف من التهاب المفاصل: حيث تُبين العديد من الدراسات أنّ الكركمين يمكن أن يساهم في علاج أعراض التهاب المفاصل، وقد يكون في بعض الحالات أكثر فعاليةً من العقاقير المضادة للالتهابات.
• مضادٌ للاكتئاب: فقد يساعد الكركمين على علاج الاكتئاب، وقد ظهر في إحدى الدراسات فعاليته القوية ضد حالات الاكتئاب والتي كانت تماثل فعالية الأدوية المضادة للاكتئاب، كما أنّ هناك أيضاً بعض الأدلة على أنّ الكركمين يمكن أنّ يعزز الناقلات العصبية في الدماغ مثل: السيروتونين (بالإنجليزية: Serotonin)، والدوبامين (بالإنجليزية: Dopamine)، والتي من شأنها أن تحسّن من الحالة المزاجية.

القيمة الغذائية للكركم

يُوضح الجدول التالي العناصر الغذائية المتوفرة في ملعقةٍ صغيرةٍ أو ما يُعادل 3 غراماتٍ من الكركم:

محاذير استهلاك الكركم

على الرغم من أنّ الكركم يُعتبر آمناً لمعظم الأشخاص عند استهلاكه بالكميات الموجودة في الطعام، إلاّ أنّ استهلاك المكملات الغذائية منه يمكن أن تتداخل مع تأثير بعض الأدوية مثل؛ أدوية تميُّع الدم، وأدويه السكري، كما أنّ هناك حالاتٍ معينة تستدعي الحذر من استخدام الكركم، ونذكر منها ما يلي:

• الحامل والمُرضع: حيث لا يوجد ما يكفي من البحوث لتحديد ما إذا كانت مكملات الكركم آمنة للنساء الحوامل أو المرضعات.
• مرض المرارة: إذ قد يسبب الكركم انقباض المرارة، وتفاقم الأعراض.
• حصى الكلى: حيث إن الكركم يحتوي على كمياتٍ مرتفعةٍ من الأوكسالات (بالإنجليزية: Oxalate)، والتي يمكن أن ترتبط مع الكالسيوم وتسبب تكوين حصوات الكلى.
• اضطرابات النزيف: إذ قد يُبطئ الكركم من قدرة الدم على التجلط، مما يمكن أن يسبب تفاقم مشاكل النزيف.
• مرض السكري: حيث يمكن أن يسبب الكركم انخفاض مستويات السكر في الدم.
• نقص الحديد: وذلك لأنّ الكركم يمكن أن يؤثر على عملية امتصاص الحديد.