من نعم الله الكثيرة على عباده أن جعل لهم من العبادات طريقة للتقرّب إليه، وفتح لهم الكثير من أبواب الطاعة، ففرض على عباده عدداً من الطاعات والفروض، وجعل الآخر منها سنناً ونوافل يستحبٌّ فعلها لكل قادر، ومما لا شكَّ فيه، أنّ الله عز وجل قد فرض على خلقه جميعاً إقامة الصلوات الخمس اليومية، وحثّ على الالتزام بها، فالصلاة عماد الدين، وقوام طهارة النفس، فإن استعان بها كانت خير سبيل لنجاحه ونيله رضا الله تعالى، وإن تركها ساءت دنياه وابتلي في حياته وآخرته، وقد ورد الحضّ على الصلاة في مواضع كثيرة من القرآن الكريم، مثل قوله تعالى في سورة البقرة
لصلاة الليل فضل كثير من الله عز وجل على عبده الإنسان، فالآيات القرآنية والأحاديث النبوية الدّالة على هذا الفضل كثيرة، وتأكيداً لهذا القول، كان النبي عليه الصلاة والسلام في كثير من الأحيان يقوم بصلاة الليل، قال صلى الله عليه وسلم: "يا أيُّها النَّاس أفشوا السَّلام، وأطعموا الطَّعام، وصلوا الأرحام، وصلُّوا باللَّيل والنَّاس نيام، تدخلوا الجنَّة بسلام"، فصلاة الليل ترفع الإنسان المحافظ عليها إلى ينابيع النور الإلهي، وهي العبادة التي تكسب صاحبها جلالاً ونوراً وحكمةً وشرفاً من الله