إذا كنت معتادًا على التعامل مع النوم كظاهرة ثاوية في حياتك, فأنت في حاجة إلى مجهود هائل. إن السبيل الوحيد لسداد دين ساعات النوم التي حرمت منها هو الحصول على المزيد من النوم. سيستغرق منك الأمر بعض الوقت لتعويض ساعات النوم المفقودة كاملة, ولكنك ستشعر آثار هذه التجربة سريعًا. والخبر السار في هذا الشأن هو أن الأشخاص الذين ينجحون في تحقيقي الطفرة, من التعويض الدائم لساعات النوم المفقودة, إلى النوم المنتظم الكافي. كثيرًا ما يشهدون تحسنات في الجوانب التالية:
أثبتت الدراسات أن الأشخاص الذين يحصلون على قسط كافي من النوم يفوقون أقرانهم الذين لا يحصلون على القسط الكافي من النوم على أجهزة محاكاة القيادة, واختبارات زمن الاستجابة. إن الأداء القاصر للأشخاص المحرومين من النوم ليس دائمًا؛ إذ يتحسن بعد حصولهم على القسط اللازم من النوم. عندما تنعم بالراحة المناسبة, ينتابك شعور بالنشاط والحيوية طوال اليوم. وتستمتع بالتحديات, وعندما تقع المشاكل, تجد أن لديك الطاقة اللازمة لحلها بدلاً من إرجائها. وبدلاً من مراقبة ساعة الدوام في نهاية يوم العمل, من الأرجح أن تكتشف فجأة أن الوقت قد حان للرحيل.
يرتبط الحصول على القسط الكافي من النوم بالذاكرة القوية, والإبداع. ولذا, فبدلاً من إضاعة وقتك في البحث عن مفاتيح سيارتك المفقودة, من الأفضل أن تتوصل على وسيلة أكثر فاعلية لأداء ملك, أو للتعامل مع مشروع لتحسين المنزل, أو كتابة قصيدة شعرية إلى محبوبتك.
أثبتت الأبحاث أن ديون ساعات النوم على المدى القصير يرتبط بالمشاكل الصحية البسيطة مثل حالات الصداع, ونزلات البرد, وآلام المعدة, فيما يرتبط ديون النوم على المدى البعيد بأمراض مثل السمنة, والمشاكل القلبية, والبول السكري, وقصر العمر. وعلى ذلك, ليس من الغريب أن الأشخاص الذين يبدأون في الحصول على القسط الكافي من النوم بعد فترات انقطاع تمتد لأشهر أو سنوات, عادة ما يستغرقون تحسنًا هائلاً في حالتهم الصحية العامة.
على الرغم من أن هذه النظرية مبتذلة, ولكن نمط الحياة هو العنصر الفاصل؛ أيًّا كانت اهتماماتك وأهدافك, فإن الحصول على القسط الكافي من النوم يجعلك في موقف أفضل للاستمتاع بهذه الاهتمامات وتحقيق هذه الأهداف. و سنبحث السبب وراء اختلاف أنماط نوم البشر أثناء مراحل الحياة المختلفة.
العربية
