خرج عليه الصلاة والسلام للطائف داعيا ، يربد لهم الهداية والرحمة، وكان ذلك قبل الهجرة للمدينة المنورة، فلما وصل هناك وبدأ يتكلم معهم قاموا بجعل سفهائهم والمجانين منهم والأطفال يهينون رسول الله عليه الصلاة والسلام ويستهزؤون به، ثم قاموا بضربه بكل ما يستطيعون ضربه به، حتى سال الدم من وجهه الشريف عليه الصلاة والسلام وكسرت رباعيته، ونزل الدم من قدميه بسبب ضربه ووضعهم الشوك في طريقه عليه السلام.
فلما خرج من بينهم وجلس يدعو الله الدعاء الشهير:" اللهمّ إليك أشكو ضعف قوّتي وقلّة حيلتي وهواني على النّاس، يا أرحم الرّاحمين، أنت ربّ المستضعفين، وأنت ربّي، إلى من تكلني؟ إلى بعيدٍ يتجهّمني؟ أم إلى عدوٍّ ملّكته أمري؟ إن لم يكن بك عليّ غضب فلا أبالي ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الّذي أشرقت له الظّلمات، وصلح عليه أمر الدّنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك أو يحل عليّ سخطك، لك العتبى حتّى ترضى، ولا حول ولا قوّة إلّا بك".
وقد كان أهل الطائف بنو ثقيف أشهر قبائل العرب وأقواها، وكان النبي عليه السلام طامعا في اسلامهم، لكنهم واجهوه بما ذكرنا، فبعد هذا الدعاء نزل عليه ملك الجبال وقال:" يا محمد لو شئت لأطبقت عليهم الأخشبين". فقال:" لا عسى الله أن يخرج من أصلابهم من يقول لا اله الا الله". فكان نبي الرحمة عليه السلام يفكر كيف يؤمن الناس ويعيشوا الهداية ولا ينتقم لنفسه ابدا.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.
العربية
