ما هي كيفية تتابع الفتن وكثرتها

الكاتب: علا حسن -
ما هي كيفية تتابع الفتن وكثرتها.

ما هي كيفية تتابع الفتن وكثرتها.

 

تتابع الفتن وكثرتها:
 

أولاً:عن حذيفة رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلم يقول:” تُعرض الفتن على القُلوب كالحصير عُوداً عُوداً، فأيُّ قلبٍ أشربها نُكت فيه نكتةٌ سوداء، وأيّ قلبٍ أنكرها نُكت فيه نُكتةٌ بيضاءُ حتى تصير على قلبين على أبيض مثل الصّفا فلا تضرّهُ فتنةٌ ما دامت السماوات والأرضِ، والآخرُ أسودُ مُرباداً كالكوزِِ مُجخيّاً لا يَعرفُ معروفاً ولا ينكرُ مُنكراً إلا ما أُشربَ من هواهُ”. أخرجه مسلم.


شرح الحديث:


إن هذا الحديث فيه إشارة إلى كثرة الفتن التي تعصف بقلوب المسلمين، وقد شبه النبي عليه الصلاة والسلام كثرتها وتتابعها، بأعواد الحصير التي تُعطى للنسّاج، فالنساجِ إذا وضع عوداً ناوله غيره عوداً آخر، وهكذا حتى يتم صنع الحصير، وكذلك الفتن تعرض على القلوب متتابعة كل واحدة تسلم للأخرى كما تعرض العيدان على النساج، أو هو يُشير إلى تتابع الفتن وتلازمها كأعواد الحصير المتراصة مع بعضها البعض. إن الحديث أشار إلى أثر هذه الفتن على القلوب التي بها صلاح الإنسان أو فساده، وقد قسم أثرها بالنسبة إلى تقبل القلوب لها أو إنكارها إلى نوعين:


النوع الأول: قلوب تتأثر بالفتن تدريجاً حتى تتغلغل في جميع نواحيها، أو حتى تتشربًها لدرجةٍ لا يبقى فيها مكان للإيمان، وهذا وصفها النبي عليه الصلاة والسلام بوصفين:


– تصبح قلوب سوداء مع بياض خفيف.نوع الثاني: وهي القلوب التي تُنكر الفتن، وهذه القلوب وصفها النبي عليه الصلاة والسلام بأنها تصبح محصنةً من الفتن لا تتأثر بها، لذا تُصبحُ بيضاء، وذلك يقتصرُ أمر هذه القلوب إلا النور الذي يغمرها، وتستبينُ من خلاله الحقُ من الباطل، ولا يقتصر أمرُ هذه القوب على البياض أو النور، بل تصبح شبيهةً بالصفا، وهو الحجر الأملس الذي لا يُعلق فيه شيء من الغبار، ولا يحملُ شيئاً فوقه دخيلاً عليه؛ أي أنّ هذه القلوب بعد ذلك لا تتأثر بالفتن، ولا يعلق فيها شيء من غبارها.

شارك المقالة:
47 مشاهدة
هل أعجبك المقال
0
0

مواضيع ذات محتوي مطابق

التصنيفات تصفح المواضيع دليل شركات العالم
youtubbe twitter linkden facebook